خرجت الصين من منتدى التعاون الصيني العربي باتفاقات تعزّز نفوذها الاقتصادي في المنطقة العربية ومدّ طريق الحرير إلى رقع جغرافية جديدة.
فقد وقعت الكويت مذكرة تفاهم مع الصين لتطبيق استراتيجية المدن الذكية في البلاد، وذلك خلال مشاركة أمير الكويت صباح الأحمد الصباح في المنتدى بالعاصمة بكين.
وقالت مصادر حكومية كويتية، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الكويت تستهدف بناء 8 مدن ذكية بتكلفة تصل إلى 30 مليار دولار، تقوم الصين بتنفيذ 7 منها.
وأوضحت المصادر أن مدينة جنوب سعد العبد الله، تعتبر أول المدن التي سيتم الانتهاء منها بحلول العام المقبل 2019، وتنفذها شركة من كوريا الجنوبية منذ العام الماضي، إلا أن المدن السبع الأخرى ستتولّى تنفيذها الصين، من خلال شراكة بين الجانب الكويتي والصيني، وستكون صديقة للبيئة وتعتمد على التكنولوجيا الحديثة والمجسات واستخدام الطاقة الشمسية.
ويأتي الاتفاق على مشاركة الصين في بناء المدن الذكية ضمن توقيع سبع اتفاقيات مشتركة خلال زيارة أمير الكويت إلى الصين، شملت أيضاً التعاون في مجال التجارة الإلكترونية، والصناعات الدفاعية، والنفط، وتشجيع الاستثمار المباشر.
وتعتبر الكويت أول دولة توقع مذكرة تفاهم للتعاون مع الصين في مبادرة الحزام والطريق بعد إعلانها عام 2013 وربطها بالرؤية الاستراتيجية لجعل الكويت مركزاً اقتصادياً ومالياً عالمياً.
وقررت الحكومة إدراج رؤية الكويت 2035 في مبادرة الحزام والطريق من خلال مشروعي مدينة الحرير والجزر الخمس في المنطقة الشمالية بالكويت، في خطوة تعزّز التحول التدريجي إلى اقتصاد متنوّع.
وبالإضافة إلى الاتفاقات الصينية مع الكويت، وقّع مستشار الدولة ووزير الخارجية الصيني، وانغ يي، أمس الأربعاء، مذكرة تفاهم مع وزير الشؤون الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، تتعلّق بانضمام تونس إلى مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، وفق بيان للخارجية التونسية.
وقال الجهيناوي إن "انضمام تونس إلى هذه المبادرة سيدعم مساهمة الصين في إنجاز عدد من المشاريع التنموية في تونس، خاصة المشاريع الكبرى في مجال البنية التحتية المدرجة ضمن المخطط التنموي 2016-2020".
وإلى جانب الاتفاقات الثنائية مع الدول، أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الأربعاء، توقيع 3 اتفاقيات في إطار "الشراكة الاستراتيجية بين الصين والدول العربية"، خلال المنتدى الذي شهد حضور 17 وزيراً عربياً إلى جانب أمير الكويت.
والاتفاقيات وفق وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" هي "إعلان بكين"، و"الإعلان التنفيذي العربي الصيني الخاص ببناء مبادرة الحزام والطريق"، و"البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون العربي الصيني للأعوام 2018 – 2020".
ووفق وزير الخارجية الصيني فإن "إقامة شراكة استراتيجية بين الصين والدول العربية كانت لحظة مهمة، تبشر بفتح صفحة تاريخية جديدة للعلاقات بين الجانبين"، بحسب وكالة "شينخوا" الصينية.
وينخرط حالياً أكثر من 100 بلد ومنظمة دولية وإقليمية في مبادرة طريق الحرير. وتتطلّع الص?ن، من خلال المشروع، إلى إشراك 65 دولة تحصي 5.4 مل?ارات نسمة وتضم 70% من سكان الكرة الأرضية، وتستأثر بنحو 55% من الناتج الخام عالمياً.
وأعلن الرئيس الصيني، يوم الثلاثاء الماضي، أن بلاده ستقدم قروضاً للتنمية الاقتصادية بقيمة 20 مليار دولار إلى دول عربية، موضحاً أن القروض ستخصص لـ"مشاريع ستوفر فرص عمل جيدة وسيكون لها تأثير اجتماعي إيجابي في دول عربية لديها حاجات لإعادة الإعمار"، من دون إعطاء تفاصيل.
وأثارت مبادرة طريق الحرير، التي تشمل تمويل مرافئ وطرق وسكك للحديد في مختلف أنحاء العالم، اهتماماً وقلقاً لدى العديد من الدول، إذ يرى البعض فيها مثالاً على مطامع التوسع الصيني.
لكن شي قال خلال المنتدى إن "الصين ترحّب بفرص المشاركة في تنمية مرافئ وبناء شبكات للسكك الحديد في دول عربية"، كجزء من "شبكة لوجستية تربط بين آسيا الوسطى وشرق أفريقيا والمحيط الهندي بالبحر المتوسط".
وفي السنوات الأخيرة، تعزّز التوازن التجاري بين الصين والدول العربية. ووفق بكين فإن الصين ستستورد سلعاً بقيمة أكثر من 8 تريليونات دولار، فيما ستستثمر بما يربو على 750 مليار دولار في الخارج في غضون السنوات الخمس المقبلة.