في تقرير بعنوان «حليف يهاجم حليفاً في حرب داخل حرب باليمن»، أوضحت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن الغارات الجوية الإماراتية جاءت بعد أسابيع من قيام المتمردين المدعومين من الإمارات بطرد الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية من عدن.
ولفتت إلى أن هذا الأمر من شأنه تعميق الخلاف بين الإمارات والسعودية، الحليفتين في حرب اليمن. وأضافت الصحيفة في تقرير لها: «إن هذا التطور يمثل تحولاً مربكاً للصراع اليمني متعدد الأطراف؛ فحتى قبل أسابيع قليلة، كانت الإمارات تقاتل اسمياً إلى جانب الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والتي قصفتها طائراتها الحربية يوم الخميس».
تابعت الصحيفة: «على نطاق أوسع، هدد الهجوم بتصعيد التوترات بين الإمارات والسعودية، الحليفتين الإقليميتين اللتين مارستا سياسات تدخلية لسنوات عبر مجموعة من أكثر دول الشرق الأوسط تقلباً، بما في ذلك اليمن وليبيا والسودان».
وأشارت الصحيفة إلى أن الإماراتيين والسعوديين يقودون القتال في اليمن منذ عام 2015، عندما أرسل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قواتاً لإخراج الحوثيين المدعومين من إيران من شمال اليمن، لكن هذه الشراكة تعرضت لضغوط مفاجئة في يوليو بعد أن سحب الإماراتيون فجأة معظم قواتهم من اليمن.
ونقلت الصحيفة عن إليزابيث ديكنسون، المحللة في مجموعة الأزمات الدولية، قولها إن التحالف مهم للغاية للبلدين. لكن هذا لا يعني أنهما سيتفقان دائماً. خلافاتهما واضحة للغاية في اليمن، حيث يوجد لدى السعوديين والإماراتيين حلفاء ومصالح ووجهات نظر مختلفة حول كيفية إنهاء النزاع المدمر الذي دفع البلد الفقير إلى حافة المجاعة».
وأضافت ديكنسون: إن الإماراتيين يريدون التركيز على محادثات السلام مع الحوثيين مع الاستمرار في الضغط على جيوب مقاتلي القاعدة في جنوب اليمن. بينما يفضل السعوديون تكثيف القتال ضد الحوثيين، الذين يواصلون إطلاق الصواريخ على المطارات وحقول النفط في جنوب المملكة. ما قد نشهده هو المضي في توافق متسق مع عنوان السياسة، مع اختلاف متزايد في التفاصيل».
وذكرت الصحيفة: «قال أطباء بلا حدود، الذي يدير مستشفى الصدمات في عدن، إنه استقبل 51 جريحاً في غضون بضع ساعات يوم الخميس، من بينهم 10 توفوا لدى وصولهم».
ونقلت الصحيفة عن كارولين سيجوين، مديرة أطباء بلا حدود، قولها: «يوجد فوضى عارمة في عدن. هذا هو التدفق الثالث للجرحى إلى المستشفى منذ عدة أسابيع. من الصعب في هذه المرحلة تحديد المجموعات التي تتحكم في أي من أحياء عدن».
وتابعت الصحيفة: «إنه إلى جانب تلك الإصابات المباشرة، لم يكن من الواضح حجم التوتر الذي فرضه القتال على التحالف السعودي الإماراتي، الذي مول الكثير من القتال في اليمن منذ عام 2015، أو ما قد يعنيه للاتجاه الأوسع للحرب».
ولفتت الصحيفة إلى أنه حتى وقت قريب لعب البلدان أدواراً مختلفة بوضوح، وكان للطائرات الحربية السعودية دور بارز في الحملة الجوية سيئة السمعة بمساعدة القنابل والمعونة اللوجستية من أميركا حتى نوفمبر الماضي، وأسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين. قاد الإماراتيون الحملة البرية في جنوب اليمن، وخاصة حول مدينة الحديدة الساحلية الرئيسية. لكن الإماراتيين كانوا يشككون في حكومة هادي، واعتبروا الانفصاليين - المعروفين رسمياً باسم المجلس الانتقالي الجنوبي- حلفاء أكثر فاعلية.