نجحت أماني المليكي في مواجهة تداعيات الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي منذ ست سنوات، من خلال مباشرة تجربة جديدة في اليمن ببيع الورود وتحقيق موارد مالية ،بعد أن سدت أمامها أبواب تحقيق طموحها بأن تكون مذيعة تلفزيونية.
ونقلت صحيفة البيان عن أن ماني ذات الـ 26 عاماً إنها تخلت عن حلمها في أن تصبح مذيعة أخبار، واتجهت إلى بيع الورود وترتيب الحفلات والمناسبات في مدينة تعز التي عانت وما تزال تعاني من الحرب التي شنتها ميليشيا الحوثي على المدينة وحصار سكانها حتى اليوم، وبعد سنين من محاولتها الحصول على عمل يناسب دراستها.
عادت أماني ووالداها وإخوتها إلى مدينتها بعد فترة قصيرة على مغادرتها مع بداية الحرب، وتقول: شغفي الكبير بالمجال الإعلامي وتأثري بالكثير من الشخصيات الإعلامية، دفعني لاختيار هذا التخصص دون سواه،إلا أن هذه الحرب قضت على ذلك الشغف، وبدلاً من انتظار المجهول أو الانخراط مع أي طرف من أطراف الصراع تركت ذلك الحلم والطموح واخترت أن أعمل على مشروعي الخاص من جهة لكي استكمل دراسة الماجستير ومن جهه لأكون قادرة علي مواجهة ظروف الحياة، خاصة بما سببته الحرب من أوضاع اقتصادية سيئة.
التحول
كان لأماني العديد من المحاولات لخوض التجربة الإعلامية، إلا أنها لم توفق، إذا عملت محررة في بعض المواقع الالكترونية إلا أنها لم تنسجم، ومع هذا لم تيأس، فاتجهت نحو اليوتيوب وقامت بصناعه محتوى يتناول القضايا الإنسانية، ويعرض سلبيات الحرب وأهمية السلام،إلا أنها تعرضت للكثير من المضايقات حتى منعت من التصوير، لذلك اختارت طريقاً آخر بعيداً عن الإعلام.
وتضيف اخترت بيع الورود «لأنها الأقرب لقلوب الناس،إضافة إلى نُدرة وجود محلات خاصة ببيع الورود في مدينة تعز» وحتى إن وجد فيندر أن تتولى إدارته امرأة. وبثقة تقول :وجدت نفسي في العمل بين الورود لما لها من مدلول «فنحن نعيش وسط ظروف وضغوطات نفسية، ولهذا أردت اختيار شيء فيه من الجمال والمشاعر التي تخلق لدى الآخرين تفاصيل مفرحة».
صعوبات
وعن الصعوبات التي واجهتها في مشروعها تقول المليكي «واجهت صعوبات كثيرة لدرجة أنني في بعض الأوقات كنت أصل إلى مرحلة أقرر معها إلغاء فكرة المشروع،وأقول لنفسي إنني لن أقدر على إكماله»، وتضيف لكن الحمدلله تجاوزت الصعوبات وكان لابد أن أتجاوزها ومازلت أتجاوزها إلى هذه اللحظة، «لأن المشروع حلم رسمته وكان لابد من الإصرار على تحقيقه مهما كانت الصعوبات»، وتشرح أبرز الصعوبات التي واجهتها وتقول: «عدم القدرة على حصول على قرض مالي من أحد البنوك،ومن ثم إيجاد مكان يتناسب مع الوضع المالي والعادات والتقاليد والجانب الأمني، والخوف من الفشل» كانت صعوبات قاسية إلا أنني لم أستسلم.
المساندة
وبخصوص تغلبها على تلك الصعوبات تؤكد أن أسرتها كانت أبرز الداعمين لها، وكذلك المخرج مروان المخلافي الذي وقف إلى جانبها. بتنهيدة وألم كبيرين تتمنى أماني أن تنتهي الحرب وتعيش بسلام،وأن يتوسع مشروعها ويصبح علامة مميزه في المدينة، فهي تسعى لرسم السعادة على وجوه الآخرين،في بلد آلمتها الحرب وأحزنها العنف.