الرئيسية - أقاليم - مقتل «صالح».. الذكرى الأولى للجريمة.. من الخائن؟
جثته ما تزال تنزف ووصاياه حبرا على ورق وصراع بين أنصاره
مقتل «صالح».. الذكرى الأولى للجريمة.. من الخائن؟
الساعة 07:19 ص (رأي اليمن-معاذ راجح)

 غموض في الأحداث، وأحداث متعاكسة، روايات متعددة وشهادات متضاربة، اتهامات بالخيانة وشتائم وتهديدات متبادلة، تصريحات سطحية ومرثيات عاطفية جوفاء، أحاديث عن مؤامرات دولية وتورط جهات متعددة، وتبريرات تحمل القتيل المسؤولية وتبرئة ساحة القاتل ببضع قرارات حزبية، تليها خطوات تقاربية في الخفاء، وهمسات في لقاءات عابرة يتناقلها غربان الظلام.
في المقابل، ما زالت دماء الضحية تنزف، وبصمات القاتل واضحة على الجثة، وأيادي المشاركين في الجريمة والمتواطئين مع القتلة ما زالت مدرجة بالدماء، ووصاياه الأخيرة لم يجف حبرها بعد، لكن الميراث الكبير «المؤتمر» أعمى عيون البعيد قبل القريب عن الحادثة وملابسات تنفيذها، وصولاً إلى الصراع المحموم والمنافسة المفتوحة للجميع لخلافة الشهيد، ولو كان أحد المتورطين في قتله.
في مثل هذا اليوم الـ4 من ديسمبر 2017م، اغتال الحوثيون المدعومون من إيران، الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وأعلن عبدالملك الحوثي في كلمة متلفزة، أن 4 من ديسمبر «استثنائي وعظيم وهو يوم سقوط المؤامرة الخطيرة التي استهدفت أمن الشعب اليمني واستقراره»، مشيراً إلى أن الاشتباكات والخلافات المستمرة مع علي صالح «مؤامرة جرى اسقاطها»، وأن جماعته كانوا يعلمون بوجود تنسيق بين الراحل، وقوات التحالف الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية في اليمن.
كانت المليشيات الحوثية تتحين لحظة تصفية الحساب مع علي صالح، منذ اجتياحها للعاصمة صنعاء، أواخر 2014م، وسعت لتنفيذ مخططها مبكراً، ظهر ذلك في تصريحات بعض قياداتها وإعلاميها، لكن العزلة التي أصابتها والفراغ الذي أحدثته استقالة الرئيس هادي، وعدم رضوخه لضغوطها، وما تلى ذلك من قيادة السعودية لتحالف عسكري ضدها ودعم للشرعية، أجبر الجماعة على تأجيل مخططها والتراجع عن الإعلان الدستوري الذي شرعوا به لتسلم السلطة، واستهدفوا من خلاله أقوى ورقة بيد صالح وهادي، والمتمثل بحل البرلمان.
ونجحت حينها المليشيات في استقطاب بعض قيادات المؤتمر عبر حوارات فردية، واقترحت الشراكة مع الحزب في الحكم والرئاسة، وهي الجهود التي أفضت إلى تحالف المليشيات مع المؤتمر، وتشكيل مجلس رئاسة وحكومة مناصفة، على أن تكون الكلمة الفصل في السلطة الجديدة للبرلمان، الذي أعاده الحوثيون للواجهة كمشرع لانقلابهم.
وعبر شراكة ظاهرية، تمكن الحوثيون من التهام حزب المؤتمر وما تبقى لزعيمه من ولاء في الجيش والأمن والقبائل، تحت يافطة مواجهة العدوان، لينجحوا في تضييق الدائرة حول الزعيم واستئناف مخطط الانتقام، بوسائل أكثر دراماتيكية، وتشويق.
تنبه صالح لما يحاك حوله، واستشعر الخطر، لكن الحبل كان قد انقطع، وصارت الساحة حكراً للحوثيين وشعاراتهم وأفكارهم الطائفية، وقواعد الحزب وقياداته اصبحت تردد صرخاتهم، وتشاركهم القتال والتحشيد .
اغتالوا الزعيم عندما تحوّثنا
أحد قيادات المؤتمر، وهو محامي معروف، روى في حديث خاص لـ«أخبار اليوم» جانباً من مخطط الحوثيين لاغتيال الزعيم كما أحب أن يصفه.
يقول: دعيت أنا وزملاء لي في المحاماة والقضاء إلى حلقة نقاشية وتدريبية في منطقة ريفية، تحت شعار التعاون والتنسيق ووحدة الجبهة الداخلية، لكننا حين وصلنا إلى مكان جبلي وعر، تفاجأنا بأن الدعوة كانت فخ لاستقطابنا طائفيا وسياسياً مع الحوثيين.
