الرئيسية - أقاليم - الشاعراليمني الضرير الذي اذهل العالم وأصدرت الأمم المتحدة عملة عليها صورته
الشاعراليمني الضرير الذي اذهل العالم وأصدرت الأمم المتحدة عملة عليها صورته
الساعة 06:45 ص (رأي اليمن-وكالات)

قال عنه أحد الكتاب في اليمن: «ماذا يمكن أن يقال عن هذا الضرير الذي استحوذ بنفاذ بصيرته على كل ما هو جميل وساحر في اللغة صرفا ومعنى، وجعل القصيدة التي يكتبها «كعبة يحج» اليها النقاد وعشاق الحرف واللغة، ومدرسة يتخرج منها المئات من المبدعين، وكيف لا وهو الذي كسا القصيدة ببردة الحسن والقداسة والجمال... ربما هي حكاية القائل بكروية الارض، والحلاج و... و... و... وكل من لم يسعفه زمنه بأن يفهم معاصروه ما نشده وصبا اليه رغم ذلك فربما بدت المعادلة ناقصة لو تحقق ذلك.
 
 

لقد كان سابقا لعصره وأوانه بنظرته التي تتخطى الاجناس والحضارات والأقاليم وتتجاوز الأزمنة والامكنة الى وحدة شاملة تلتقي كقطرات الغيوم وتتجمع وتتلملم لتنسكب في حضن الاوقيانوس العظيم لترقى بنا الى ذروة النشوة حيث الابداع وحيث الاعجاز وحده.

وقال عنه المؤرخ العراقي الاستاذ الزائر بأستراليا الدكتور سيار الجميل: «شاعر عربي من أعماق اليمن السعيد اسمه عبد الله البردوني».

عاش ضريرا وحزينا ويائسا من الحياة العربية المفعمة بالقساوة والهزال في القرن العشرين، وبقي ينتحب طوال حياته كما وصف حاله: «شبابة في شفاه الريح تنتحب»!، كان يرى أجداده القدماء قد صنعوا الامجاد على أرضهم العصية التي يقارنها اليوم وقد غدت غريبة ضنية من دون وعاء ولا غطاء على أيدي الاحفاد!. شاعر اعترف ببشاعة منظره وصورته، ولكن العالم كله كان يراه انسانا بمنتهى الطيبة والوداعة والجمال وهو يسمع قصيده القوي والمليء بحالات جمالية تبعث النفس من ركودها وسكونها، الى مستويات مختلفة من الانشداد تارة والهيام تارات وتارات».!!

 

السجل الشخصي للبردوني

عبد الله صالح حسن الشحف البردوني شاعر يمني وناقد أدبي ومؤرخ ولد في 1929.

1933 أصيب بالجدري الذي أدى الى فقدان بصره

1934 التحق ب(كتاب القرية) وفيها حفظ ثلث القرآن الكريم على يد يحيى حسين القاضي ووالده.

1937 انتقل الى مدينة «ذمار» ليكمل تعلم القرآن حفظا وتجويدا... وفي المدرسة الشمسية درس تجويد القرآن على القراءات السبع.

1948 اعتقل بسبب شعره وسجن تسعة أشهر.

1949 انتقل الى الجامع الكبير في مدينة صنعاء حيث درس على يد العلامة أحمد الكحلاني، والعلامة أحمد معياد... ثم انتقل الى دار العلوم ومنها حصل على اجازة في العلوم الشرعية والتفوق اللغوي.

1953 عين مدرسا للأدب العربي في دار العلوم وواصل قراءاته للشعر في مختلف أطواره اضافة الى كتب الفقه والمنطق والفلسفة.

1954 الى 1956 عمل وكيلا للشريعة «محاميا» وترافع في قضايا النساء فأطلق عليه «وكيل المطلقات».

1961 صدر ديوانه الأول «من أرض بلقيس».

1969 عين مديرا لإذاعة صنعاء

1970 أبعد عن منصبه كمدير للإذاعة، وواصل اعداد برنامجه الاذاعي «مجلة الفكر والأدب».

