يتوافد المئات من قبائل محافظة ذمار، وسط اليمن، إلى صنعاء لغرض إقامة اعتصام في ميدان السبعين، تنديداً بممارسات وتعسفات مليشيا الحوثي ضدهم؛ والمطالبة بإطلاق سراح الشيخ العميد محمد حسين الضبياني، والذي كان يشغل منصب ركن إمداد قوات الحرس الجمهوري سابقاً، إلى جانب كونه شيخ مشايخ منطقة جهران – المدراج بمحافظة ذمار.
وأوضحت مصادر قبلية لـموقع«نيوزيمن»، أن توافد الحشود القبلية إلى صنعاء يأتي على إثر الدعوة التي وجهها عدد من مشايخ ذمار لقبائل المحافظة الذين كانوا احتشدوا يوم أمس الأول للمطالبة بإطلاق العميد الضبياني الذي اختطفته مليشيا الحوثي قبل أربعة أشهر واقتادته إلى مكان مجهول ولا يعلم مصيره حتى الآن.
واختطفت الميليشيا الحوثية العميد الضبياني بتوجيهات شخصية من المدعو عبدالخالق الحوثي الملقب «أبو يونس» والمعروف بحاكم صنعاء الفعلي.
وأكدت المصادر أن المحتشدين توعدوا، خلال اجتماعهم، بالتصعيد ضد مليشيا الحوثي، وذلك من خلال إقامة اعتصام في ميدان السبعين، مؤكدين أنه وفي حال تجاهلت المليشيا مطالبهم فإنهم سيلجأون إلى القيام بقطع الطرقات، وسحب أبنائهم المقاتلين في صفوف المليشيا من الجبهات.
وأضافت المصادر، إن المجتمعين أكدوا أن تعسفات وانتهاكات مليشيا الحوثي بحق أبناء محافظة ذمار زادت عن حدها، وأن المحافظة تأتي في آخر حسابات المليشيا، إذ إنها لا تريد منها سوى المقاتلين فقط، فيما المناصب والاهتمام والدعم محتكر لأبناء صعدة وصنعاء فقط، مشيرين أن أبناءهم يسجنون ويعتقلون ولا يتم السماح لأهاليهم حتى بالمراجعة عليهم.
ويعد الشيخ العميد محمد حسين الضبياني، من أبرز مشايخ محافظة ذمار، حيث إنه يتصدى على الدوام لانتهاكات وتعسفات المليشيا، الأمر الذي أدخله في خلافات مباشرة مع المدعو عبد الخالق الحوثي، قام على إثرها الأخير بإصدار توجيه باعتقاله، حيث وجهت له حملة عسكرية مكونة من سبعة أطقم اقتادته إلى مكان غير معروف ومصيره لا يزال مجهولاً حتى اللحظة.
وتشير المصادر أن مليشيا الحوثي وجهت للشيخ الضبياني العديد من التهم الملفقة منها: موالاة الشرعية وخدمتها سراً، لافتة إلى أن الهيئة القانونية التابعة للمليشيا قامت بتبرئته من التهم الموجهة إليه، إلا أن المدعو عبد الخالق الحوثي رفض الإفراج عنه، وذلك كونه يعد نفسه دولة مستقلة فوق النظام والقانون.
وتشير التقارير إلى وجود أكثر من «3000» من المخطوفين والمخفيين قسراً في سجون مليشيات الحوثي بمحافظة ذمار، من بينهم 1668 مختطفاً من أبناء المحافظة ذاتها، الأمر الذي يجعل محافظة ذمار، ثاني محافظة في عدد الاختطافات وجرائم الإخفاء القسري الذي تمارسه المليشيات الحوثية منذ انقلابها على الشرعية واجتياحها للعاصمة والمحافظات اليمنية في 21 سبتمبر 2014م.
ووفقاً لإحصائيات صادرة عن منظمات محلية فإن عدد السجون السرية الموجودة في محافظة ذمار بلغت «65» سجناً سرياً وعاماً في مدينة ذمار وضواحيها، بالإضافة إلى المنازل التي أصبحت معتقلات سرية ومؤقتة لمناوئي المليشيات الحوثية، مع عشرات السجون والمباني العامة والخاصة في مديريات المحافظة التي حولتها الجماعة الانقلابية إلى أماكن لاحتجاز وتعذيب المخطوفين من خصومها.
وتكشف التقارير كيف تحولت محافظة ذمار من منطقة عبور تربط جنوب ووسط اليمن بصنعاء، إلى مقر رئيس لاعتقال واحتجاز أهم القيادات القبلية والحزبية والسياسية والمدنية، ومعامل للتعذيب الوحشي والقتل العمد، وأماكن لغسل عقول المخفيين قسراً، وإصابتهم بالأمراض الجسدية والنفسية، إضافة إلى ترويع ذويهم ونهب أموالهم وممتلكاتهم.