كشف تقرير أميركي عن تعنت مليشيا الحوثيين من الانسحاب من موانئ ومدينة الحديدة، وتغاضي الأمم المتحدة عن تهريب الحوثيين للأسلحة عبر موانئ الحديدة، كما كشف التقرير أن الحوثيين يمنعون الأمم المتحدة من تفتيش الشحنات المشبوهة.
وقال التقرير الذي نشره موقع "استراتيجي بيج" الأميركي، المعني بالشؤون الاستراتيجية العسكرية، "إنه من المفترض أن يدخل الاتفاق الذي أبرم في السويد حيز التنفيذ على الفور وتنفيذ عمليات الانسحاب من مدينة وموانئ الحديدة على البحر الأحمر، لكن المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران، كعادتهم، انتهكوا الاتفاق بطرقهم المعتادة، وشمل ذلك رفض سحب قواتهم، وفتحوا النار على القوات اليمنية وسرقوا المساعدات الإنسانية".
ويعتقد مفتشو الأمم المتحدة أن القوات التي تولت أمن الموانئ شرعيون وأن الأمم المتحدة تسيطر على الموانئ منذ منتصف مايو. لكن لا تزال هناك شكوك بأن هذه “القوات” هم في الحقيقة تابعون لمليشيا الحوثيين.
ويشير الموقع الأمريكي أن مليشيا الحوثيين تمنع موظفي الأمم المتحدة الذين يشرفون على شحنات المساعدات في الموانئ، من تفتيش الشحنات المشبوهة، والتي تشير بعض التقارير وكذا الحكومة اليمنية بوضوح إلى أنها كانت تحتوي على شحنات أسلحة كبيرة.
وأوضح التقرير أنه منذ أن اكتسحت القوات اليمنية المشتركة مدينة الحديدة في أواخر عام 2018، لم يعد هناك أي صواريخ إيرانية يتم تهريبها، لكن الأمم المتحدة استأنفت الآن الواردات في الحديدة دون فحص جميع الشحنات الواردة، وتوقع موقع "استراتيجي بيج"، استمرار تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين.
وأشار التقرير إلى أن هذا ما يريده المتمردون الحوثيون، وأن الأمم المتحدة مستعدة للتغاضي عن ذلك طالما وأنها تضمن دخول المساعدات الإنسانية؛ وقلَّصت الإمارات وجودها في اليمن بعد أن قامت بتدريب وتجهيز حوالي 90،000 من القوات المحلية، وهم قادرون على شن هجوم بري لإنهاء التمرد الحوثي على الساحل الغربي لليمن.
ويرى التقرير أن الإمارات لا يمكنها الوثوق بالمتمردين، ثم وافق السعوديون على اقتراح الأمم المتحدة للتفاوض مع المتمردين من أجل انسحاب سلمي للمتمردين من المدينة. تم التوصل إلى هذا الاتفاق في ديسمبر عام 2018، لكن المتمردين رفضوا تنفيذه وما زالوا يواصلون انتهاك بنود الاتفاقية.
الهزيمة ليست خياراً
واعتبر التقرير أن مثل هذه الصفقة ستعيد الحكم الذاتي الشيعي في الشمال وتمكّن إيران من مواصلة تزويد القبائل الشيعية بالأسلحة التي يمكن استخدامها لمهاجمة المملكة العربية السعودية، وهو أمر يرفضه السعوديون البتة.
ويرى تقرير موقع "استراتيجي بيج" المختص بالشؤون العسكرية أن السعوديين سوف يواصلون جهودهم لهزيمة المتمردين الشيعة على الرغم من ضغوط الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام يقبله المتمردون الموالون لإيران حاليًا.
وأشار التقرير أن المخابرات الأمريكية كشفت في وقت لاحق في يونيو، أن هجوم الطائرات بدون طيار في منتصف مايو على المملكة العربية السعودية لم يأت من اليمن، كما ادعى الحوثيون بل من جنوب العراق، في مناطق تعمل فيها مليشيات شيعية عراقية موالية لإيران.
وكشف التقرير أن الإيرانيين أقنعوا الحوثيين بأن استعادة الحكم الذاتي يجب أن يكون غير قابل للتفاوض لأنه بدونه، سيكون الشيعة اليمنيون عرضة للانتقام من جميع الجماعات اليمنية الأخرى التي عانت من إرهاب وظلم مليشيا الحوثيين خلال سنوات الحرب.
وذكر التقرير أنه منذ عام 2015، تكبد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم داعش خسائر فادحة في اليمن، بفضل التحالف العربي وأمريكا.
وأشار أنه بحلول منتصف عام 2017، انخفضت الهجمات الإرهابية بأكثر من 90 بالمائة مقارنة بعام 2014 واستمر التراجع حتى عام 2018. وفي العام الماضي، كان هناك عدد قليل جداً من هجمات القاعدة في شبه الجزيرة العربية أو داعش في اليمن.