أفشلت قوات المقاومة المشتركة بقيادة ألوية العمالقة الجنوبية أمس هجوماً واسعاً لمليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران على مديرية قعطبة بمحافظة الضالع جنوب اليمن. وذكرت مصادر ميدانية لـ«الاتحاد» أن قوات المقاومة وقوات الحزام الأمني صدت في وقت مبكّر هجوماً واسعاً للمليشيات على منطقة حجر شمال غرب قعطبة التي تم تحريرها أواخر الشهر الماضي، مؤكدة تكبيد المهاجمين وبدعم من الغطاء الجوي للتحالف العربي خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
وقصفت وحدات من الجيش تعزيزات المليشيات في وادي السايلة ومنطقة العراقية بجبهة شخب شمالي وغربي مديرية قعطبة. وأسفر القصف عن تدمير ثلاث عربات. وقصفت مقاتلات التحالف تعزيزات لمليشيات الحوثي على أطراف المنطقة، ما أسفر عن تدمير معدات قتالية ومقتل وجرح عدد كبير من الحوثيين الذين نفذوا حملة مداهمات واختطافات طالت العديد من سكان المناطق الحدودية بين قعطبة ومحافظة إب المجاورة. وذكر سكان أن المليشيات اختطفت ستة مواطنين من منازلهم في قرية سليم غرب مديرية قعطبة، واقتادتهم إلى جهة مجهولة.
وشن طيران التحالف غارات استهدفت معسكراً للمليشيات الانقلابية في منطقة قاع الجامع بمديرية السبرة جنوبي شرقي مدينة إب. وذكر مصدر أن المليشيات تتخذ من المعسكر موقعاً لتدريب عناصرها وإرسالهم إلى جبهات القتال في الضالع. كما قصفت مقاتلات التحالف، معسكراً لمليشيات الحوثي الانقلابية، في مديرية سنحان جنوبي صنعاء. وقتل وأصيب العشرات من مليشيات الحوثي في قصف مدفعي شنه الجيش اليمني، واستهدف تجمعاتهم ومواقعهم في محافظة صعدة.
وتمكنت الدفاعات الجوية التابعة لقوات التحالف العربي من إسقاط طائرة «درون» حوثية إيرانية الصنع أثناء تواجدها في سماء عدن جنوب اليمن. وأفاد مصدر في ألوية الدعم والإسناد في بلاغ أن دفاعات التحالف تصدت لطائرة حوثية مسيرة تحمل متفجرات في ساعات متأخرة فجر أمس، موضحاً أن الطائرة كانت آتية من مناطق سيطرة الحوثيين متجهة صوب عدن قبل أن يتم اعتراضها في سماء معسكر رأس عباس وتدميرها دون أن تتسبب بأية خسائر مادية أو بشرية. ونفى المصدر ما أعلنه الحوثيون بأن الطائرة أوقعت قتلى وجرحى في أحد المعسكرات، وقال إن المليشيات تلجأ للكذب ونشر الشائعات دائما كعادتها.
وواصلت المليشيات خروقاتها النارية للهدنة الإنسانية الهشة في محافظة الحديدة، وجددت قصفها المدفعي والصاروخي على مواقع قوات المقاومة المشتركة في مدينة الحديدة ومديريات الدريهمي والتحيتا وحيس ومنطقة الجاح الساحلية بمديرية بيت الفقيه. كما استهدفت مناطق وأحياء سكنية في الحديدة والمديريات الثلاث، موقعة إصابات في صفوف المدنيين. ودمرت مدفعية القوات المشتركة موقعاً استحدثته المليشيات شمال شرق مطار الحديدة جنوب المدينة الساحلية، حسبما أفاد مصدر عسكري أكد مقتل ثلاثة حوثيين في القصف.
إلى ذلك، قال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني: «إن إقامة مليشيات الحوثي عرضاً عسكرياً داخل الحديدة، وعلى بعد أمتار من مينائها، ورفع صور الخميني وأعلام إيران وحزب الله «اللبناني»، بالتزامن مع مظاهرة في صنعاء، التي رفعت شعارات عدائية، هي تهديد إيراني واضح باستهداف خطوط الملاحة الدولية في باب المندب والبحر الأحمر». واعتبر في حديث إلى «العربية.نت» أن «هذه التحركات تأتي ضمن محاولات النظام الإيراني استعراض أوراقه وإبراز خريطة تمدده في المنطقة، في ظل ارتفاع حدة التوتر على خلفية ممارساته ومليشياته الطائفية، والاستهداف الإرهابي لناقلات النفط في المياه الإقليمية للإمارات، وأنابيب ضخ النفط في السعودية».
وقال الإرياني، إن رفع المليشيات الحوثية صور الخميني وخامنئي ليس أمراً جديداً، وهو يؤكد انقياد المليشيات وارتهانها للنظام الإيراني وتبعيتها المباشرة للحرس الثوري الإيراني، وعدم جاهزيتها وجديتها في السلام. وأوضح أن الاستعراض العسكري يؤكد كذب ادعاءات المليشيات والمبعوث الأممي مارتن غريفيث، حول الانسحاب الأحادي المزعوم من موانئ الحديدة، واستغلال المليشيات لاتفاق السويد لوقف عملية تحرير موانئ ومدينة الحديدة، واستمرار تواجدها العسكري بمحاذاة البحر الأحمر، خدمة للأجندة الإيرانية التي تستهدف أمن واستقرار اليمن والمنطقة والعالم.
وشدد على أن رفع هذه الشعارات الطائفية والدخيلة على اليمن، يلحق الضرر بالنسيج الاجتماعي اليمني، ويخالف تطلعات اليمنيين الذين يرفضون المشروع الإيراني، وتكرار نموذج «حزب الله» في اليمن. وتابع: «مشاركة محمد علي الحوثي وهتافه بشعارات الموت لأميركا في مسيرة صنعاء تحت شعار يوم القدس، في تقليد إيراني، يندرج ضمن المزايدة والمتاجرة بالقضية الفلسطينية». وأضاف «إن ذلك أمر غير مستغرب من جماعة كل قياداتها تفكر بذات العقلية الإرهابية، بما في ذلك جناحها السياسي».
ألغام «الحوثيين» تقتلهم في مكيراس
قتل 5 عناصر من ميليشيات الحوثي الانقلابية بينهم قيادي ميداني وأصيب آخرون إثر انفجار لغم أرضي كانت المليشيات زرعته في طريق رئيس بمديرية مكيراس الفاصلة بين محافظتي أبين والبيضاء، وسط اليمن. وقال مصدر محلي، إن طقماً عسكرياً تابعاً للحوثيين تعرض لحادث انفجار لغم كانت عناصره الانقلابية زرعته في منطقة الواغلة، موضحاً أن الانفجار أسفر عن مقتل 5 عناصر بينهم قائد موقع منطقة حضة. وأشار إلى أن المليشيات عززت من عناصرها في المنطقة عقب انفجار اللغم وقامت بانتشال قتلاها وجرحاها الذين سقطوا جراء انفجار اللغم.
ورفعت ميليشيات الحوثي حالة التأهب عقب مقتل أحد عناصرها برصاص مسلح في السوق الشعبي في مكيراس، وقال مصدر، إن الهجوم نفذه أحد عناصر المقاومة الشعبية، ما أثار حالة من الخوف والهلع من استمرار عملية تصفية العناصر الحوثية في المدينة. وقال شهود عيان، إن الميليشيات قامت بحملة تفتيش كبيرة للبحث عن القناص الذي أثار رعب العناصر الحوثية المتمركزة في مكيراس.