1970 انتخب رئيسا لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.

1971 نال جائزة مهرجان أبي تمام بالموصل في العراق.

1981 نال جائزة مهرجان جرش الرابع بالأردن، وفي نفس السنة نال جائزة شوقي وحافظ في القاهرة.

1982 أصدرت الأمم المتحدة عملة فضية عليها صورة الاديب البردوني كمعوق تجاوز العجز.

1982 تقلد وسام الادب والفنون في عدن.

1983 نال جائزة وسام الادب والفنون في صنعاء

1984 تقلد وسام الادب والفنون في صنعاء

1990 شارك في مهرجان الشعر العربي الثامن عشر بتونس.

1992 شارك في مهرجان الشعر العربي التاسع عشر بالاردن

1997 اختير كأبرز شاعر ضمن استبيان ثقافي

1998 سافر سفرته الاخيرة الى الاردن للعلاج

1999 توقف قلب الاديب عن الخفقان بعد أن خلد اسمه كواحد من أعظم شعراء العربية في القرن العشرين.

مؤلفاته الشعرية والنقدية

تنقسم مؤلفات البردوني الى مجاميع شعرية ودراسات وكتب ومخطوطات وكتب مترجمة الى لغات أجنبية، ففي الشعر أصدر 12 ديوانا شعريا هي «من أرض بلقيس في طريق الفجر مدينة الغد لعيني أم بلقيس السفر الى الأيام الخضراء وجوه دخانية في مرايا الليل زمان بلا نوعية ترجمة رملية لأعراس الغبار كائنات الشوق الاخر رواغ المصابيح جواب العصور رجعة الحكيم بن زائد». وله ثمانية كتب ودراسات في النقد هي رحلة في الشعر اليمني قديمه وحديثه قضايا يمنية فنون الادب الشعبي في اليمن اليمن الجمهوري الثقافة الشعبية تجارب وأقاويل يمنية الثقافة والثورة في اليمن من أول قصيدة الى آخر طلقة: دراسة في شعر الزبيري وحياته أشتات». وله الى جانب ذلك خمسة أعمال مخطوطة هي رحلة ابن من شاب قرناها (ديوان شعر) العشق على مرافئ القمر (ديوان شعر) العم ميمون (رواية) الجمهورية اليمنية (كتاب) الجديد والمتجدد في النقد الأدبي (دراسة). كما تمت ترجمة بعض أعماله على النحو التالي: عشرون قصيدة مترجمة الى الانقليزية في جامعة ديانا في أمريكا الثقافة الشعبية مترجمة الى الانجليزية ديوان مدينة الغد مترجم الى الفرنسية اليمن الجمهوري مترجم الى الفرنسية كتاب بعنوان الخاص والمشترك في ثقافة الجزيرة والخليج مجموعة محاضرات بالعربية لطلاب الجزيرة والخليج ترجم الى الفرنسية».

وقد وجد أدب البردوني شعرا ونقدا اهتماما منقطع النظير من قبل التراجمة والنقاد ويمكننا أن نشير في هذا السياق الى بعض المؤلفات والدراسات التي تناولت أدبه بالنقد مثل «البردوني شاعرا وكاتبا لطه أحمد اسماعيل رسالة دكتوراه: القاهرة الصورة في شعر عبد الله البردوني د. وليد مشوح: سوريا شعر البردوني، محمد أحمد القضاة رسالة دكتوراه: الاردن قصائد من شعر البردوني ناجح جميل العراقي».

