تشكل جبهة ”الضالع“ معضلة عسكرية لميليشيا الحوثي؛ بسبب الخسائر الفادحة في العتاد والأفراد، التي تكبدتها الميليشيات في تلك الجبهة، خاصة تلك المسماة ”الكتائب الحوثية“ التي تقاتل بنهج عقائدي، وتلقت تدريبات عالية على يد خبراء ”حزب الله“ اللبناني و“الحرس الثوري“ الإيراني.
واستطاعت جغرافيا ”الضالع“ أن تفقد تلك الكتائب وأبرزها كتيبة“ الحسن“ وكتيبة ”التدخل السريع“ وكتيبة ”الموت“ وكتيبة ”جيش الإسلام“ والتي تعد نخبة الوحدات العسكرية العقائدية في صفوف الميليشيات الحوثية، العشرات من قياداتها وكوادرها على يد الجيش الوطني والقوات المشتركة وفصائل المقاومة الشعبية.
وقال خبير عسكري ، إن الاستراتيجية التي تنتهجها تلك الكتائب تتمثل في المباغتة والاقتحام السريع والسيطرة والتغطية النارية المكثفة واستخدام حرب العصيات، وشن حروب مفتوحة لإرهاق القوات المعادية، واستطاعت من خلالها أن تسقط الكثير من المواقع العسكرية والتي بيد الجيش الوطني، وتعزز الحضور العسكري للميليشيات الحوثية في بعض مناطق البلاد.
وأضاف الخبير العسكري: ”فشلت استراتيجية كتائب الحوثي في مناطق الضالع، بعد أن أثبت أبناؤها أن القوة بيد من يمتلك الأرض ويثبت فيها“، لافتًا إلى أن ”العقيدة القتالية التي يؤمن بها أبناء الجيش وفصائل المقاومة الجنوبية وأبناء الضالع، كانت عاملًا مهمًا في صد الهجمات المتعددة لكتائب الميليشيات الحوثية“.
وكانت الميليشيات الحوثية قد كسبت ولاء بعض الأشخاص من أبناء مناطق شمال ”الضالع“ منذ وقت طويل، لتستفيد منهم في إسقاط تلك المناطق التي ينتمون لها، وتجند بعضهم للقتال في صفوفها، لكنها عجزت أن تحتفظ بالمناطق التي دخلتها وسط تماسك جبهات الضالع، والقتال الشرس الذي يوصف بأنه ”معركة التحرير“ من جيوب الميليشيات.
وساعدت الجغرافيا القاسية والتضاريس الوعرة في مناطق ”الضالع“ خاصة جبهات ”مريس وقعطبة “، في تماسك الجبهات بعد انسحاب مقاتلي ”الإخوان“ من المواقع العسكرية الاستراتيجية، ما سهل سيطرة الحوثيين السريعة على مناطق واسعة من شمال ”الضالع“.
وتمكن الجيش والقوات المشتركة من ضرب عصب الإمداد الحوثي، من خلال استهداف التعزيزات العسكرية والسيطرة على الطرقات والجبال المطلة على قرى وبلدات ”قعطبة“، خلال العملية العسكرية ”قطع النفس“ التي أعلن عنها التحالف العربي لدعم الشرعية بمساندة القوات المشتركة بداية شهر مايو الجاري.
وأدت العملية العسكرية تلك إلى تكبد الميليشيات الحوثية خسائر عسكرية متتالية وهزائم كبيرة، في العدد والعتاد.
من جانبه، أكد الباحث عبد الفتاح غالب ”أن الصمود الفولاذي لأبناء الضالع كان واحدًا من عناصر القوة لدحر الميليشيات الحوثية“.
وأضاف غالب في تصريح خاص لـ ”إرم نيوز“، أن ”طبيعية المجتمع في مناطق الضالع وتلاحم أبنائها في القتال علاوة على تجاربهم الكبيرة في القتال على مر الفترات الماضية كان عاملًا أساسيًا في طرد الحوثيين من مناطقهم وتحرير مناطق كثيرة في الضالع في مقدمتها مدينة قعطبة“..
وكان ماجد الشعيبي المتحدث الرسمي باسم القوات الجنوبية المشتركة، قد قال إن ”العملية العسكرية التي انطلقت وأطلقنا عليها اسم صمود الجبال تحمل معنى ارتبط بالضالع وتاريخها ومقاومتها لكل أشكال الاحتلال والغزو منذ قديم الأزل“.
وأشار في سلسلة منشورات على موقع ”فيسبوك“، إلى أن ”الهدف من عملية صمود الجبال النوعية تطهير ما تبقى من جيوب حوثية متفرقة في مدينتي حجر ومناطق شمال قعطبة، واستكمال تحرير مديريات الحشا ودمت وما جاورها، ونقل المعارك هجوميًا إلى محافظة إب وسط البلاد“.