وتابع: سكت وصمت كغيري ممن كانوا معي، وسلمت هاتفي وسلاحي الشخصي، وشاركت في حلقات النقاش التي يتحدث فيها طرف واحد، وتحضر فيها صورة زعماء المليشيات وزعيمنا غائب، رغم أن معظمنا محسوبون على المؤتمر، لكن المكان والظروف المحيطة كممت أفواهنا وجبنت فرائسنا، ولم نعترض على كل ما يطرح من أهمية تطهر المؤتمر وتحويله لحزب وطني، بدل أن يظل حزب صالح وعائلته، الموالون سراً لتحالف العدوان.
أوضح المحامي –اشترط التكتم على هويته- أن أفكاره تغيرت نوعاً ما، ورأى قوة وحقيقة للحجة التي يقولها المحاضرون، وما يسردونه من أهوال وتفاصيل لما فعل بهم صالح، لأنهم لا يقبلون التنازل للسعودية عن الحدود والثروة.
ووفق شهادة المحامي، فإن الجماعة استقطبت كل قواعد وقيادات ورموز المؤتمر، عبر وسائل شتى، مشيراً إلى حصوله على مبالغ مالية كبيرة مقابل ترويجه للجماعة والتشكيك بقدرة زعيم الحزب، وطالبته بالتحشيد الميداني ومواجهة العدوان.
التصعيد التدريجي
صعدت المليشيات من استفزازاتها للمؤتمر وقياداته والوزراء المحسوبين عليه، كان أبرز استفزاز إبان استحقاق تدوير رئاسة المجلس السياسي الأعلى، ليتسلمه المؤتمر، حسب اللائحة الداخلية المتوافق عليها مع الجماعة، إلا أن المليشيات رفضت تسليم الرئاسة، واستفزت صالح باقتراح عضوين من ممثلي حزبه، أن يمدد للصماد رئيساً للمجلس دورة أخرى (ستة أشهر).
وتوالت الأحداث وتوجيهات وزراء المؤتمر غير منفذه، وقيام مشرفي الجماعة بطرد وإهانة بعضهم، عبر مشرفيها في الوزارات، واستفزاز وتقييد حركة البعض الآخر، ومراقبتهم، وما تلى ذلك من اعتراض لموكب نجل صالح وقتل خالد الرضي، أحد أبرز قيادات صالح البعيدة عن الإعلام، وكانت الحادثة إنذاراً متأخراً.
وبعد محاولات متكررة، تمكن صالح من حشد وتجميع محبيه بمختلف الوسائل، للمشاركة في إحياء ذكرى تأسيس الحزب في 24 من أغسطس العام الماضي، وهو الموعد الذي قرر فيه، بحسب قيادات مؤتمرية، أن يستعيد حضوره وينقلب على الحوثيين، لكن الخيانة والاستقطاب كانت الناقة التي قصمت ظهر حصان المؤتمر الأخير.
وعلى الخط وعبر قيادات مؤتمرية دخل حزب الله اللبناني، بحسب ما تتحدث الأخبار، ليقدم ضمانات للمؤتمر ويقنع صالح بالعدول عن مخططه تحت وعود بمنع أي استفزاز أو محاولة اجتثاث للحزب، والتسريبات في هذا الخصوص، نفاها كلا الطرفين عبر وسائل الإعلام، لكن تراجع الزعيم واكتفاءه بخطاب مختصر في مهرجان السبعين، عزز رواية الواسطة اللبنانية.
خيبة أمل
اعتزم صالح إطلاق شرارة الثورة ضد الحوثيين في 24 أغسطس 2017، لكن الحوثيين لجأوا للمراوغة والخبث، وطلبوا من زعيم حزب الله "حسن نصر الله"، التدخل لتخفيف التوتر بينهم وبين "صالح"، وبحسب المصادر المؤتمرية تدخل نصر الله وتمكن من إقناع صالح بوقف التصعيد، مقابل تعهده بإلزام الحوثيين بتنفيذ كل طلباته، ووقف كل الممارسات التي تستهدف المؤتمر.
كان نصر الله، وسيط رجح الكفة لصالح المليشيات، ليصيب التراجع في الوقت الأخير، قواعد وقيادات المؤتمر بخيبة أمل، ويأس من تغير الوضع المهان الذي أضحوا فيه تحت رحمة الحوثيين،  تحدث بهذا العميد محمد علي عبدالحق، أحد الموالين لصالح وحزبه المنحدرين من الحيمة الداخلية، إحدى مديريات طوق صنعاء، قائلاً بنبره يائسة: «خذلنا علي عبدالله صالح.. كنا ننتظر منه موقفاً صريحاً ضد الأوغاد ذولا (يقصد الحوثيين) والناس منتظرون هذه اللحظة، لكن أحبطونا بالموقف الضعيف، والخطاب الضعيف للزعيم في ميدان السبعين، وكل من حضروا السبعين كانوا على استعداد لحمل البنادق ضد الحوثي، لكن ما حصل جعلهم محبطين، وأنا منهم».
