دمّرت الحرب مجموعة من حافلات الطلاب في جامعة تعز فتحوّلت إلى كومة من الهياكل الحديدية في موقف السيارات الخارجي، لكنها باتت اليوم تؤمن نقل المياه في بلد دمر النزاع قطاعه الصحي متسببا بتفشي مرض الكوليرا.
وقرر نشوان الرباصي الموظف المسؤول عن شؤون الطلاب في الجامعة، مع زملاء له ألا يتركوا الباصات للإهمال والصدأ، فحوّلوا أربعة منها إلى صهاريج مياه لمواجهة الشح.
وعلى مدى 60 يوما، انكب الرباصي (35 عاما) مع فريقه على إعادة الحافلات للعمل، فقاموا بتحديث هياكلها، وإعادة تشغيل محركاتها، ثم تثبيت خزان للمياه في الجهة الخلفية لكل من الباصات الأربعة.
وقال الرباصي وهو يقود إحدى الحافلات التي طليت باللون الأبيض الفاقع «الفكرة جاءت في البداية نظرا إلى شح المياه في محافظة تعز وعدم وجود صهاريج في الجامعة نهائيا».
وأضاف الشاب اليمني (35 عاما) «نعاني في الجامعة بشكل عام، وخصوصا في مقر سكن الطالبات، من عدم توفير المياه».
وتسببت المواجهات مع الحوثيين في تدمير نحو 80 % من حافلات الجامعة، بحسب الرباصي، مشيرا إلى أنّ الفريق عمل على تحويل الحافلات لصهاريج مياه طوال شهرين، يوميا من الصباح وحتى المساء.
وتقوم الخزانات المتنقلة هذه منذ بدء تشغيلها، بنقل المياه من الآبار القليلة الواقعة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة خارج الجامعة، ليستفيد منها نحو 200 طالب وطالبة يقيمون في مقرات السكن داخل الجامعة التي يدرس فيها نحو 40 ألف طالب. لكن عملية التحويل لم تكن سهلة، حسبما يشرح المهندس الميكانيكي محمد أمين. فقد واجهوا «صعوبات كثيرة في التركيب وفي العثور على قطع الغيار من السوق، والتي لا نستطيع طلبها» من صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين، أو حتى عدن، المقر المؤقت للحكومة.
وتبلغ تكلفة عملية نقل المياه من الآبار إلى الجامعة نحو 700 ألف ريال يمني شهريا (حوالي 2700 دولار).