أشاد وزراء أتراك بقرار لاعب كرة القدم التركي الأصل مسعود اوزيل، بترك المنتخب الألماني بسبب “العنصرية”، واعتبر أحدهم بأن لاعب وسط أرسنال الإنكليزي سجل “هدفاً ضد فيروس الفاشية”.
وتعرض أوزيل، المولود في ألمانيا لعائلة تركية الأصل، لانتقادات قاسية منذ الصورة المثيرة للجدل التي جمعته وزميله في المنتخب الألماني التركي الأصل أيضاً ايلكاي غوندوغان، بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أيار/مايو الماضي، مما أثار أسئلة حول ولائه لألمانيا قبل نهائيات كأس العالم في روسيا.
ورداً على ما تعرض له قبل وخلال نهائيات كأس العالم التي ودعتها ألمانيا من الدور الأول وتنازلت عن اللقب، أعلن أوزيل الأحد اعتزاله اللعب دولياً “ما دمت أشعر بهذه العنصرية وعدم الاحترام تجاهي”.
وفي بيان من ثلاثة أجزاء نشره على تويتر، خرق أوزيل حاجز الصمت الذي التزم به خلال نهائيات كاس العالم، وألقى باللوم على الاتحاد الألماني لكرة القدم، بسبب فشله في الدفاع عنه ضد أبرز منتقديه.
وحظي قرار أوزيل بتأييد رسمي تركي، حيث غرد وزير العدل عبد الحميد غول: “أهنىء مسعود أوزيل الذي سجل بقراره ترك المنتخب الألماني أجمل هدف ضد فيروس الفاشية”.
أما وزير الرياضة التركي محمد كاسابوغلو، الذي حذا حذو غول، ونشر صورة أوزيل المبتسم مع أردوغان، فقال: “نحن نؤيد بصدق الموقف المشرف الذي اتخذه شقيقنا مسعود أوزيل”.
وفي تغريدة سبقت إعلان أوزيل تركه المنتخب الألماني الذي توج معه بكأس العالم قبل أربعة أعوام، قال إبراهيم كالين، المتحدث باسم أردوغان، إن اضطرار اللاعب الى الدفاع عن لقائه بالرئيس التركي “مؤسف لأولئك الذين يدعون بأنهم متسامحون ومتعددو الثقافات”.
وفي إعلانه عن قرار ترك المنتخب الألماني، الذي دافع عن ألوانه في 92 مباراة وسجل له 23 هدفاً، أشار أوزيل إلى أنه تلقى اللوم بشكل غير عادل في ألمانيا بسبب خروج المنتخب من الدور الأول في كأس العالم.
وقال: “لن أكون بعد الآن كبش فداء (لرئيس الاتحاد الالماني رينهارد غريندل) بسبب عدم كفاءته وعدم قدرته على القيام بعمله بشكل صحيح”، مضيفا: “في نظر غريندل وأنصاره، فأنا ألماني عندما نفوز، لكني مهاجر عندما نخسر”.
وأكد أوزيل أنه مخلص لكل من أصوله التركية والالمانية، مشدداً في الوقت ذاته على أنه لا يريد الإدلاء ببيان سياسي من خلال الظهور مع أردوغان.
وتابع: “على غرار العديد من الناس، جذور أسلافي تعود إلى أكثر من بلد واحد. بينما نشأت وترعرعت في المانيا، تملك عائلتي جذوراً راسخة في تركيا. لديّ قلبان: أحدهما الماني والآخر تركي”، كاشفاً أنه التقى للمرة الأولى أردوغان عام 2010، بعد أن شاهد الرئيس التركي والمستشارة الالمانية أنغيلا ميركل مباراة جمعت بين المانيا وتركيا. ومذاك تقاطعت علاقة اللاعب بالرئيس التركي مرات عدة في مختلف انحاء العالم.
وشدد أن التقاط الصورة مع الرئيس التركي هو ومواطنه وزميله في المنتخب غوندوغان، قبل أيام قليلة من إعادة انتخاب أردوغان رئيساً لتركيا “لا علاقة له بالسياسة او بالانتخابات، بل الأمر هو عبارة عن احترام أعلى منصب في موطن عائلتي”.
وتابع أن “وظيفتي هي لاعب كرة قدم ولست بسياسي، ولم يكن اجتماعنا بهدف الترويج لغايات سياسية”.