قال ياسين أقطاي، مستشار رئيس حزب "العدالة والتنمية" التركي، الأحد، إن "الهجرات إلى تركيا فرصة لبناء حضارات جديدة".
جاء ذلك في معرض حديثه عن استقبال هجرات من دول عربية وبينها اليمن، واصفا جاليتها بـ"الأكثر تنظيما".
كلمة أقطاي جاءت بالحفل الختامي لملتقى "نحن اليمانيون"، الذي نظمته جمعية الصداقة اليمنية التركية، وهو ملتقى تشاوري للجالية، على مدار 3 أيام في مدينة يالوفا، قرب إسطنبول.
وأضاف أقطاي "كلمة الأنصار سهلة ولكن نأمل من الله أن يعطينا قليلا من هذه المهمة العظيمة، وما يمر به اليمن من الظلم والصعوبات والتدخلات الأجنبية من الجار والبعيد، لا يستحقه".
وتابع: "الشعب اليمني لديه من الأسباب الكثيرة للفخر بأصولهم، لليمن مكانة خاصة لدى الشعب التركي".
وحول الهجرات، التي استقبلتها بلاده من بلدان عربية في السنوات السابقة، قال أقطاي "الهجرة فيها بركة، وفي تاريخ الهجرات، معظم الحضارات بنيت عبر الهجرات، كان بناء الحضارات في التاريخ من المهاجرين بعد أن اندمجوا، وهو ما تم في اليونان القديمة ولدى الرومان".
وزاد "منطقة الأناضول كانت محطة الهجرات، ولعبت دورًا مهما في الحضارة الإسلامية، في مواجهة الغرب، وهي في خط الجبهة، وكل من يستقر في هذه البلاد عليه بذل الجهد لبناء حضارة عميقة قوية، وأعتقد أن المهاجرين القادمين من الخارج يمكنهم فعل ذلك".
ومضى أقطاي بالقول أن تركيا تستضيف حاليا هجرات من مصر وسوريا، "ولكن هناك من لا يعلم مصير هذه المسيرة، ويعترضون على هذا الأمر، لكن من ينظر من أفق أوسع يرى فيها فرصة وحكمة، وكثيرا من الإمكانيات لإنشاء حضارة جديدة".
وشدد على أنه "حال المسلمين حاليا غير مستعدين لحل مشاكلهم، وحل مشاكل العالم، وبعيدون عن ذلك، فجاءت الهجرة لنجتمع في بلدان أخرى لبناء حضارة جديدة سويا، فالبركة في الاندماج والاختلاط".
وختم أقطاي بقوله "الجالية اليمنية هي الأكثر تنظيما، والتفاؤل هو من أهم قيم السياسة، والتركيز على الفرص يعيننا أكثر، وتكون بعدها الجالية جسرا بين الأتراك واليمنيين".
من جانبه، قال رئيس الملتقى أحمد العقبي، خلال الجلسة الختامية، "نؤكد من هذا الملتقى أنه مهما ابتعدنا عن وطننا سنبقى له أوفياء وبتعاوننا ووحدتنا ستذوب الخلافات الشخصية وسيبقى الوطن فينا".
وناشد المشاركين بالملتقى بالقول: "استمروا على هذا الميراث في هذا البلد، والملتقى هذا دليل مبلغ حبكم لوطنكم".
ووجه "العقبي" التحية لتركيا رئيسا وحكومة وشعبًا، مشيرًا إلى أنهم جسدوا "معنى النصرة والضيافة"، وتحملوا الأعباء لنصرة المظلومين واستضافة المهاجرين.
من جهته، قال عبد الرقيب عباد، رئيس جمعية "الصداقة"، إن الملتقى شهد مشاركة 220 شخصية من نخبة أهل اليمن ينتمون لمختلف الشرائح.
وأضاف: "إخواننا الأتراك يصفون الجالية اليمنية بأنها الأكثر تنظيما، وسنكون أكثر لأننا معدن أصيل، وسيعود اليمن كما كان مبتسما".
من ناحيته، شكر نائب وزير شؤون المغتربين اليمني، محمد العديل، تركيا حكومة وشعبا لاستضافتهم إخوانهم اليمنيين، ولدورهم في رعايتهم والاهتمام والاحتفاء بهم.
وقال العديل إن الملتقى شهد مناقشة برامج مميزة، وسط تفاعل من الجالية مع هذه البرامج، متوقعًا توسع المشاركة في الملتقى القادم ليشمل حضورًا مميزا للمرأة اليمنية.
فيما أوضح صلاح باتيس، عضو مجلس الشورى اليمني، أن ما يجري في بلاده من تطورات "تبشر بخير" رغم صعوبة الأوضاع الراهنة.
وأضاف: "الكل يلتقي بملتقى واحد وينسى المناطقية والجهوية والحزبية، فخور جدا باليمنيين في تركيا".
واختتم، الأحد، ملتقى "نحن اليمانيون"، الذي استمر 3 أيام من الفعاليات والنشاطات، وشهد الملتقى محاضرات وورش عمل، ونشاطات رياضية.
وفي نهاية حفل الختام تم تكريم المشاركين، ومنح الجوائز للفائزين بالمسابقات الرياضية، حيث كان يهدف الملتقى للتشاور بين أفراد الجالية اليمنية لحل المشاكل التي تعترضهم في تركيا.