حذر وزير الخارجية اليمني الجمعة من ان المتمردين الحوثيين قد يقوضون الجهود الدبلوماسية الجديدة للتوصل الى سلام مع مواصلة محاولاتهم للسيطرة على مدينة مأرب قبل مناقشتهم لأي وقف لإطلاق لنار.
وفي مقابلة مع فرانس برس قال أحمد بن مبارك إن الوسطاء العمانيين حققوا تقدما في الجهود للتوصل الى وقف لإطلاق النار، لكنه حض أوروبا على إبقاء ضغوطها على المتمردين.
وأضاف أن ايران التي تساند الحوثيين دعمت هجماتهم الدامية مؤخرا، معتبرا ان طهران تريد استخدام اليمن كورقة مساومة في المفاوضات النووية مع القوى الكبرى في فيينا.
وأشار السياسي اليمني البالغ 52 عاما والذي تولى حقيبة الخارجية في حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في كانون الأول/ديسمبر 2020 الى أن "هناك الكثير من الأمل في اليمن والتحديات ايضا".
وأدت حرب اندلعت عام 2014 بين الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية والحوثيين المدعومين من إيران الى احداث الكثير من الدمار في هذا البلد الفقير والتسبب بأزمة انسانية فيه دفعت الملايين من سكانه الى حافة المجاعة.
والسبت انتقل مسؤولون عمانيون الى العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون للضغط من أجل وقف إطلاق النار. ولعمان علاقات مع طهران والقوى الغربية على السواء بما يساعدها على العمل كوسيط.
وأعلنت حكومة هادي الخميس وقف الهجمات على أهداف للحوثيين من أجل تمهيد الطريق امام محادثات لوقف إطلاق النار.
وكان مبعوثا الأمم المتحدة والولايات المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث وتيم ليندركينغ الى جانب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد التقوا العُمانيين، ورأى بعض المسؤولين في ذلك خرقا دبلوماسيا.
لكن بن مبارك الموجود في أوروبا للضغط على المسؤولين لاتخاذ موقف قوي تجاه الحوثيين واخضاعهم للمحاسبة، رأى أن المتمردين تجاهلوا هذا الجهد الدبلوماسي.
وقال لوكالة فرانس برس "العمانيون يلعبون دورا حيويا (...) ولهذا السبب اعتقد انهم ارسلوا وفدهم الى صنعاء للتباحث مع القيادة السياسية للحوثيين".
وأضاف "لكن لم يصلنا أي رد منهم. الرد الوحيد الذي تلقيناه كان مجرد هجومين داميين وقعا أمس واليوم الذي سبقه".
- أوهام عسكرية
وفقا للحكومة أصابت صواريخ حوثية بالستية وطائرات مسيرة مفخخة في الهجمات الأخيرة أهدافا مدنية بينها محطة وقود ومركز احتجاز للنساء.
وتقول مصادر رسمية إن أكثر من 20 شخصا قتلوا منذ السبت بينهم طفل ونساء وعاملون في مجال الصحة.
ورأى بن مبارك في هذه الهجمات اشارة الى رغبة الفصائل الحوثية المتشددة في استمرار النزاع العسكري حتى سيطرتهم على مدينة مأرب الشمالية، الأمر الذي قد يؤدي الى تغيير حاسم في موازين القوى.
وقال "أعتقد أن هناك هؤلاء المتشددين الذين يعتقدون أن لديهم حقا إلهيا لحكم اليمن ولا تزال لديهم بعض الأوهام حول تحقيق نصر عسكري".
وأضاف "وهم يضغطون بقوة على مأرب، لذا لا يريدون حدوث أي شيء قبل ذلك، كما تعلمون، قبل الاستيلاء على مأرب"، في إشارة إلى آخر منطقة تقع تحت سيطرة الحكومة في الشمال.
وحذر بن مبارك "إذا حدث شيء في مأرب، فإن هذا سيغير المشهدين السياسي والانساني بشكل كامل ومأسوي"، لافتا الى ان "كل ما مررنا به قبل مأرب سيكون مختلفا بشكل كامل بعد مأرب، اذا إن مارب تستضيف ما لا يقل عن مليوني لاجئ ونازح".
وطالب الحوثيون التحالف بقيادة السعودية الذي رغم سيطرته على المجال الجوي اليمني لم يتمكن من وقف تقدم المتمردين على الأرض بالسماح بإعادة فتح مطار صنعاء.
لكن بن مبارك قال إن ذلك كان منذ مدة طويلة احدى ركائز خطة وقف إطلاق النار المدعومة من الأمم المتحدة والتي يجب قبولها حزمة واحدة، ويجب ألا تكون شرطا مسبقا لاجراء مفاوضات.
واعتبر أن الهجمات تظهر عدم احترام المتمردين التام للمبعوثين الدوليين في صنعاء، وهو يرى يد طهران من ورائهم.
وقال "أعتقد أن الإيرانيين لا يريدون أن يروا أي حركة في الملف اليمني قبل ضمانهم شيئا في فيينا. نحن لا نقبل ذلك. ولا نريد أن يأخذ الايرانيون اليمن رهينة".
ويجري ممثلون عن بريطانيا والصين وفرنسا والمانيا وروسيا، وجميعهم أطراف في الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، محادثات مع ايران منذ أوائل نيسان/أبريل.
- مقاربة جديدة
وعلى المحك الآن ان كانت الولايات المتحدة التي انسحبت في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي ستعود اليه، ما من شأنه تخفيف العقوبات عن ايران مقابل السيطرة على برنامجها النووي.
وزادت ايران من أنشطتها النووية التي كان قد تقلصت بموجب الاتفاق، في حين تحرص القوى الأوروبية على إعادة كل من طهران وواشنطن اليه.
لكن بن مبارك أشار إلى أن الولايات المتحدة فرضت هذا الأسبوع عقوبات على العديد من المتمردين الحوثيين، وجزء من ذلك يعود للضغط عليهم لإنهاء الهجوم على مأرب.
وفي حديثه الذي يأتي يعد لقائه مسؤولين كبارا في الاتحاد الأوروبي، شكر بن مبارك أوروبا على دعمها الإنساني ل28 مليون يمني يعانون الجوع، محذرا من أن هذا يجب أن يستمر حتى يحضر الحوثيون الى طاولة المفاوضات.
وقال "هذه كانت رسالتي لهم: حان الوقت لتبني مقاربة جديدة من قبل الاتحاد الأوروبي"، داعيا الاتحاد الى فرض عقوبات على الحوثيين لانه "حان الوقت لإستعادة السلام".
#عمان
#اليمن
#السعودية
#الحوثيين