قتل 16 شخصا بينهم سبعة أطفال بضربتين جويتين في جنوب اليمن الثلاثاء نسبتا للتحالف العسكري بقيادة السعودية، في أكثر الهجمات دموية في البلد الغارق في الحرب، منذ إعلان المتمردين تعليق استهداف المملكة ضمن "مبادرة سلام" قبل أقل من أسبوع.
ووقع الهجوم الذي استهدف منزلا في مديرية قعطبة الخاضعة لسيطرة الحوثيين في محافظة الضالع، بعد نحو عشرة أيام على هجمات ضد شركة أرامكو النفطية في شرق السعودية تبناها الحوثيون المدعومون من إيران.
وقال مسؤول محلي في الضالع في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إنّ "أسرة بكاملها قتلت (...) وبقية القتلى من المسعفين وهم من أهالي القرية حيث هرعوا لنجدة الضحايا" بعد الضربة الأولى.
وأضاف "عادت الطائرة وقتلتهم" في ضربة ثانية، مشيرا إلى أن عدد قتلى الضربتين بلغ 16 شخصا.
من جهته، أكّد طبيب في مستشفى الثورة العام بمحافظة إب القريبة (تبعد 40 كلم عن قعطبة) حيث تم نقل جثث القتلى، حصيلة الهجوم، موضحا أن من بين القتلى "سبعة أطفال وأربع نساء".
وقال شاهد عيان في موقع الهجوم لوكالة فرانس برس "انتشلت الجثث من تحت الركام وهي مقطعة أشلاء".
ورجّح المسؤول المحلي أن يكون التحالف العسكري بقيادة السعودية وراء الهجوم الجوي. كما اتهم المتمردون بدورهم عبر قناة "المسيرة" المتحدثة باسمهم التحالف بتنفيذ الضربتين اللتين استهدفتا منزل المواطن عباس الحالمي.
ولم يجب التحالف على أسئلة لوكالة فرانس برس حيال هذا الهجوم.
ومنذ 2014، يشهد اليمن حرباً بين المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران، والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي، وقد تصاعدت حدّة المعارك في آذار/مارس 2015 مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري دعماً للقوات الحكومية.
وأوقعت الحرب حوالى 10 آلاف قتيل وأكثر من 56 ألف جريح منذ 2015 بحسب منظمة الصحة العالمية، غير أنّ عدداً من المسؤولين في المجال الانساني يعتبرون أن الحصيلة الفعلية أعلى بكثير.
وخلافاً لكلّ التوقّعات، أطلق المتمرّدون الحوثيّون مساء الجمعة "مبادرة سلام" عبر إعلانهم وقف الهجمات على السعوديّة في انتظار "ردّ التحية بمثلها أو بأحسن منها"، في خطوة مفاجئة لم تتضح الأسباب التي قادت إليها.
- 42 غارة -
وتبنّى الحوثيّون الهجمات التي استهدفت في 14 أيلول/سبتمبر منشأة خريص النفطيّة الواقعة في شرق السعودية، وأضخم مصنع لتكرير الخام في العالم في بقيق على بعد نحو مئتي كيلومتر شمالاً من خريص.
لكن واشنطن أكّدت ان الهجمات انطلقت من إيران، في وقت تجري السعودية تحقيقا لمعرفة نقطة الانطلاق، مستبعدة أن تكون الصواريخ والطائرات المسيّرة قد انطلقت من اليمن بل من موقع شمال المملكة.
وقوبلت المبادرة بالشك من قبل السعودية التي قالت على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير "نحكم على الأطراف الأخرى بناء على أفعالها وأعمالها، وليس أقوالها، ولذا فإننا سنرى إن كانوا سيطبقون فعلا (المبادرة) أم لا".
ولم تعلن السعودية عن أي هجمات ضدها منذ الجمعة، كما أن المتمردين لم يعلنوا عن أي هجمات جديدة ضد المملكة.
والسبت، أحيا عشرات آلاف من مؤيدي الحوثيين ذكرى سيطرتهم على صنعاء، في احتفال حذّر خلاله محمد علي الحوثي، عضو "المجلس السياسي الاعلى" ورئيس "اللجنة الثورية العليا"، خمن رفض مبادرة وقف الحرب.
وقال "نحذّر دول العدوان من رفض مبادرة الرئيس المشاط، وإن أبوا الموافقة فإننا سنؤلمهم أكثر". وتابع "التصعيد لا يمكن أن يواجه إلا بالتصعيد".
والهجوم في قعطبة هو الأكثر دموية منذ الإعلان عن الهدنة من طرف واحد.
وبحسب يحيى سريع المتحدث العسكري باسم المتمردين، فقد شن التحالف الاثنين أكثر من 42 غارة جوية على عدد من المحافظات اليمنية "استهدفت بيوت ومنازل المواطنين ومزارعهم وسقط على إثرها 8 شهداء وعدد من الجرحى في مديريتي سفيان وحرض".
وذكرت قناة "المسيرة" أنّ من بين القتلى سبعة من أسرة واحدة، في حصيلة لم تؤكّدها مصادر اخرى.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث التقى الاثنين نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، حيث ناقش معه "التقدّم المحرز على صعيد التهدئة"، بحسب ما جاء على حسابه في تويتر.