يعاني المواطنون في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي بمحافظة الحديدة، الفقر والعوز والجوع الشديد، جراء توقف مصادر كسب الرزق لغالبية السكان، بفعل التضييق والحرمان الذي جلبته لهم ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران منذ أربع سنوات.
وقال أحد المواطنين لـ"نيوزيمن"، إن الصناعات الحرفية واليدوية في محافظة الحديدة توقفت بنسبة 80%، خصوصاً الصناعات النسيجية والصوفية وحياكة اللحافات والمقاطب، وصناعات قوارب الاصطياد وصناعات المعدات الزراعية، منذ دخول ميليشيا الحوثي المحافظة.
وأضاف، إن الحرفيين من أبناء مدينة الحديدة باتوا من أشد الفئات فقراً، جراء توقفهم عن ممارسة مهنتهم لصعوبة الحصول على مدخلات الإنتاج التي يجلبونها من مزارعهم، وتحويل أراضيهم إلى مناطق عسكرية وتقييد حركتهم، إضافة إلى غياب السوق والطلب لمنتجاتهم.
وأشار إلى أن غالبية الصيادين تركوا مهنة الاصطياد، بسب ألغام ميليشيا الحوثي المنتشرة في البحر وفي مراكز الإنزال السمكي، والتي راح ضحيتها المئات من الناس، ما ولد المخاوف لدى الصيادين، وارتفاع أسعار الديزل، وأصبحت عملية الاصطياد مُكلفة.
واتخذت ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، سبل عيش السكان في المناطق الخاضعة لها في محافظة الحديدة، أدوات لإجبار المواطنين على الانصياع والاستسلام لها، والمشاركة في القتال وعملياتها الإرهابية ضد الشعب اليمني.
وقال أحد المواطنين لـ"نيوزيمن"، إن ميليشيا الحوثي تمنعهم من العمل في حقولهم الزراعية، إلا بإذن مسبق، وقد يستمر الوضع حتى إنهاء الموسم الزراعي، ومن يخالف أوامر الميليشيا يتعرض للاعتقال والسجن، بحجة التخابر مع قوات التحالف.
وعمدت ميليشيا الحوثي، إلى تدمير البنية التحتية ومرافق الخدمات الاجتماعية الأساسية ومنازل السكان وسبل عيشهم، إضافة إلى قصفها مرافق تخزين الغذاء ومنعت الوصول إليها، وحاصرت السكان من الوصول إلى مناطق الاصطياد السمكي.
وتشير تقارير المنظمات والوكالات الأممية العاملة في اليمن، أنه خلال عامين متتاليين 2017 و2018، ظلت محافظة الحديدة مُصنفة عند مستويات حرجة من معدلات انتشار سوء التغذية الحاد، ويؤثر سوء التغذية سلباً على نمو الأطفال وقدراتهم العقلية، وإنتاجيتهم ودخلهم المستقبلي.
واستنادًا إلى نتائج مسوحات سمارت التي أجريت نهاية عام 2018 في 15 محافظة ونتائج مسح عام 2017 للسبع المحافظات المتبقية، حصل "نيوزيمن" على نسخ منها، يقع العدد الأكبر من المديريات التي تجاوزت عتبة الطوارئ ووصلت إلى مرحلة الكارثة في محافظات الحديدة الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي.