: تحت عنوان “اليمن مع النساء المقاومات” على صفحتها الأولى، خصصت صحيفة “لاكروا” الفرنسية ملفاً حول اليمن في عددها الصادر اليوم السبت، قائلة إنه اعتقاد منهن أنهن محميات من قبل التقاليد التي بحسبها تعتبر الحرب “شأناً ذكورياً”، فالنساء اليمنيات انخرطن في الاحتجاج ضد المتمردين الذين يسيطرون على شمال اليمن منذ خمس سنوات. وهو التزام دفعن ثمناً باهظاً مقابله، حيث تعرضن لاعتقالات تعسفية وعمليات خطف وتعذيب واغتصاب، حطمت الحصانة الرمزية التي كن يتمتعن بها منذ عقود.
وتحدثت الصحيفة عن الشابة سونيا صلاح، البالغة من العمر 31 عاماً، وهي أم لأربعة أطفال. أمضت نحو عام وراء القضبان في مختلف السجون في شمال اليمن، فقط بسبب انتمائها لمنظمة تناضل من أجل إطلاق سجناء الرأي في المناطق التي يسيطر عليها المسلحون الحوثيون، الذين اتهموها وبدون دليل بأنها عميلة سرية دفعتها السعودية أو الإمارات العربية المتحدة لإثارة ثورة شعبية.
وتروي سونيا للصحيفة الفرنسية تفاصيل الصدمات الكهربائية والخدوش والضربات التي تعرضت لها أثناء الاستجواب: “ذات مرة وقفت معصوبة العينين ويدي ورجلي مقيدتين لأيام دون انقطاع. كانوا دائما يسألون نفس الأسئلة. بمجرد أن أنام أو أعطي إجابة لم تعجبهم يضربونني أو يلقون عليّ الماء البارد”. وتقول الشابة إنها لم تعد تتعرف على جسدها الذي أصبح أزرق وأسود بالكامل بعد عدة أشهر: “عندما انتهى اعتقالي، لم أستطع الرؤية ولا المشي”.
“لاكروا” أشارت إلى أنه منذ إحكام الحوثيين السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء في أواخر عام 2014، تم سجن 420 امرأة في هذه المدينة لوحدها بسبب أنشطتهن السياسية. وسونيا واحدة منهن، وتحاول الآن اللجوء إلى مصر بعد أن باتت عائلتها ترفضها.
وأوضحت الصحيفة أنه على الجانب الآخر من البحر الأحمر، تعد العاصمة المصرية القاهرة بالفعل أحد مخارج الطوارئ القليلة للناجين من سجون الحوثيين، على غرار وفاء محمد الشبيبي، التي نجت بفضل المساعدة الفريدة من المنظمات الدولية وتضامن الأسرى الحوثيين السابقين في القاهرة. ثم لجأت منذ عامين إلى مصر، بعد إطلاق سراحها بعد أن أدلت باعتراف كاذب أمام الكاميرا. وهي اليوم، تعيش في الطابق السابع في برج مخيف، مع شرفات صغيرة محرومة من ضوء الشمس ومثقلة بالخردة. كانت ضابطة شرطة سابقاً في صنعاء. وتروي هذه الشابة البالغة من العمر 33 عاماً صعوبة الحياة في مصر: “لا توجد مدرسة لأطفالي الثلاثة الذين فروا معي. أحياناً نواجه صعوبة في إطعام أنفسنا”.
بحسب السجينتين السابقتين، هناك عدة أقسام توظف هؤلاء النساء. يوجد في إحداها حوالي 5000 امرأة، مسؤولة عن قمع مظاهرات النساء، واعتقال بعضهن في منازلهن، والتجسس على الأخريات، ولكن أيضًا “تشجيع الاغتصاب”.