حذر مدير مكتب الصحة العامة والسكان في تعز الدكتور عبدالرحيم السامعي من ارتفاع حصيلة الوفيات بسبب الكوليرا أمس (الثلاثاء)، إلى 28 حالة توزعت على أكثر من 9 مديريات، موضحا أن عدد حالات الاشتباه بالإصابة بلغ 6202 حالة، منها 391 حالة مؤكدة بالفحص الزراعي.
ونقلت صحيفة عكاظ السعودية عن السامعي، إن 80% من ضحايا المرض جرى تسجيلهم خلال شهر مارس، فيما توفي 3 مصابين بالمرض أمس، مضيفا: الوباء ينتشر بشكل مخيف وسط عجز عن مواجهته كون الكارثة تفوق قدرات القطاع الصحي العامل في المحافظة الذي دمرته الحرب والحصار.
وعزا مدير مكتب الصحة أسباب تفشي المرض إلى عوامل كثيرة؛ أبرزها الجفاف الشديد ومنع المليشيا ضخ المياه من الآبار التي خارج المدينة، والتي تقع تحت سيطرتها، إضافة إلى منعها دخول الغذاء والدواء والمحاليل المطلوبة، وإغلاق المنافذ ومنع دخول الشاحنات الكبيرة. وأكد أن المنفذ الوحيد الذي يمر عبر مديرية المقاطرة إلى محافظة عدن لا تستطيع الشاحنات المتوسطة المرور منه نظراً لوعورته.
وأضاف: نعاني من إشكاليات في الكادر الطبي وهناك الكثير من الموظفين المؤهلين نازحين وبعضهم بلا مرتبات، فيما القليل يعمل تحت الضغط، إذ تستقبل المستشفيات بين 40 – 50 يوميا حالة، فضلا عن غياب المحاليل الطبية والدواء المطلوب.
وناشد السامعي المجتمع الدولي بسرعة التدخل والعمل على مساعدة القطاع الصحي في تعز بكل الإمكانات اللازمة كون الكارثة كبيرة وتزداد خطورة كل يوم.
وحول دور مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية، قال إن المركز هو الداعم الرئيسي الأول والوحيد لتعز ليس في جانب القطاع الصحي بل في مختلف القطاعات سواء التعليم أو البيئة أو الغذاء، مضيفاً أن الدعم الذي يصل إلى تعز عبر منظمات الإغاثة الدولية اليونيسيف أو منظمة الصحة العالمية والمنظمات المحلية مقدم من مركز الملك سلمان، إضافة إلى الدعم المباشر الذي يقدمه المركز.
بدوره، حذر مدير إدارة الترصد الوبائي وغرفة العمليات للاستجابة الطارئة بمكتب الصحة ياسين عبدالملك من أن هذا العدد يعد مؤشرا خطيرا ينذر بموجة قادمة ربما تكون أكبر الموجات التي حدثت في العامين الماضيين، مطالبا بسرعة التحرك واتخاذ التدابير اللازمة للسيطرة على الوباء قبل وقوع الكارثة.