الرئيسية - أقاليم - الواشنطن بوست: دعوة إدارة ترمب لوقف الحرب في اليمن (كلام فارغ) .. (ترجمة خاصة)
الواشنطن بوست: دعوة إدارة ترمب لوقف الحرب في اليمن (كلام فارغ) .. (ترجمة خاصة)
الساعة 08:33 م (الواشنطن بوست- ترجمة خاصة)

في الأسبوع الماضي، وجهت إدارة الرئيس ترمب دعوة لوقف إطلاق النار في الحرب اليمنية خلال فترة مدتها ثلاثون يوما، هذه الدعوة هي موضع ترحيب لكنها أتت مـاخرة وقد طال انتظارها، وقد كان بالإمكان الدعوة لمثل هذا الأمر خلال الثلاث السنوات الماضية من بدء الحرب التي يقودها التحالف السعودي الإماراتي في اليمن.

هذه الحرب تسببت في إزهاق أرواح أكثر من 17000 ضحية من المدنيين الأبرياء، ومعظمهم بسبب الضربات الجوية السعودية / الإماراتية التي نفذت بالقنابل التي تم تزويد دول التحالف بها كالمملكة العربية السعودية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

للأسف نقول، فإن هناك سبب وجيه  يجعلنا نشكك في صدق دعوة إدارة ترمب لوقف الحرب في اليمن، ففي أبريل الماضي أطلق وزير الدفاع جيم ماتيس دعوة مماثلة لكنها كانت كلاماً فارغاً وانتهت دون جدوى ولم يتبعها أي إجراءات قوية تجعلها محل التنفيذ. وفي سبتمبر / أيلول الماضي أدلى وزير الخارجية مايك بومبيو بشهادة معاكسة للواقع، حين قال أن حلفائنا السعوديين كانوا حريصين على تجنب الخسائر المدنية في حرب اليمن!! هذه الشهادة كانت الشهادة مطلوبة بموجب تشريع تم عرضه من قبل مجموعة من المشرعين من الحزبين برئاسة السيناتور جين شاهين و تود سي . يونج كشرط لمواصلة الدعم الأمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية.

وقد تم إلقاء الضوء على هذا القرار عندما تم الكشف عن أن أعضاء في إدارة الشؤون التشريعية بوزارة الخارجية يضغطون من أجل استصدار حكم مؤيد للسعودية ، معتبرين أن القيام بخلاف ذلك سيعرض صفقات الأسلحة المربحة مع السعودية  للخطر. وقد تبين أن المكتب المذكور أعلاه يديره تشارلز فولكنر، وهو أحد أعضاء جماعات الضغط السابقة في شركة رايثيون، التي تُعد المورد الرئيسي للقنابل إلى المملكة العربية السعودية.

إن موافقة بومبيو على السلوك السعودي في اليمن تتناقض مع واقع حملات القصف العشوائية التي تستهدف اليمن- وهي حملة استهدفت المستشفيات والأسواق المدنية وحفلات الزفاف والجنازة وحتى حافلة مدرسية كانت تقل 40 طفلاً، فهل هذا يتوافق مع سجل الولايات المتحدة الذي يراعي العناية الواجبة لتجنب قتل المدنيين؟

من الواضح أن تغير تعامل الإدارة الأمريكية تجاه الدور السعودي في اليمن مرتبط بشكل واضح بالدعاية والصورة السلبية التي تلقاها النظام السعودي بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، تلك الحادثة أدت إلى زيادة التدقيق والتركيز على الدور الأمريكي في تمكين السعودية وسلوكها في حرب اليمن. ولذلك، فقد أثار مقتل خاشقجي معارضة متزايدة لمبيعات الأسلحة الأمريكية والدعم العسكري للنظام السعودي من قبل الجمهوريين والديموقراطيين في الكونغرس. وعلى ذلك، إإن الوعد بإنهاء الإقتتال في اليمن هو أفضل طريقة لإدارة ترامب لإخراج العلاقات الأمريكية - السعودية من الحميمية إلى الواقع ، ولكن كيف يمكننا معرفة ما إذا كان ذلك الوعد حقيقياً؟

الشيء الوحيد الذي تستطيع الإدارة الأمريكية فعله أو ما ينبغي عليها فعله، هو إنهاء مبيعات الأسلحة والدعم اللوجستي الأمريكيين للمجهود الحربي السعودي في اليمن، و على الفور ، وهذا سيكون وسيلة ناجعة لدفع الرياض إلى طاولة السلام، فلماذا إذن تنتظر 30 يوماً وتخاطر بوفاة المزيد من المدنيين في حرب قتلت الكثير من الناس؟

هناك أيضاً اقتراح في البيان الرسمي لوزارة الخارجية يدعو إلى وقف إطلاق النار الذي ينبغي أن يتوقف عنه المتمردون الحوثيون أولاً،  بالنسبة لأولئك الذين لم يتابعوا طبيعة الصراع ، ربما يبدو هذا مطلباً معقولاً، لكن الغارات الجوية السعودية على المدنيين لا يجب مقايضتها بالإجراءات الحوثية، بل يجب إيقافها في حد ذاتها، وخلاف ذلك، قد يؤدي إلى إثارة نهج "أنت أولاً" مما يقود إلى استمرار القصف المدمر لفترة غير محددة من الجدل والتهم والتهم المضادة.

إن أفضل طريقة للتأكد من أن الانفتاح الحالي على السلام في اليمن غير مسموح به، هو أن يستمر الكونجرس في جهوده لإنهاء الدعم الأمريكي للمجهود الحربي السعودي، وفي مجلس النواب ، المندوبون ر. ر. خانا، مارك بوكان ، آدم سميث وأكثر من 70 زميلاً قدّموا تدبيراً مهما سينهي الدعم الأمريكي للحرب السعودية في اليمن، وذلك بموجب قرار سلطات الحرب، الذي يتطلب إذنًا من الكونجرس لمشاركة الولايات المتحدة في النزاعات في الخارج. وفي هذا الصدد، يستعد السناتور بيرني ساندرز لتقديم تدبير مماثل في مجلس الشيوخ، وفي المرة الأخيرة التي قام فيها بذلك، وبالشراكة مع السناتور مايك لي، حصل مجموعهم على 44 صوتًا.

في المناخ الجديد الذي أوجده اغتيال الملك خاشقجي - وزيادة المراقبة والتدقيق في دور السعوديين في اليمن - يمكن أن يجتاز المقترح المطروح مجدداً في تصويت مجلس الشيوخ.

إن إجراء الكونغرس لإنهاء الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن هو أفضل طريقة لجعل إدارة ترامب تتعهد باستخدام نفوذها مع الرياض لتشجيع التوصل إلى نهاية سلمية للحرب في اليمن، إذ ليس لدينا وقتاً لنضيعه.

  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن