احتدمت المعارك بين الجيش اليمني وميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران في مناطق عديدة بمحافظة الضالع وعلى الحدود مع محافظة إب، فيما مُنيّت الميليشيات بهزيمة ساحقة خلال محاولتها السيطرة على مديرية «الزاهر» بمحافظة البيضاء، ودمرت طائرات التحالف العربي غرفة اتصالات متطورة ومخزن أسلحة للميليشيات في مديرية «ساقين» بمحافظة صعدة، كما أسقطت دفاعات التحالف العربي طائرة تجسس حوثية شرقي صعدة، فيما واصلت الميليشيات خروقاتها النارية للهدنة الإنسانية الهشة في محافظة الحديدة.
وذكرت مصادر ميدانية في الضالع لـ «الاتحاد» أن مقاتلات التحالف قصفت، صباح أمس، مواقع وتعزيزات لميليشيات الحوثي الإرهابية في مديرية «دمت»، مشيرة إلى أن القصف تزامن مع استمرار المعارك على الأرض في جبهات «مريس، دمت، وحمك والعود» على الحدود بين مديريتي «قعطبة»، التابعة للضالع، و«النادرة» التي تتبع محافظة إب.
وأكدت المصادر تكبد ميليشيات الحوثي خسائر بشرية ومادية كبيرة، وقال مصدر ميداني في الجيش اليمني إن قوات الجيش مدعومة بوحدات عسكرية من المقاومة الشعبية أحرزت تقدماً ميدانياً لليوم الثاني على التوالي في جبهتي «حمك والعود»، وسيطرت على مواقع جديدة وصدت هجمات للميليشيات الحوثية، مؤكداً سقوط العشرات من الحوثيين قتلى وجرحى خلال المعارك والضربات الجوية للتحالف العربي.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، أن نائب الرئيس الفريق الركن علي محسن الأحمر، هاتف رئيس أركان حرب محور إب قائد جبهة الضالع، العميد عبدالله مزاح للإطلاع على المستجدات الميدانية، مشيرةً إلى أن الفريق الأحمر حث على مضاعفة الجهود والاصطفاف الوطني والتوحد وعدم إتاحة الفرصة للميليشيات.
وفي محافظة البيضاء، مُنيّت ميليشيات الحوثي بهزيمة ساحقة خلال محاولتهم، أمس، السيطرة على مديرية «الزاهر». وقالت مصادر في المقاومة الشعبية لـ «الاتحاد» إن مقاتلي المقاومة تمكنوا بعد اشتباكات عنيفة استمرت 10 ساعات من صد هجوم كبير للميليشيات الحوثية للسيطرة على مديرية «الزاهر». وأضافت المصادر أن مقاتلي المقاومة كسروا هجوم الحوثيين الذين كانوا معززين بدبابات وعربات مدرعة ومدفعية ثقيلة، وتقدموا باتجاه مواقع رئيسة للمقاومة في «الزاهر»، مؤكدةً مصرع مالا يقل عن 23 مسلحاً حوثياً وإصابة عشرات آخرين خلال الاشتباكات العنيفة التي كانت على امتداد 10 كيلومترات في المديرية.
في غضون ذلك، دمرت طائرات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن غرفة اتصالات متطورة ومخزن أسلحة لميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران في مديرية «ساقين» محافظة صعدة. وأوضحت مصادر عسكرية أن مقاتلات التحالف شنت غارتين استهدفتا غرفة اتصالات متطورة، ومخزناً كبيراً للأسلحة تابعاً للميليشيات في جبال «ابن عريج» بمديرية «ساقين»، مشيرة إلى أن الغارتين دمرتا غرفة الاتصالات ومخازن الأسلحة، ونجم عنهما مصرع من بداخلها من عناصر.
إلى ذلك، أكدت مصادر ميدانية وقوع انفجارات كبيرة في المنطقة المذكورة، وتصاعد أعمدة الدخان بشكل كبير ولفترة طويلة نسبياً، وتمكنت الدفاعات الجوية للتحالف العربي، أمس، من إسقاط طائرة تجسس حوثية بدون طيار شرقي محافظة صعدة. وذكر بيان للمركز الإعلامي لمحور «كتاف»، أن دفاعات التحالف العربي أسقطت طائرة تجسس مسيرة فوق منطقة «وادي سحامة» في محيط مركز مديرية «كتاف» شرقي صعدة. وأشار البيان إلى أن الجيش اليمني استهدف تجمعات الانقلابيين في المنطقة ذاتها، ما أسفر عن سقوط 8 قتلى بصفوف الحوثيين.
