تزايدت حالات الإصابة بداء الكلب بمحافظة ذمار الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي بشكل كبير .
ووصل معدل عدد الإصابة بداء الكلب حسب محمد سيلان منسق البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب بمحافظة ذمار إلى ستة أشخاص يومياً .
ويؤكد سيلان أن عدد الوفيات منذ بداية العام الجاري حتى 30 يونيو الماضي وصل إلى أحد عشر شخصاً .
ورصد البرنامج ألفاً وثمانمائة وإحدى عشر حالة في مختلف مديريات المحافظة تعرضت لعضات الكلاب الضالة .
وكان العام المنصرم 2018م هو الأعلى في نسبة عدد الوفيات بداء الكلب “السعار” إلى أربعة عشر شخصاً، كما وصل عدد الوفيات في عام 2017م إلى أحد عشر شخصاً.
الأسباب والتحديات
ويرجع سيلان السبب الرئيسي في عدد الإصابات بداء الكلب إلى توقف حملات مكافحة الكلاب الضالة في المحافظة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ويعتبر تقرير حديث لبرنامج
مكافحة داء الكلب أن أبرز سبب لارتفاع عدد الوفيات بالداء هو الجهل من قبل المواطنين بخطورة المرض، خاصة في المناطق الريفية الأشد فقراً.
ومازاد تفاقم انتشار المرض حسب تقرير لوزارة الصحة بصنعاء الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي قلة اللقاح الخاص بداء الكلب، مرجعة ذلك إلى الحصار على اليمن منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من أربع سنوات .
ومن التحديات التي ساعدت في تفاقم المشكلة حسب تقرير برنامج مكافحة داء الكلب الذي حصل” المشاهد” على نسخة منه هو عدم وجود استجابة ودعم سياسي وحكومي حقيقي، مشيرا الي أن مرض داء الكلب لا يعتبر من ضمن أولويات القطاع الصحي، لافتاً إلى انقطاع الدعم المالي الحكومي لمواجهة هذا الداء، بالإضافة إلى ضعف مستوى الوعى بين أوساط الكوادر الصحية والطبية، وغياب الخدمات في المناطق الريفية، وقصور في تقديم الخدمات الاسعافية والوقائية.
وأكد التقرير الي المخصصات السابقة قبل الحرب لمواجهة داء الكب كانت تقدر بستة وخمسين مليوناً ومائتين وخمسين ألف ريال سنوياً لم تعد تصرف للمركز الاربع السنوات الأخيرة .
ويقول تقرير البرنامج إن هناك قصوراً وضعفاً في تنفيذ الأدوار المناطة بالقطاعات والوزارات المعنية بمكافحة داء الكلب، وعدم وجود نظام (آلية) للتبليغ الفوري عن الإصابات .
الفئات الأكثر تعرضاً لداء الكلب
ويخلص التقرير إلى أن الفقراء أكثر الفئات عرضة للإصابة بهذا الداء، والفلاحين والرعاة في المناطق الريفية البعيدة عن أماكن تقديم الخدمة.
والأطفال والنساء هم الأكثر عرضة للإصابة بداء الكلب خاصة الأطفال دون سن خمسة عشر عاماً، حيث وصلت نسبة إصابات الأطفال من متوسط إصابات الفئات العمرية من أربعين في المائة إلى خمسين في المائة، والنساء ثانياً، في أكثر نسبة من الذين تعرضوا لعضات الكلاب الضالة بنسبة ثلاثين في المائة .
صعوبة الرقابة
وذكر التقرير أن الحيوانات (آكلة اللحوم) منها مملوكة والأكثر منها متشردة، في ظل عدم وجود متابعة صحية للحيوانات.
وأضاف التقرير أن من ضمن أسباب انتشار المرض صعوبة الرقابة والمتابعة وتحديد الكلاب المسعورة من غيرها، وعدم وجود رعاية صحية حقيقية وبصورة دورية للكلاب المملوكة، وعدم وجود خطة استراتيجية لمكافحة ومعالجة الكلاب الضالة وغيرها من الحيوانات الناقلة للمرض.
الإحصائية الكلية
وتقدر وزارة الصحة في صنعاء ممثلة بالبرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب عدد المعرضين من حيوانات مشتبه بإصابتها بداء الكلب سنوياً بأكثر من ثمانية عشر ألف معضوض.
وتضيف الوزارة إن عدد الوفيات كثير اكثر من المعلن عنها مؤكدة أن هناك حالات لم تسجل بسبب صعوبة وصول الأشخاص الي المركز لتسجيل البلاغات ، مشيرة أن عدد المصابين المسجلين في وحدات مكافحة داء الكلب بلغ ثلاثة عشر ألفاً ومائة وأربعة وعشرين شخصاً، وإحدى و ثلاثين حالة وفاة في عشر محافظات يمنية فقط خلال العام 2016 من أصل ثمانية عشر محافظة يوجد فيها وحدات مكافحة.
وتعد اليمن واحدة من مائة وخمسين دولة في العالم تمتلك البيئة المناسبة لعيش الحيوانات آكلة اللحوم والتي هي أحد أسباب نقل داء الكلب (السعار).
وداء الكلب “السعار” مرض ينتقل للإنسان بواسطة الكلاب المسعورة، عبر اللعاب إلى جسم الإنسان، وفي حالة عدم استخدام المصل المخصص لمنع انتشار المرض، يصاب الإنسان بحالة من عدم الاتزان العصبي والإبتعاد عن الماء وصولاً إلى الموت.
وكان المشاهد قد نشر في وقت سابق تقرير عن داء الكلب اليمن أكثر 80 ألف كلب ضال في صنعاء