في خضم جدل واسع النطاق خلفته توجيهات سمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة والتي أيدها الإماراتيون بشكل كاسح، استقبل محمد بن زايد في أبوظبي محمد بن راشد، بعد أن رفضت شخصيات محسوبة على الأخير توجيهات حاكم دبي التي تسعى إلى حماية سمعة الإمارات ووقف تهور أبوظبي وانزلاقها في معظم الحروب في المنطقة.
وبحسب الإعلام الرسمي، فقد تبادلا خلال اللقاء الذي جرى في مجلس قصر البحر في أبوظبي، "الأحاديث الأخوية الودية حول عدد من القضايا والشؤون التي تهم الوطن والمواطن خاصة فيما يتعلق بتوفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين". وهذه هي الصياغة العامة المكررة والمعتمدة في كل لقاء بينهما.
وكان مصدر قد تحدث لوكالة "الأناضول" مؤخرا قد زعم وجود خلافات بين أبوظبي ودبي على السياسة الخارجية للدولة.
وقال المصدر، إن محمد بن راشد أشار إلى أن قوات خليفة حفتر في ليبيا، التي تدعمها الإمارات، لم تحقق أي تقدُّم في محاولتها السيطرة على طرابلس، مضيفاً: «منذ أعوام، ونحن ندعم حفتر دون جدوى، علينا البحث عن بدائل سياسية وليست عسكرية».
وشدد محمد بن راشد على ضرورة إجراء تغيير جذري في السياسة الخارجية للإمارات، ووقف هدر الأموال، والأخذ بعين الاعتبار احتمال مهاجمة إيران للبلاد.
يجدر بالذكر أن الشيخ محمد بن راشد يعارض منذ البداية سياسة التدخل في شؤون الدول الأخرى، ويجنح دائما للهدوء والحوار.
ويقول المراقبون، إن محمد بن راشد لم يرض عن أداء المغردين الذين يسوقون سلوكيات الدولة العسكرية ما ضاعف الانتقادات الدولية والعربية ولو على مستوى الشعوب والمنظمات غير الحكومية، فكان لا بد من إصدار هذه التوجيهات لوضع حد للمغردين وللسياسات الخاطئة التي تنتهجها أبوظبي.