في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها المدن الرئيسية في اليمن، تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة لاحتفالات الذكرى 57 لثورة 26 من سبتمبر/أيلول 1962، وسط جملة من الأبعاد التي يربط من خلالها يمنيون الحاضر بالماضي، وبوصفها التحول المفصلي في تاريخ البلاد، منتصف القرن الماضي.
واكتسبت ذكرى ثورة سبتمبر أهمية متزايدة، في ظل الأبعاد التي تحملها مناسبة الثورة التي أطاحت بنظام الحكم الإمامي في شمال البلاد، في وقتٍ ينظر فيه يمنيون، إلى جماعة الحوثيين، وسيطرتها على صنعاء ومدن مختلفة، بوصفها امتداداً سياسياً لذلك "النظام".
وخلال الـ24 ساعة الأخيرة، تصدر وسما #ثورة_26_سبتمبر و#ثوره_26_سبتمبر_خالدة مشاركات اليمنيين في مواقع "تويتر"، والذين احتفوا بالمناسبة بالحديث عما تمثله من مبادئ غيرت حياة اليمنيين، وبوصفها نقطة التقاء تشمل أكبر قدر من التوجهات اليمنية التي ترى فيها مناسبة استثنائية.
واعتبر رئيس الوزراء اليمني، معين عبد الملك، بسلسلة تغريدات أن ثورة سبتمبر مثلت "جسراً يقود اليمنيين إلى كل المشاريع الكبيرة من تحفيزها ودعمها لثورة الحرية والاستقلال عن بريطانيا في 14أكتوبر/تشرين الأول 1963 وصولاً إلى استعادة اليمن الكبير".
وأضاف أن الثورة أنجزت "مهمة قرون عديدة واعادت اليمن إلى العصر، بعد أن سجنتها الإمامة في عصور الظلام والاستعباد والجهل والفقر"، وأنها "كانت ثورة سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية في آن واحد، أعادت الاعتبار للشعب ورفعت من شأن كل فرد وجعلت العدالة والحرية شرطين متلازمين".
واعتبر الكاتب اليمني نبيل البكيري أن #ثورة_26_سبتمبر لم تكن "مجرد ثورة مسلحة ضد نظام كهنوتي طائفي فاسد بل مثلت أيضاً ثورة فكرية وثقافية شاملة بها عرف الإنسان اليمني كينونته في هذا العالم".
وكان الجدل بإحياء ذكرى الثورة، في شبكات التواصل، بدأ منذ أيام، بالتزامن مع إحياء الحوثيين ذكرى اجتياح العاصمة صنعاء 21 سبتمبر/أيلول 2014، حيث تصفها الجماعة بـ"ذكرى الثورة"، الأمر الذي يحفز الرأي المعارض لها لإحياء "26 سبتمبر"، والإعلاء من شأنها، على الرغم من التحديات التي واجهتها.
الجدير بالذكر، وعلى الرغم من إحياء ذكرى ثورة سبتمبر، يستحضر في الغالب الوضع الذي آلت إليه البلاد بعد سيطرة الحوثيين، إلا أن الجماعة، ذاتها، احتفلت بالمناسبة، بخطاب ألقاه رئيس ما يُعرف بـ"المجلس السياسي الأعلى" في صنعاء، مهدي المشاط.