العميد عبدالحق، كان في ذلك الحين من المتحوثين، حسب رواية صديقه الذي نشر تفاصيل محادثة دارت بينهما حينها، ليضيف على لسان صحابه «ما عاد معنا إلا نقاتل معهم».
الكثير من القادة  العسكريين كانوا ينتظرون الفرصة للانقضاض على الحوثيين، ضمن مشروع وخطة متكاملة، وكانوا يعتقدون بما لا يدع مجالا للشك، أن لدى "علي عبدالله صالح" تلك الخطة، وأنه من المستحيل أنه لم يقم باحتياطاته، وللأسف كانوا جميعا مخطئين.
الخيبة أصابت الكثير من المحسوبين على صالح، بعد اكتشافهم أن الحوثي بات متجذّرا وقوياً، أكثر مما كانوا يعتقدون، وأن زعيمهم لم يغتنم فرصة انكشافهم وحقيقة تحوثهم وانخراطهم في صفوف المليشيات بدون قناعة، وهو ما حول أغلب المشاركين في مهرجان السبعين إلى تجمع هائل للمحبطين، مسهلاً بذلك استقطابهم وانخراطهم مع المليشيات كحل وحيد لبقاء اعتبارهم في المشهد السياسي والعسكري.
العميد محمد عبدالحق، أحد المشاركين الذين انحرفت بوصلتهم عن صالح ودارت مع الحوثيين الذين رفعوا رتبته من عميد إلى لواء، ونقلوه من قيادة قطاع المنار، إلى مهمة ميدانية في المخأ وتعز كقائد للواء 201ميكا؛ ليموت قتيلاً في صفوف المليشيات في جبهة الصلو، مطلع فبراير من العام الجاري.
عزم الحوثيون اجتثاث صالح، بهذا صرح «أبو علي الحاكم» في تجمع قبلي لمشائخ وقيادات من حزب المؤتمر، ومشائخ طوق صنعاء، ويضيف مهدداً سينتهي صالح بعد أيام، وأنتم عليكم الاختيار بين النهاية معه، أو الاستمرار معنا في خندق واحد، معززين مكرمين، ولكم منا كل الدعم والاحترام.
أشار الحاكم في كلمته  إلى موت صالح بعد فرض الحصار عليه في مربع نفوذه جنوب صنعاء، وتقييد ظهوره واجتماعاته، مؤكداً أن كل من يتواصل معه مرصود ومعروفة تحركاته وسكناته.
الظهور الأخير
في الثاني من ديسمبر ظهر صالح في خطاب تلفزيوني، معلناً الثورة على الحوثيين، ومطالباً التحالف بفتح صفحة جديدة مع اليمن ووقف العدوان، كان قبل ذلك قد ترأس اجتماعاً للجنة العامة للحزب، تحدث فيها عن بعض نياته وخططه وما ينوي الحوثيين فعله خلال نهاية الأسبوع، لكن المليشيات تفوقت عليه بخطوات وفق تصريح القيادي المؤتمري ياسر اليماني، الذي اتهم قيادات كبيرة في الحزب، بخيانة الزعيم، وإغلاق هواتفهم بعد ساعات من مشاركتهم بحماسة في التخطيط لمواجهة المليشيات، والسيطرة على مناطق نفوذها في صنعاء وعواصم المحافظات.
كانت المواجهة في بدايتها، لصالح المؤتمر وقوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح، التي تمكنت من فرض سيطرتها على عدة شوارع في صنعاء، وسيطر أتباعه على مراكز محافظات ومديريات، قبل أن تنقلب الوضع عليهم ويتساقطون بشكل أسرع في بضع ساعات؛ لتكون عقوبات المستجيبين لدعوته القتل والاعتقال وتفجير المنازل، كما حدث في مركز محافظة حجة، أو الفرار والهزيمة كما حصل في ريمة والحديدة وإب.
انحصرت قوات صالح في محيط منزله، ودارت اشتباكات عنيفة عقب دقائق من مغادرة شيخ قبلي كان يقوم بالوساطة بين صالح والحوثيين، اتضح فيما بعد بحسب منشورات المؤتمريين أنه خائن للزعيم، إضافة إلى اتهامات موجهة لقيادات كانت حاضره معه في منزله ومنهم ياسر العوضي الأمين العام المساعد، ومحمد القوسي، والراعي، بحسب منشورات المؤتمرين أحدهم سام الغباري المتواجد حالياً في السعودية، والذي غرد في ذكرى مقتل صالح بالاتهام للعواضي والحديث عن تحشيده للمقاتلين لصالح الجماعة، وإعاقته لعمليات التحرير في البيضاء.
