لم يكتفِ خالد اليماني وزير الخارجية بالقفز من السفينة قبل أن تغرق، لكنّه اختار أن يُرفِق ذلك بـ"رسالة وصورة" فضحتا كماً هائلاً من ذلك العبث الذي يحكم "الشرعية".
عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، نشر اليماني "المستقيل" صورةً لتمثال الحرية في الولايات المتحدة، دون أن يعلق عليها بشيء، لكن الأمر كان كافياً لأنْ يتم ربطها باستقالته من منصبه.
محللون اعتبروا أنّ صورة تمثال الحرية والطائر الذي ظهر يُحلِّق عنانها، رسالة تُفهم من قِبل من خاضوا غمار العمل السياسي، الذين قد يبعثون برسائل مُبطَّنة، تحمل معانيَ غير مباشرة.
حدث ذلك مع صورة "تمثال الحرية" التي نشرها العناني المستقيل، حيث نُظِر إليها بأنّ الرجل يعلن بشكل غير مباشر أنّه سيلجأ إلى الولايات المتحدة، ما يعني أنّ الدبلوماسي البارز لم يقفز فقط من سفينة "الشرعية" التي تزحزحها أمواج الفشل عن اليمين والشمال، بل إنَّ الرجل قرر الرحيل عن اليمن كلياً.
اليماني أراد أن يضفي جانباً من الحسم عن كل ذلك الذي أثير، فقال - مفنّداً أسباب استقالته: "قمت بواجبي على أكمل وجه، وعملت بشكل وطني لأجل وطني وإنقاذ شعبنا من معاناة الحرب.. نعم قدمت استقالتي وأزيد عليها أنني طلبت لجوء هنا في أمريكا بعد توارد معلومات بأن هناك نوايا تحريضية داخل الرئاسة تسعى لإصدار قرار يشوه بي".
وأضاف: "إذا كان الرئيس يطلبني للقاء لغرض إحراجي بتحريض من الحاقدين الذين يرمون عادةً إخفاقهم في الميدان على الجانب الدبلوماسي فسأحضر بضمانات.. أنا أديت واجبي واليوم لا يسعني العمل بعد اختطاف قرارات الحكومة من جماعة تحرض ضد كل من لم يخضع لها".
تغريدة "اليماني" كانت فاضحة لدرجة قد تعجز الكلمات عن وصفها، فيمكن النظر إليها بأنَّها ليس فقط إعلان عن أسباب استقالة مفاجئة، بقدر ما تعكس كم المؤامرات التي تُحيكها "الشرعية" ضد نفسها، لتكشف حجم إدعاءاتها بأنّها تحارب مليشيا الحوثي الانقلابية، بينما ما يجري في الحقيقة هي حرب مصالح تخوضها الشرعية ضد نفسها.
وبينما لم يُسمِ "اليماني" تلك الجماعة التي تخطِّط للمؤامرة ضده، إلا أنّ الواقع على الأرض والمعلومات التي فُضِح أمرها خلال الفترات الماضية، كشفت مدى الاختراق الإخواني ممثلاً في حزب الإصلاح، للحكومة وتحكّمه في دوائر صنع القرار.
كما أنَّ إشارة "اليماني" إلى الفشل العسكري، تُذكِّر بالحجم الهائل من الإخفاقات التي تورَّط فيها حزب الإصلاح الإخواني، عبر قادته النافذة في الشرعية، وفي المقدمة نائب الرئيس علي محسن الأحمر الذي انسحبت كتائبه من أكثر من جبهة أمام المليشيات الحوثية، وتركوا لها الفرصة للسيطرة على مناطق استراتيجية عدة.