في تناقض واضح بين البيانات والتصريحات وحتى الإفادات التي صدرت عن الأمم المتحدة، ومبعوثها الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، أفاد رئيس بعثة الرقابة الأممية في الحديدة، الجنرال مايكل لوليسغارد، أن المظاهر المسلحة التابعة للحوثيين لا تزال موجودة بشكل كبير في ميناء الحديدة، أي أن الجماعة لم تنسحب فعليا من الميناء.
يأتي هذا بعد ترويج المبعوث الأممي مارتن غريفيث لمسريحة الحديدة، وادعاءه بأن عملية الانسحاب تمت بشكل إيجابي، وهو ما يكشف عن حجم التواطؤ الأممي، والانحياز الواضح للجماعة الحوثية.
وبالرغم من تأكيده بأن المظاهر العسكرية الحوثية لا تزال منتشرة في ميناء الحديدة، إلا أنه قال بأن تلك المظاهر اختفت من مينائي رأس عيسى والصليف، وهو ما تنفيه الوقائع على الأرض، حيث سبق أن نشرت الجماعة صورا لعناصرها المدنيين وهم منتشرين في مينائي الصليف ورأس عيسى، علما بأن القوات التي انتشرت هي قوات حوثية حاولت الأمم المتحدة تسويقها على أنها محايدة.
وأضاف المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق في بيان بأن الجنرال لوليسغارد وجّه، رسائل لممثلي الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار موضحاً أن الرسائل «تتضمن معلومات محدثة في شأن حالة إعادة الانتشار الأولية»، التي قام بها الحوثيون من موانئ البحر الأحمر الثلاثة (الحديدة والصليف ورأس عيسى)، بين 11 و14 مايو 2019.
وقال "المتحدث باسم الأمم المتحدة" نقلا عن لوليسغارد، أنه منذ يوم 14 مايو الماضي "لم تلاحظ دوريات المراقبة المنتظمة التي تقوم بها بعثة (أونمها) أي وجود عسكري للحوثيين في الموانئ"، فضلاً عن "ملاحظة أن أمن الموانئ الثلاثة يجري توفيره من قوات خفر السواحل".
واستدرك قائلا: "يتعين على بعثة (أونمها) التأكد من حجم قوة خفر السواحل المتفق عليها، البالغ عدد أفرادها 450 عنصراً".
وأضاف فرحان حق: "يما يتعلق بإزالة المظاهر العسكرية، لاحظ الجنرال لوليسغارد أن المظاهر في ميناءي الصليف ورأس عيسى أُزيلت، لكنها لا تزال موجودة في ميناء الحديدة إلى حد كبير".
ودعا الجنرال لوليسغادر الحوثيين إلى إتمام عملية إزالة كل المظاهر العسكرية بسرعة، بما في ذلك الخنادق كجزء من التزامهم بالعملية.
واعتبر أن عمليات إعادة الانتشار الأولية من الموانئ كانت مهمة، ليس فقط كونها جزءاً أولياً من عمليات إعادة الانتشار الأوسع في الحديدة، وإنما أيضاً لأنها حوّلت الموانئ إلى حيز مدني سهّل عمل مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية، بدعم من الأمم المتحدة.
وحث الجنرال لوليسغارد الطرفين على الانتهاء المفاوضات المعلقة للسماح بالتنفيذ الكامل للمرحلتين الأولى والثانية، مبينا أن "أونمها" المتعلقة بالرقابة على التنفيذ، تواصل حالياً مراقبة الموانئ الثلاثة بفعالية للتحقق من استمرار خلوها من المظاهر العسكرية، ومتابعة الأمور المُعلقة المتعلقة بحقول الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب والمظاهر العسكرية.