أغلق الحوثيون أهم الطرق العاصمة اليمنية صنعاء منذ أسبوعين، بعد فشل الجماعة المسلحة في معالجة مياه الصرف الصحي.
ويعتبر طريق "السائلة" المحيط بأسوار المدينة التاريخية أهم الطرق في العاصمة صنعاء، وهو منظر جمالي بعد هطول الأمطار حيث تتدفق إليها.
وقال سكان لـ"يمن مونيتور" إن بقاء "المجاري" في السائلة يتحول إلى وضع مأساوي يهدد بكارثة بيئية جراء استمرار في معظم شوارعها وحاراتها، في ظل انشغال جماعة الحوثي في تحصيل الإيرادات والجبايات.
ونقل مراسل "يمن مونيتور" استمرار قطع طريق السائلة للأسبوع الثاني على التوالي بسبب تفاقم مشكلة طفح المجاري المستمرة منذ تاريخ 1-1 -2019 وهو تاريخ إعلان جماعة الحوثي يوماً خاصة بالنظافة.
وأضاف أن حكومة الحوثيين - غير المعترف بها دولياً - لم تتمكن من معالجة الوضع منذ مطلع العام الجاري 2019 وما يصاحبها من تهديد حقيقي للمعالم التي تقف في أعلى قائمة المدن التراث العالمي.
يقول مثنى الموشكي، مواطن لـ"يمن مونيتور": كنا نتمتع في أوقات العصر وقبل الغروب بالجلوس على المقاهي التي تطلق على السائلة ونخرج للتنزه والمرور منها أما الآن ومنذ مطلع العام الحالي أصبحت عبارة عن منبع للروائع الكريهة والأمراض المعدية بعد فقدان السيطرة على احتواء الموقف ومعالجة مياه الصرف الصحي بالشكل المطلوب.
وأضاف: بالإضافة إلى الازدحام الشديد الحال الآن كانت السائلة تخفف من الضغط على الشوارع مثل شارع التحرير وحدة والطريق المؤدية إلى شارع المطار والحصبة أما الآن وقد تم قطع الطريق فيها فلم يعد للسكان سبيل إلا من استخدام الشوارع المزدحمة والانتظار لساعات بعد إغلاق طريق السائلة.
وشكا سكان أحياء التحرير، ومذبح، وشملان وباب اليمن والقاع بالعاصمة صنعاء من تفاقم مشكلة طفح المجاري والازدحام الشديد بعد إغلاق طريق السائلة وعدم تمكن الفرق الهندسية من إصلاح مشاكل الصرف الصحي منذ مطلع العام الحالي.
من جانبه يقول طلال الذبحاني لـ"يمن مونيتور": أن سائلة صنعاء القديمة كانت تعد المكان الذي نرى فيه تاريخ عميق لأنه يحتظن المدينة العريقة ويمر بها بشكل ممدود بطولها التي تحكي تاريخ من شعوب لها حاضر عريق.
وقال: ما هذا العبث والاستهتار وعدم اللامبالاة يتم الانشغال بجمع الأموال والضرائب ورسوم خدمات وواجبات زكوية ومجهود حربي ورسوم نظافة وتحسين مدينة، وإحياء فعاليات وتلقى هذا الجانب التاريخي إهمال كبير من قبل المسؤولين الحوثيين.
وشكا سكان أحياء القاع، والتحرير، وهائل، ومذبح، وشملان، والسنينة، وباب اليمن وغيرها بالعاصمة صنعاء من تفاقم مشكلة طفح المجاري بسبب ما قالوا إنه الإهمال الحوثي الذي ساعد في عملية انتشارها.
وعلى مدى أربعة أعوام من سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة اليمنية صنعاء لم تتراجع الوسائل الخدمية بل توقفت بشكل شبه كامل.
كان الحوثيون قد أعلنوا عن عام 2019 كعام للنظافة على أن يكون تاريخ 1 يناير/كانون الثاني بداية تدشين حملة نظافة، لكنها فشلت بعد غرق المدينة بمياه الصرف الصحي وعدم تمكن الفرق الهندسية من احتواء الموقف حتى نهاية الأسبوع الأول.
واتجهت الأنظار إلى طفح المجاري اللصيقة بالشوارع والمنازل في مدينة صنعاء القديمة الأكثر ازدحاماً بالسكان، ومشاهد انتشار النفايات في شوارع صنعاء وأصبح السكان يخوضون صراعاً مع المجاري.