رأس رئيس مجلس القيادة الرئاسي ، الدكتور رشاد محمد العليمي، يوم الثلاثاء جانباً من اجتماع لمجلس الوزراء في قصر معاشيق بالعاصمة المؤقتة عدن، حيث دعا الحكومة إلى تبني إصلاحات اقتصادية عاجلة، وتعزيز الشفافية، ومكافحة الفساد، في ظل تحديات متفاقمة تواجه البلاد.

وفي بداية الاجتماع، هنأ العليمي رئيس الوزراء الجديد سالم صالح بن بريك على نيل ثقة القيادة السياسية، متمنياً له التوفيق في أداء مهامه.

وقال العليمي إن الحكومة تواجه “لحظة مواجهة صريحة مع النفس”، مشدداً على أهمية العمل بروح المسؤولية لخدمة المواطنين وتعزيز الثقة الداخلية والدولية.

ودعا رئيس مجلس القيادة إلى تبني خطة شاملة للتعافي الاقتصادي، تشمل إعداد موازنة عامة للدولة وفق الإجراءات الدستورية، وتطبيق سياسات تقشفية واقعية، وتنمية الموارد غير النفطية. كما شدد على دعم استقلالية البنك المركزي وتمكينه من استخدام أدوات السياسة النقدية لكبح التضخم وتعزيز العملة الوطنية.

وأكد العليمي على محورية مدينة عدن في عملية التعافي الاقتصادي والبناء المؤسسي، مشيراً إلى ضرورة تفعيل مؤسسات الدولة من الداخل، وتواجد الوزراء ميدانياً إلى جانب المواطنين.

كما طالب بتأمين الموارد العامة للدولة وتوجيهها لتحسين الخدمات ودفع الرواتب، وتفعيل آليات الرقابة ومكافحة الفساد، بما في ذلك تشكيل اللجنة العليا للمناقصات.

وحث العليمي الحكومة على تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص وتسهيل عمل المنظمات الإنسانية، مشيراً إلى أهمية إنشاء هيئة عليا للإغاثة، وتقليص البعثات الدبلوماسية، وترشيد الابتعاث الخارجي.

وفي الشأن العسكري، جدد العليمي التأكيد على استمرار معركة “استعادة الدولة” سلمًا أو حربًا، واصفًا إياها بأنها “معركة بين الدولة واللا دولة”، مشددًا على التمسك بالمرجعيات الوطنية والدولية وعلى رأسها القرار 2216.

وأشاد العليمي بدور القوات المسلحة، مؤكداً التزام مجلس القيادة الرئاسي بدعمها وتحسين أوضاع منتسبيها. كما دعا إلى تمكين المرأة، وإنشاء هيئة لرعاية الجرحى وأسر الشهداء.

وشدد على ضرورة وجود خطاب إعلامي موحد ومؤثر، وتعزيز الجهود الدبلوماسية لكشف انتهاكات الحوثيين، وحشد الدعم الدولي لتصنيفهم كمنظمة إرهابية.

وفي ختام كلمته، قال العليمي إن اليمن يجب أن يُقدَّم كشريك جدير بالثقة يعتمد على نفسه، داعياً الحكومة إلى “التفكير خارج الصندوق” وبناء نموذج ناجح في المحافظات المحررة