قال باحثون وخبراء يمنيون إن تقليص الإمارات لقواتها في اليمن، هو تكتيك مؤقت للتخلص من الضغوط التي تواجهها الإمارات داخل اليمن، أو تلك الضغوط الإقتصادية داخل الإمارات نفسها.
ونشرت “شبكة الجزيرة” مادة تحليلية تناولت الأسباب التي تقف وراء سحب الإمارات جزءا من قواتها في اليمن، ونقلت عن مسؤول حكومي يمني بأن هذا قد يكون تكتيكا تحاول من خلاله أبو ظبي تحسين صورتها في الظاهر، بعد الدعوات التي وجهها مسؤولون يمنيون والضغوط الشعبية التي تطالب بإنهاء دور الإمارات في التحالف الذي تقوده السعودية باليمن.
وأضاف “المسؤول الحكومي” أن الإمارات بهذه الخطوة تسعى أيضا لترك الباب مفتوحًا على مصراعيه لأدواتها الأخرى التي تدعمها في اليمن، كالمجلس الانتقالي والحزام الأمني وقوات النخبة من أجل الاستمرار في تصعيد أكبر، استكمالا لما حدث خلال الأسابيع الماضية في شبوة وسقطرى، من أعمال تخريبية ومظاهرات مناهضة للحكومة الشرعية.
لكن الباحث السياسي اليمني “عدنان هاشم” يرى أن أبو ظبي تعاني من مشكلات متعلقة بسمعتها التي تضررت للغاية من حرب اليمن، وتأثيرها على باقي الإمارات في الاقتصاد والسياسة، وشدد أن أبو ظبي تتعرض لضغوط داخلية هائلة من أجل وقف سياستها الخارجية التي تقودها في المنطقة من قِبل حُكام وشيوخ باقي الإمارات.
ويشير “هاشم” أن حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد كرر أكثر من مرة خلال الفترات الماضية الحديث عن تأثير القرارات السيئة للحكام على الاقتصاد، وذلك في الوقت نفسه الذي تبدو فيه باقي الإمارات غاضبة لأن معظم القتلى في حرب اليمن هم من أبنائها وليس من أبو ظبي، وهو ما يجعل تلك الضغوط حقيقية من أجل عودتهم”.
من جانبه يعتقد المحلل السياسي اليمني “ياسين التميمي” أن تقليص الإمارات قواتها في عدن والساحل الغربي للبلاد، مرتبط بمخاوفها من التصعيد المحتمل مع إيران، لكنه يشير إلى أبعادا تكتيكية أخرى تبرز من خلال تلك الأنباء، خصوصا وأنها تتزامن مع تصعيد عنيف للمواجهة بين القوات المحلية التي تدعمها الإمارات ضد السلطة الشرعية في كل من سقطرى وشبوة، وهو سلوك يشير إلى مستوى التدخل الإماراتي في البلاد وتخبطه المتواصل.
لكن الخبير العسكري اليمني “علي الذهب” يستبعد أن يكون لهذا الانسحاب علاقة بالتوتر الأخير في المنطقة بين أميركا وإيران، لأن القوات الإماراتية المحدودة في اليمن أغلبها من الذين تم تجنيدهم حديثا وليس لديهم الخبرات الكافية، وبذلك لن يؤثر وجودهم كثيرا، وأكد أن الإمارات لديها وسائل أخرى للدفاع مثل استئجار المرتزقة إذا لزم الأمر.
وتحدث “الذهب” عن احتمالية وقوع معركة مرتقبة في الداخل اليمني، في ظل الأحاديث المتداولة عن ترتيبات لعودة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى عدن، الذي يتلقى العلاج حاليا في الولايات المتحدة، وتوقع حدوث معركة عنيفة داخل عدن، وهو السبب الذي جعل الإماراتيين يفكرون في سحب قواتهم من المدينة خشية أن تتورط في أي مواجهة وتكون عرضة للانتقام من أي جهة.
وتوالت الأنباء عن سحب الإمارات بعض قواتها من مدينة عدن جنوبي اليمن خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، بالإضافة لسحب قواتها في جبهة صرواح غرب مأرب ومنظومة دفاع جوية (باتريوت).
وكشف دبلوماسيون غربيون عن قيام الإمارات بسحب الكثير من معداتها العسكرية وقواتها، التي كانت تتمركز في ميناء عدن والساحل الغربي لليمن، استعدادا لتحصين دفاعاتها الداخلية من أي تهديدات محتملة. حسبما نقلت وكالة رويترز. فيما نفى مسؤول إماراتي كبير الإنسحاب وأكد أن هناك بعض التحركات للقوات، لكنها ليست إعادة انتشار من اليمن، مضيفاً أن الإمارات ما زالت ملتزمة تماماً بالتحالف العسكري و”لن تترك فراغاً“ في اليمن.