يعاني سكان من ريف مدينة إب من أزمة خانقة في الغاز المنزلي بالإضافة إلى تردي الاوضاع المعيشية والاقتصادية نتيجة استمرار الحرب المستمرة منذ أربع سنوات ونتيجة المضايقات المتواصلة من قبل المليشيات الحوثية على السكان في المدينة وريفها. 

" ارتفاع أسعار الغاز بشكل جنوني "

  الارتفاع المخيف في سعر اسطوانة الغاز - في حال توفرت - تجعل المواطن عاجزا ً عن شرائها بسبب ضيق ذات اليد الذي زاد من حدته تدهور الأوضاع نتيجة الحرب والمضايقات التي تمارسها المليشيات الحوثية بحق قاطرات الغاز خصوصاً والمشتقات النفطية بصورة ٍأعم .

 "عبدالسلام قائد " يعمل في بيع الغاز المنزلي بريف المدينة ، قال  لـ«رأي اليمن »بأن أسعار الغاز ارتفعت بشكل غير مسبوق في الآونة الاخيرة حيث وصل سعر اسطوانة الغاز المنزلي إلى 7 الاف ريال  في ضربة قاصمة اخرى لظهر المواطن وخاصة مع ارتفاع الأسعار في المواد الغذائية والاستهلاكية". 

وعزى قائد ارتفاع مادة الغاز المنزلي في إب الى ماوصفه ب " ممارسة الحوثيين للابتزاز عبر فرض رسوم جمركية اضافية على قاطرات الغاز " .

"رحلة البحث عن الاسطوانة "

 الرحلة الشاقة والمكلفة التي يخوضها السكان من اجل الحصول على اسطوانة واحدة فقط للغاز المنزلي،تتجلى من خلال طوابير انتظار طويلة من سكان المدينة الذين ينتظرون بفارغ الصبر ، الحصول على اسطوانة واحدة من الغاز المنزلي .

 الحاج" محسن السياني" من ريف المدينة يقول أنه قضى أكثر من ثلاثة أيام في محطة الغاز ينتظر الحصول على اسطوانة الغاز. 

وفي حديث خاص  لـ«رأي اليمن » قال السياني أن الحصول على الغاز المنزلي أصبح من المستحيلات، مضيـفاً بأن أزمة الغاز " مفتعلة من قبل مليشيات الحوثي وذلك للتضيق على الناس واجبارهم على القبول بأسعارها الباهضة " على حد تعبيره. 
وأضاف السياني بأن المليشيات الحوثية تقوم باحتكار مادة الغاز وتوزيعها بانتقائية ظالمة على الموالين لهم. 

"المليشيات ومضاعفة الرسوم الجمركية"
تجدر الاشارة الى أن ميليشيا الحوثي عمدت مؤخراً الى مضاعفة رسوم الشاحنات والقاطرات المحملة بشحنات تجارية وفي مقدمتها تلك المحملة بمشتقات نفطية ،حيث تقوم بممارسة ذلك في نقاط تفتيش عديدة منتشرة في مداخل المدينة مما يضاعف بدوره من حجم المعاناة الانسانية والمعيشية للسكان في مدينة إب . 

" نقاط جمركية جديدة "
وفي خطوة منها للحصول على موارد مالية اضافية لتمويل جبهات القتال ،استحدثت المليشيات الحوثية مؤخراً نقطة جمارك في مفرق ميتم شرق المدينة بغرض فرض جمارك جديدة ،وهو ما تسبب في تضييق الخناق على سكان المدينة .

 وبخصوص التكلفة الباهضة التي يدفعها سكان المدين يقول أحد السكان " أصبحنا لا نستطيع توفير المصاريف للمنزل والإيجار، مؤكداً أن الوضع المعيشي أصبح صعبا للغاية حيث اضاف " من أكثر همومنا هو كيف نستطيع توفير لقمة العيش الكريم لأطفالنا وكل يوم تتضاعف الهموم ولا يوجد أمل أن تتحسن الأوضاع في الوقت القريب". 

وتعمد المليشيات الحوثيية الى عدم السماح لمرور قاطرات الغاز بغرض افتعال ازمة في الغاز المنزلي بغرض ممنهج هو استغلال معاناة السكان الانسانية واستخدام ذلك لتحقيق اهداف سياسية.