قال برنامج الاغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إنه يتوقع أن تتسبب انتقاداته العلنية بمزيد من التضييق على عمال الإغاثة من قبل جماعة الحوثيين؛ في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، شمال اليمن.
ونقلت قناة، بي بي سي عن رئيس البرنامج، ديفيد بيزلي قوله، انه يتوقع أن تتسبب انتقاداته العلنية غير المعتادة في رد فعل من جهة الحوثيين، بمزيد من التضييق على عمال الإغاثة. لكن الأطفال يموتون بسبب هذا "الوضع المزري".
وقال بيزلي: "وهذا الوضع يخرق المعايير الدولية الإنسانية الأساسية، لأن الأبرياء يعانون من سرقة الطعام والتلاعب بالمساعدات الغذائية والفساد."
وأضاف، ان المساعدات تتعرض للنهب على يد بعض المسؤولين الحوثيين الفاسدين وغير المتعاونين، في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم حيث يعيش الملايين على حافة المجاعة.
وتابع، إن جهود البرنامج للوصول للمحتاجين تتعرض لعراقيل مستمرة، وإنه يأمل أن يتغلب "قادة الحوثيين الصالحين" على أقرانهم الفاسدين. حد وصفه.
وكان البرنامج قد هدّد يوم الاثنين، -في رسالة تحذيرية وجهها المدير التنفيذي للبرنامج ديفيد بيزلي إلى رئيس "المجلس السياسي الاعلى" لدى المتمردين مهدي المشاط- بوقف توزيع المواد الغذائية في مناطق سيطرة المتمردين الحوثيين بسبب مخاوف من وقوع "اختلاسات" وعدم ايصال المساعدات لاصحابها.
ودعا المدير التنفيذي للبرنامج المسؤول الحوثي إلى "التقيّد بالاتفاقات"، محذرا من انّه إذا لم يتم تطبيق نظام اختيار المستفيدين والبصمة كما جرى التوافق عليه، فان برنامج الاغذية العالمي "لن يكون إلا أمام خيار تعليق توزيع الغذاء في المناطق الخاضعة لسيطرة "أنصار الله".
وأوضح ان "العاملين في مجال الاغاثة في اليمن يمنعون من الوصول إلى الجائعين، بينما يتم اعتراض المواكب، وتتدخّل السلطات المحلية في عملية التوزيع. والأهم من ذلك، وضُعت العديد من العوائق في طريق اختيارنا للمستفيدين"، مضيفا "على هذا الامر أن يتوقف".
ومنذ انقلاب الحوثيين عام 2014م، يشهد اليمن حربا تسبّبت بمقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم عدد كبير من المدنيين توفوا لأسباب يمكن تلافيها، بحسب منظمات إنسانية مختلفة، فيما يواجه ملايين السكان خطر المجاعة.
ولا يزال هناك 3,3 ملايين نازح، فيما يحتاج 24,1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، الى مساعدة، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حالياً.