سيطر الانفصاليون الجنوبيون في اليمن على عدن، مقر الحكومة المعترف بها دوليا، مما أدى إلى تصدع التحالف الذي تقوده السعودية والذي يحاول كسر قبضة حركة الحوثي المتحالفة مع إيران على البلاد.
وفي خطوة تعقّد جهود الأمم المتحدة الرامية لإنهاء الحرب المستمرة منذ أربع سنوات، قال مسؤولون إن الانفصاليين سيطروا يوم السبت على جميع معسكرات الجيش التابعة للحكومة في المدينة الساحلية وحاصروا قصر الرئاسة الفارغ.
وقالت وزارة الخارجية على تويتر ”ما يحصل في العاصمة المؤقتة عدن من قبل المجلس الانتقالي هو انقلاب على مؤسسات الدولة الشرعية“.
ورغم أن الانفصاليين لديهم أجندة منافسة لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي بشأن مستقبل اليمن، فقد كانوا جزءا من التحالف المؤيد للحكومة وتقوده السعودية ويقاتل الحوثيين منذ مارس آذار 2015.
وقتلت الحرب عشرات الآلاف ودفعت أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية إلى شفا المجاعة.
وقالت مصادر طبية إن الاشتباكات على مدى أربعة أيام بين الانفصاليين والقوات الحكومية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن تسعة مدنيين وأكثر من 20 مقاتلا. وقال سكان إن المعارك استؤنفت في وقت مبكر يوم السبت لكن حدتها تراجعت. وأدت المعارك إلى محاصرة المدنيين في منازلهم مع تضاؤل إمدادات المياه.
وقال مسؤول بحكومة الرئيس هادي لرويترز ”انتهى الأمر قوات (المجلس الجنوبي الانتقالي) تسيطر على جميع معسكرات الجيش“.
وقال مسؤولون حكوميون إن الانفصاليين استولوا على منزل وزير الداخلية أحمد الميسري بعد أن تم إجلاؤه من مقر إقامته بمساعدة قوات التحالف. ويقيم الرئيس هادي في العاصمة السعودية الرياض.
ولم يصدر تعليق من التحالف السني المدعوم من الغرب بقيادة السعودية والذي تدخل في اليمن بعد أن أطاح الحوثيون بحكومة هادي من السلطة في العاصمة صنعاء في أواخر عام 2014.
ودعت الإمارات العضو في التحالف لكنها دربت وسلحت آلاف الانفصاليين الجنوبيين إلى الهدوء وحثت الجانبين على التركيز على مواجهة الحوثيين.
ودعا وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن جريفيث إلى بذل الجهود وممارسة الضغوط من أجل تحقيق هذا الهدف.
* ضعف قبضة التحالف
كانت الاشتباكات قد اندلعت يوم الأربعاء بين الانفصاليين وقوات الحكومة بعد أن اتهم الانفصاليون حزبا إسلاميا حليفا لهادي بالتواطؤ في هجوم صاروخي استهدف عرضا عسكريا في عدن وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه.
ويقول محللون إن الحوثيين ربما استخدموا الهجوم العسكري لاختبار قدراتهم على الأرض بعد أن خفضت الإمارات في يونيو حزيران وجودها العسكري في اليمن تحت ضغط من الحلفاء الغربيين لإنهاء الحرب ومخاوف من تصاعد التوتر مع إيران في الخليج.
وقد يضعف تحرك الانفصاليين ضد هادي قبضة التحالف في أي مفاوضات مع الحوثيين لتشكيل حكومة انتقالية لإنهاء الحرب.
وقال فارع المسلمي من مؤسسة تشاتام هاوس لرويترز ”هذا نبأ سار للحوثيين ونبأ سيئ للسعوديين... ينهي انفراد الحوثيين بالانقلاب على هادي“.
وقال نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثي يوم السبت إن الأحداث التي وقعت في عدن أثبتت أن حكومة هادي، التي تسيطر على عدن وسلسلة من البلدات الساحلية الغربية، غير ملائمة للحكم.
وقال حسين العزي ”على القوى الرئيسية الموجودة على الأرض أن تنخرط في حوار جاد وبناء لإخراج البلد إلى طريق اتحادي يرضي الجميع في إطار وطني موحد“.
وتحاول الأمم المتحدة تطبيق اتفاق سلام في مدينة الحديدة الساحلية الرئيسية إلى الشمال من عدن لتمهيد الطريق أمام محادثات سياسية أوسع لإنهاء الحرب.
وتم التوصل إلى الاتفاق في محادثات سلام بين الحوثيين وحكومة هادي في السويد في ديسمبر كانون الأول، وهي أول محادثات منذ أكثر من عامين.
وصعد الحوثيون ضرباتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة على السعودية.
وعلى نطاق واسع في المنطقة يعتبر الصراع في اليمن حربا بالوكالة بين السعودية وإيران. وينفي الحوثيون أن يكونوا دمى لدى إيران ويقولون إن حركتهم ثورة على الفساد.