في وقت ينتظر فيه العالم مآل التوتر الحاصل بين إيران والولايات المتحدة، يرجح مراقبون أن تلجأ إيران إلى عادتها الدائمة لإبعاد الخطر عن أراضيها.
ويخيم الغموض على المرحلة المقبلة، في وقت تتصاعد فيه لهجة التهديدات من كلتا الدولتين، إلا أن المعطيات الحالية تؤكد أن إيران لا تريد حربا مع أميركا ولا تقوى عليها بالأساس.
في خضم ذلك، يرى مراقبون أن طهران ستذهب إلى تحريك أذرعها، التي توصف بـ"وكلاء الشر"، في العمق الخلفي للمنطقة، مثل اليمن وسوريا والعراق، بهدف خلق جبهات بعيدة عن أراضيها، وتخفيف الضغط عليها.
وتصاعد مستوى التوتر بين إيران والولايات المتحدة بعد أن أسقطت طهران طائرة أميركية مسيرة زعمت أنها كانت تحلق فوق مياهها الإقليمية، الخميس الماضي. فيما تؤكد واشنطن أن الطائرة كانت في المجال الجوي الدولي.
وبعد ذلك، كانت الإدارة الأميركية قريبة من الرد، حيث أمر الرئيس دونالد ترامب بتنفيذ ضربة عسكرية ضد أهداف إيرانية، لكنه ألغاها في اللحظات الأخيرة.
تعتبر مليشيات الحوثي أداة إيران في اليمن، ولا غرابة أن يصعد مقاتلوها هجماتهم في هذه المرحلة بالتحديد.
وكثفت المليشيات خلال الأيام الماضية من هجماتها على المنشآت المدنية السعودية والمواقع النفطية بهدف تخفيف الضغط على المرشد في طهران.
وليس من قبيل الصدفة أيضا أن تصعد ميليشيات إيران في العراق، الآن تحديدا، من استهدافها للمصالح الأميركية.
واستهدفت صواريخ قواعد عسكرية تستضيف قوات أميركية، في غربي وشمالي البلاد في أبو غريب والتاجي ومحيط السفارة الأميركية في بغداد. وكانت بصمات إيران واضحة في تلك الهجمات.
وقالت تقارير إعلامية إن لقاء قائد فيلق القدس بالحرس الثوري، قاسم سليماني، الأخير مع قادة ميليشيات الحشد الشعبي التي تأتمر بأوامر إيران، لم يكن مجرد دعوة إلى إشهار السلاح، مضيفة "بل كان دعوة صريحة للاستعداد لخوض حرب بالوكالة".
باللهجة ذاتها تحدث زعيم ميليشيات حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، حين قال إن مقاتليه جاهزون، ويدهم على الزناد.
وتزعم ميليشيات حزب الله أن بحوزة آمرتها إيران بالأساس قدرات تصفها بالخارقة، ترعب الخصم إلى حد لن يجرؤ معه على شن حرب.