وأوضح البيان، أن راجمات التحالف دكت بأكثر من 40 مقذوفا تجمعات الانقلاب الحوثي في «وادي الغول» المتاخم لمركز المديرية، ما أدى إلى تكبد الميليشيات عدداً من القتلى والجرحى. وتعد مديرية «كتاف والبقع» كبرى مديريات محافظة صعدة المعقل الرئيس للحوثيين، يطوق الجيش اليمني وبإسناد من التحالف العربي مركز المديرية ويواصل تكبيد الميليشيات خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وتمكنت أجهزة الأمن في وادي حضرموت، من ضبط العناصر الإرهابية المتورطة بتنفيذ سلسلة من الاغتيالات التي شهدتها مديريات الوادي خلال الفترة الماضية، وأفادت مصادر أمنية أن قوات تابعة لكتيبة المهام الخاصة في المنطقة الأولى تمكنت بمساندة من قوات التحالف العربي من إلقاء القبض على أخطر المطلوبين أمنياً والمتهم بتنفيذ سلسلة من الاغتيالات والهجمات الإرهابية في وادي حضرموت، وقالت المصادر الأمنية أن القوات نفذت عملية أمنية نوعية عقب رصد وتعقب تحركات المطلوب في مديرية «شبام» التاريخية.
وفي السياق، واصلت ميليشيات الحوثي، أمس، خروقاتها النارية للهدنة الإنسانية الهشة في محافظة الحديدة والتي تسري منذ 18 ديسمبر بموجب اتفاق ستوكهولم المعلن في الثالث عشر من الشهر ذاته.
وأفاد سكان ومراقبون بأن ميليشيات الحوثي كثفت قصفها بقذائف المدفعية مستهدفة مواقع قوات المقاومة المشتركة في مدينة الحديدة ومديريتي الدريهمي والتحيتا، مشيرةً إلى أن القصف المدفعي للميليشيات طال تجمعات سكنية في هذه المدن. كما نفذت الميليشيات الحوثية العديد من عمليات القنص في مديرية التحيتا مستهدفة جنوداً تابعين لقوات «ألوية العمالقة» في منطقة «الجبلية»، ومواطنين ومزارعين في مناطق عدة بالمديرية المطلة على البحر الأحمر جنوب الحديدة.
وقال سكان بالتحيتا إن الحوثيين «قصفوا عدداً من الأحياء السكنية بقذائف هاون سقطت بشكل عشوائي على منازل ومزارع وطرقات عامة». وذكروا أن القصف الحوثي خلف حالة من الرعب بين الأهالي الذين اضطر كثير منهم لترك مزارعهم ووظائفهم والعودة لمنازلهم. وأكدت مصادر عسكرية في الحديدة، أمس، استمرار الحوثيين باستقدام تعزيرات عسكرية بشرية وآلية إلى مناطق التماس مع القوات المشتركة في مدينة الحديدة ومديريات الدريهمي والتحيتا.
القذائف الحوثية تقتل 150 مدنياً في «حيس»
واصلت ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران أعمال القصف العشوائية على الأحياء السكنية في مدينة «حيس» بمحافظة الحديدة وسط سقوط العشرات من القتلى والجرحى ونزوح المئات هرباً من أعمال الاستهداف المباشرة التي تطالهم بشكل شبه يومي.
وأشار تقرير حقوقي إلى أن الميليشيات الحوثية المتمركزة في أطراف «حيس» تشن أعمال قصف عشوائية بشكل يومي ومتعمد صوب المساكن والمنشآت الحكومية في المدينة بهدف قتل الحياة فيها وإنهاء أي جهود لإعادة تطبيع الأوضاع عقب التحرير من سيطرتهم قبل قرابة عامين.
وأوضح التقرير إلى أن الإحصائية الأولية كشفت عن مقتل نحو 150 مدنياً، بينهم نساء وأطفال جراء الجرائم والانتهاكات المتواصلة التي ترتكبها الميليشيات بحق أبناء «حيس» في حين بلغ عدد المصابين 100 جريح جراء الألغام والعبوات الناسفة التي خلفتها تلك العناصر الإرهابية قبل دحرها من المدينة.
وأشار التقرير إلى أن نحو 300 منزل دمر بشكل كلي وجزئي نتيجة القصف بالقذائف والصواريخ إلى جانب تضرر 8 منشآت حكومية وخدمية، في حين أن أعمال القصف العشوائية على المدينة دفعت بنحو ثلاثة ألاف أسرة للخروج قسراً والنزوح إلى مناطق أمنة والمخيمات المتواجدة في الساحل الغربي.
وكشفت التقرير الحقوقي الذي أعدته السلطات المحلية في المدينة، عن قيام الميليشيات الحوثية باختطاف أكثر من 40 شخصاً من أبناء «حيس» منهم 16 مازالوا مخفيين قسراً بالسجون الحوثية.