 

البردوني كما تحدث عنه الدارسون

في دراسة له بعنوان «البردوني المبدع والرائي الذي رأى ما لا يرى» يتساءل الاستاذ عبد الباري طاهر «هل رأيتم كيف تزول الجبال؟ وكيف تغور الانهار؟ وكيف تتزلزل الارض وكيف تكسف الشمس ويختفي القمر وتهرب الأشجار... وتتساقط النجوم كأوراق الخريف، موت شاعر عظيم كالبردوني لون من ألوان الكوارث الطبيعية التي تضرب كيان أمة بأسرها فالعالم الموسوعي والمبدع كبير كالبطل الأسطوري انما يكون في رحم الأمة أي أمة عبر عشرات ومئات السنين فأمثال عبد الناصر والبياتي والجواهري والقباني وطه حسين والبردوني، و... و... لا يأتون الا في أزمان متباعدة أليسوا ملح الأرض، ومهندسي ضمير الأمة ووجدانها، وحداة مسيرتها، ويقول علي الجندي في تقديمه لديوان البردوني المسمى (من أرض بلقيس): (انه أي شعر البردوني بعيد عن التقليد، مستقل بمبانيه ومعانيه، لا تستطيع أن تقول انه متأثر بشاعر آخر، أو أنه نموذج مكرر لقديم أو محدث، اللهم الا لمحات هنا وهناك، تدل على أنه ذو نسب قريب بالعباس بن الاحنف، وابراهيم ناجي، وأبي القاسم الشابي، وانه يجري في حلبتهم دون أن يكون ظلالا لهم أو صورة منهم)، ويضيف الناقد عز الدين اسماعيل: وهذا القول يؤكد شيئا بالغ الأهمية، ألا وهو خصوصية هذا الشعر، وهذه المزية هي الضمان لاهتمام الناس بهذا الشعر، حيث لا يغني عنه غيره من قديم أو حديث، وهي تغري الدرس الادبي به، للوقوف على تجليات تفرده، وعلى أسرار هذا التفرد، وفي دراسة له بعنوان «الدلالة ومرجعية الصورة في شعر البردوني» يقول الدكتور فايز الداية: «يتطلع الكشف الدلالي في نقد الشعر الى بلوغ مرتبة يتبين معها وعي الشاعر بالعالم من حوله وترتسم من خلال الكلمات الدوال رؤيته المتبلورة في مجمل الديوان، أو في الأعمال الشعرية الكاملة، وهذا ما يتيحه لنا ديوان عبد الله البردوني الثالث مدينة الغد الذي يجمع سمتين هامتين هما نضوج التجربة والأدوات لدى الشاعر، والاطار التاريخي للقصائد، فهي تدور في سنوات غليان الثورة وبحثها عن ملامحها وطريقها بعد انطلاقها في اليمن 1962م.

ونختم بالدكتور عبد العزيز المقالح الذي يقول في دراسة له بعنوان «ملامح حداثية في شعر البردوني» اعترف بداية أنني لم أكن أرغب في الكلام على حداثة شاعرنا الكبير تحت هذا العنوان فقد كنت ومازلت أرى أنه شاعر حديث بكل ما تحمله كلمة حديث من مفهوم المعاصرة والتجديد، وباستثناء بداياته القليلة التي كان واقعيا فيها شأن كل مبدع مبتدئ تحت تأثير بعض الشعراء القدامى والاحيائيين أمثال أحمد شوقي وحافظ ابراهيم والرصافي وأضرابهم، فإن الشعر الذي كتبه بعد مرحلة البداية يصب في نهر التحديث بكل طموحاته ومغامراته، سواء من خلال الأسلوب الذي يصطنعه أو من خلال الموضوعات التي يتبناها، ويمكن لنا أن نتكلم عن هذا الشعر عبر ثلاثة ملامح رئيسية تتحدد بحسب المؤثرات التي خضع لها الشاعر وهي: الملمح الرومانسي، والملمح الواقعي، والملمح السريالي، البردوني الشاعر وحداثة البردوني الانسان والثائر قد تلازمتا وتناغمتا، وكانتا دليله الى «مدينة الغد» التي ظل ينشدها في شعره ومواقفه.

 

بعد سقوط الماكياج: للبردوني

غير رأسي... أعطني رأس (جمل) غير قلبي... أعطني قلب حمل

ردني ما شئت... (ثورا... نعجة) كي أسميك... يمانيا بطل

كي أسميك شريفا... أو أرى فيك مشروع شريف محتمل

سقط المكياج، لا جدوى بأن تستعير الآن، وجها مفتعل

 

 

  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن