تجددت خلال الأيام الماضية الاشتباكات بين قوات الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي في عدد من جبهات القتال، وسط استمرار الجهود الأممية والدولية الرامية لإحياء مسار السلام في البلاد التي تشهد حربا منذ نحو 9 سنوات.
واندلعت هذه المواجهات في عدد من الجبهات خصوصا بمحافظتي مأرب (وسط) وتعز (جنوب غرب)، بعد حالة من الهدوء النسبي استمرت منذ أشهر.
والسبت، أعلنت جماعة الحوثي مقتل 11 من ضباطها العسكريين بينهم اثنان برتبة عقيد، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.
وأفادت وكالة الأنباء (سبأ) التابعة للحوثيين بأنه تم تشييع القتلى في العاصمة صنعاء، دون ذكر مكان أو زمن محدد لمقتلهم.
وهذه هي أعلى حصيلة يومية تعلنها جماعة الحوثي بشأن الخسائر البشرية في صفوفها جراء المواجهات منذ حوالي عام، وفق مراسل الأناضول.
في المقابل، أعلن الجيش اليمني في محافظة تعز، مساء الجمعة، إسقاط طائرة مسيرة تابعة للحوثيين، أثناء تحليقها باتجاه مواقع عسكرية.
جاء ذلك بعد أيام من إعلان الجيش "إسقاط مسيرة تابعة للحوثي أثناء تحليقها باتجاه مواقع عسكرية في الجبهة الجنوبية لمحافظة مأرب".
كما أعلن الجيش اليمني، الثلاثاء، "مقتل اثنين من أولاد قائد اللواء 203 مشاة، العميد الركن هلال القامص، في مواجهات ضد الحوثيين بالجبهة الجنوبية بمحافظة مأرب"، وفق موقع (سبتمبر نت) الناطق باسم وزارة الدفاع.
وخلال اليومين الماضيين، أعلن الجيش الحكومي في أكثر من بيان، اندلاع مواجهات في عدة جبهات بمحافظة تعز، متهما الحوثيين بمحاولة التسلل المتكرر إلى مواقعه العسكرية.
فيما اتهمت جماعة الحوثي القوات الحكومية، مساء السبت، بأنها "شنت 8 غارات بالطيران التجسسي ، واستحداث تحصينات قتالية وتحليق 13 طائرة تجسسية في أجواء منطقتي حيس والجبلية جنوبي محافظة الحديدة الساحلية غربي البلاد"، حسب وكالة "سبأ" الناطقة باسم الجماعة.
** توجيه برفع الجاهزية
ومع عودة المواجهات المتقطعة عقد قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء ركن منصور ثوابة، السبت، اجتماعاً بقادة الوحدات والقطاعات العسكرية، لمناقشة أوضاع ومستجدات الجبهات، ومستوى جاهزية الوحدات على امتداد مسرح عملياتها، وفق بيان للجيش.
وأشار البيان إلى أن "ثوابة وجه قادة الوحدات والقطاعات العسكرية، برفع الجاهزية القتالية، مشددا على بذل أقصى الجهود في اليقظة العالية لمواجهة أي اعتداءات للحوثيين".
*تحركات إحياء السلام
وخلال الفترة الماضية، واصل المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ تحركاته الدبلوماسية في عدة دول، من أجل الدفع بعملية السلام في البلاد.
واليوم الأحد، عقد المبعوث الأممي مباحثات مع وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، تناولت سبل إحياء مسار السلام، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
وخلال اللقاء "استمع بن مبارك، إلى إحاطة من المبعوث الأممي الخاص حول نتائج زياراته الأخيرة إلى عدد من الدول المهتمة بالملف اليمني، وفرص وتحديات تحقيق السلام".
ومؤخراً زار المبعوث الأممي كلا من الولايات المتحدة والصين واليابان والسعودية وسلطنة عمان والإمارات، ضمن تحركاته الدبلوماسية الرامية لحشد دعم دولي لوقف الحرب وإحلال السلام في اليمن.
وتتكثف منذ فترة مساعٍ إقليمية ودولية لتحقيق حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفود سعودية وعمانية إلى صنعاء، وجولات خليجية للمبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ.
وتتصاعد بين اليمنيين آمال بإحلال السلام منذ أن وقَّعت السعودية وإيران، بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي، اتفاقا لاستئناف علاقتهما الدبلوماسية، ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات بين بلدين يقول مراقبون إنهما يتصارعان على النفوذ في المنطقة عبر وكلاء في دول بينها اليمن ولبنان.