فبركات اللحظات الأخيرة
تمكن الحوثيون من اقتحام منزل صالح في الكميم، بعد قصفه بالمدفعية والدبابات، فر الكثير من حراسه ومات الأكثر على أسوار المنزل، تغلبت قوة السلاح الثقيل على الأسلحة المتوسطة، وتحدث حينها نشطاء عن خيانة مسؤول المخازن الذي رفض تزويد حراسة الراحل بالأسلحة وأبلغ الحوثيين بها، ليقتل الرجل بسلاحه السري، ويموت معه العديد من شجعان ورجال المؤتمر، وينجوا بحياته المتحالفون مع الحوثيين والخونة الذين باعوه بالمال، وتركوه وحيداً مع رفيقه الأمين العام للحزب عارف الزوكا.
لم تكتفي الجماعة بقتله بل فبركت رواية هروبه، بحسب ياسر اليماني، الذي أكد مقتله في منزله بالكميم، وأن المليشيات نقلته وحاولت تصوير مقتله وهو فار إلى سنحان.
قيادات ومنهم محاميه محمد المسوري، صرح كثيراً بوجود خونة وأنه يعرفهم، لكنه لم يكشف عن أي اسم من القائمة التي يهدد بكشفها بين الحين والأخر.
وفيما اكتفى ابن أخيه المقيم في بيروت بالتعزية في المصاب، كان مقربوه يشاركون الحوثيين احتفالهم بمقتله في صنعاء، ومنهم خطيب مسجده، وحمود عباد وأخرين نشرت صورهم، وتناقلها النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
لم يطول الحديث عن الجريمة ومهاجمة مرتكبها سوى أسابيع، ليعتاد الناس بعدئذ بظهور قيادات المؤتمر مع الحوثيين، كشركاء حقيقيين في السلطة والجريمة، يتقدمهم يحيى الراعي وأبو راس، وأخرون كانوا من مقربي صالح.
مؤخراً ظهرت التبريرات والأعذار التي سوقها نشطاء للحزب، وموالون للحوثيين عن تلك القيادات المؤتمرية التي ما زالت تصافح القتلة وتشاركهم تقاسم السلطة، وبلغت تلك التبريرات ذروتها مع إطلاق المليشيات لنجلي صالح ونقلهم إلى عمان ثم إلى الإمارات، ضمن جهود قيل أنها بذلت من قيادات الحزب في صنعاء.
الأخيرة أصدرت قرارات بتعيين نجل صالح أحمد ونجل الزوكا، عضوين في اللجنة العامة، دون أن يصدر أي اعتراض أو رفض لتعيين من ابناء القتيلين.
جاء الإفراج عن نجلي صالح، بعد أيام من رفض الحوثيين الحضور لمشاورات سلام مع الحكومة في جنيف، كان من ضمن الملفات المطروحة فيها من الحكومة، المعتقلين من عائلة صالح وجثته التي ما زالت إلى اليوم في حوزت الحوثيين، رغم نشر مزاعم دفنها في مسقط رأسه بسنحان.
عام على اغتيال صالح
في ذكرى مقتله الأولى، غاب صالح بشخصه ورمزيته عن مخيلات قيادات الحزب وقواعده، كما غابت جثته المخفية عن أجندت الاجتماعات المشتركة بين القتلة والمتهمين بالخيانة، وصاياه الأخيرة بمقاومة الحوثيين وإسقاط انقلابهم واستعادة الدولة والتصالح مع الجيران والأشقاء، هي الأخرى غائبة عن خطاب المتحزبين.
مقام رئيس الحزب ، هو الشاغل الوحيد الذي تدور حوله اهتمامات المقربين منه وقاتليه على حد سواء، في حين تحضر وصاياه الأخيرة بقوة في مشهد العمليات العسكرية التي يخوضها الجيش الوطني والشرعية ضد قاتليه ورفيقه، وضد قتلة أحلام اليمنيين وشبابهم.
وتبقى في ذكرى اغتياله أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات منها: من هم المشاركون في قتل وتصفية صالح من قيادات المؤتمر؟ وما هي الصفقة التي يحاول المتهمون تحقيقها بخصوص قيادة الحزب؟ من الخائن؟ وأين قيادات المؤتمر الموالية للشرعية مما يحدث؟ من ينقذ المؤتمر ويكرم جثة علي عبدالله صالح بالدفن؟.


عن اخبار اليوم

  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن