من إب إلى صعدة، مروراً بذمار، تشهد صفوف ميليشيا الحوثي انشقاقات غير مسبوقة، وامتدت إلى المناطق القبلية في حدود محافظة صعدة مع السعودية، في صورة تعكس واقع الصراع والفساد الذي يضرب أجنحة هذه الميليشيا واقتراب ساعة نهايتهم.
ففي محافظة إب لا تزال قوات الأمن الوقائي التابعة لميليشيا الحوثي تنتشر وسط عاصمة المحافظة بعد المواجهة التي اندلعت بين مدير أمن المحافظة وأسرته ووكيل المحافظة الحوثي وأقاربه، والتي أدت إلى مقتل الوكيل ومرافق له وشخص آخر من أقارب مدير الأمن، وبعد أن انقسمت قوات الشرطة في المدينة بين مؤيد لمدير الأمن وأخرى تساند الوكيل.
ومع أنباء اقتياد مدير الأمن عبد الحافظ السقافإلى صنعاء لا يزال أتباعه يتمركزون في المدينة وفي المباني الأمنية، مع انتشار كثيف للحواجز الأمنية في كل أرجاء المدينة لمنع تجدد القتال بين الطرفين.
وفيما لا يزال مصير مدير أمن إب غير معروف وسط أنباء عن تدمير منزله ومحاولة الحوثيين محاكمته، وما لذلك من تأثير على أسرته والأسر القريبة منها والمنطقة التي يتبعها في شرق محافظة إب، من بقاء سيطرة ميليشيا الحوثي، فقد أعلن محافظ محافظة ذمار المعين من قبل الحوثيين محمد حسين المقدشي انشقاقه عن الميليشيا بعد أن استقال من منصبه احتجاجاً على تهميشه وسيطرة المشرف الحوثي على القرار داخل المحافظة.
مصادر قبلية تحدثت عن اتهام المقدشي قادة الميليشيا بالفساد، وعدم تمكينه من صلاحياته كمحافظ لصالح المشرف الحوثي، فاضل المشرقي، ومعه عدد من القيادات المنتمية إلى سلالة زعيم الميليشيا، والإطاحة بالمسؤولين المحليين المتحوثين، المحسوبين على حزب المؤتمر الشعبي كافة، وتعيين حوثيين خلفاً لهم رغماً عن المحافظ.
وإذ أكدت المصادر انشقاق المقدشي ومغادرته عاصمة المحافظة إلى قبيلته، فقد أوضحت أن مسؤولين محليين في المحافظة قد أبعدوا من مناصبهم بسبب انتماءاتهم القبلية والسلالية، ما يعكس حجم الانشقاقات التي تعصف بتحالف الميليشيا مع بعض القبائل لضمان ولائها.
أما في محافظة صعدة المعقل الرئيسي لميليشيا الحوثي، فقالت مصادر قبلية إن ميليشيا الحوثي الإيرانية نفذت حملة اختطافات طالت عشرات من أبناء القبائل في مديرية رازح التابعة لمحافظة صعدة بعد يوم من مداهمة الميليشيا لمناطقهم وتصدي هؤلاء لهم.
ورغم التعتيم الذي تفرضه الميليشيا على محافظة صعدة فإن المصادر القبلية أوضحت أن عناصر الميليشيا أعادوا العمل بنظام الرهائن الذي كان نظام حكم الأئمة في شمال البلاد يعتمده لضمان عدم تمرد القبائل عليه، حيث أخذت الميليشيا من كل بيت شخصاً بالقوة كرهينة، خاصة وأن منطقةشعبان تقع بجوار منطقة الأزهور التي يتمركز فيها الجيش الوطني منذ فتح جبهة رازح.
حملة الميليشيا أتت بعد يوم من المواجهات التي وقعت بين ميليشيا الحوثي ومسلحين من قبيلة الخوالي بمنطقة جلحا التابعة لمديرية منبه الحدودية وسقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين، وفي ظل مواجهة متواصلة مع أتباع عبد العظيم الحوثي الذي ينافس قائد الميليشيا على الزعامة الدينية في غرب مدينة صعدة، حيث قامت الميليشيا باعتقال العشرات من أتباع منافسه، كما أقدمت على هدم بعض المنازل.