كشف سجيني سياسي يمني أطلق مؤخراً، ضمن صفقة تبادل أسرى بين ميليشيا الحوثي الانقلابية والمقاومة الجنوبية، تفاصيل معتقله وإصرار الرئيس الراحل علي عبدالله صالح على بقائه في السجن حتى بعد مغادرته الرئاسة في 2012.
وقال أحمد المرقشي الذي قضى 12 عاما في السجن وحكم عليه بالإعدام في حوار مع وكالة "سبوتنيك" الروسية إن قضيته "سياسية من أجل إسكات صوت الجنوب، في فترة حكم الرئيس الراحل علي عبد الله صالح".
وأضاف المرقشي "كنت ضحية لنظام صالح لأنهم كانوا يريدون إسكات صوت صحيفة "الأيام" والتي كانت تعبر عن قضايا الجنوب، فأرادوا استهداف رئيسها واستدراجه عن طريقي لأنني الحارس الشخصي له، حيث كان المقر الرئيسي للصحيفة في شارع الستين بالعاصمة صنعاء قبل أن ينقل إلى عدن في الجنوب".
وقال المرقشي إن "في 12 فبراير 2008 حدث اعتداء مسلح من جانب عدد من الأفراد التابعين أو الموالين للرئيس صالح على منزل رئيس الصحيفة ثلاث مرات بعدد 16 فرد يستقلون ثلاث سيارات، وتم الاشتباك في أحد المرات وقتل أحد أفراد المهاجمين برصاصة من الخلف من الأفراد المرافقين له ولكن تم القبض علي واتهامي بالقتل رغم أن الطب الشرعي أثبت ذلك ومع هذا تم صدور حكم بالإعدام ضدي".
وأشار المرقشي إلى أن الرئيس صالح تدخل في قضيته بشكل مباشر للإسراع بصدور الإدانة، مضيفاً "بعدها أرسل لي [صالح] ياسر اليماني ووزير داخليته قبلها يساومني، وطلب مني الإتصال برئيس صحيفة الأيام وأن أطلب منه عدم النشر عن الحراك الجنوبي مقابل إطلاق سراحي، و رفضت هذا العرض، وأبلغتهم أن الحراك الجنوبي وصعدة ليستا قضايا شخصية وهى مطالب شعبية".
وتابع المرقشي "أرسل لي الرئيس صالح المتحدث باسمه أو الشخصية المقربة منه ياسر اليماني بعرض جديد يحمل نفس المطالب، مقابل الإفراج الفوري عني من السجن".
وقال المرقشي "بعد قيام الثورة [فبراير 2011] تم الإفراج عن الحوثيين والمحكوم عليهم بالإعدام والذين يبلغ عددهم أكثر من 200 فرد حيث تدخل أمير قطر لدى صالح وأخرجهم من السجن وتم نقلهم بطائرة من صنعاء إلى صعدة وأمر صالح والذي كان الحاكم الفعلي للبلاد حتى بعد قيام الثورة ببقائي في السجن".
ولفت المرقشي إلى أن علي عبد الله صالح كان الحاكم الفعلي لليمن عقب ثورة فبراير 2011، "أما هادي كان مجرد شخص مسير"، حسب تعبيره.
وأوضح المرقشي أن نجله تواصل مع الرئيس هادي في وقت وجود صالح، وقال له: أبي مظلوم ويجب الإفراج عنه، فرد هادي بأن الأمر ليس بيده ولن يكون له قرار إلا في حال خروج صالح من اليمن"، بحسب قوله.
وحول قبوله بالخروج في صفقة الاسرى الاخيرة بين الحوثيين والمقاومة الجنوبية قال المرقشي "في صنعاء لا يعترفون بالقانون ولا حكم المحكمة ولا النظام السابق، ولديهم الشمالي - شمالي والجنوبي جنوبي فتم ادراجى في صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الجنوبية والحوثيين بعد مطالبات واشتراطات من المقاومة والحراك".
واعتبر المرقشي أن الحرب في اليمن "حرب دولية ورائها قوى إقليمية ودولية زرعها علي عبد الله صالح ونحن الآن نجني ما زرعوه".