الرئيسية - أقاليم - تهاني،، قصة معاناة يمنية في زمن الحرب وكورونا
تهاني،، قصة معاناة يمنية في زمن الحرب وكورونا
الساعة 01:51 ص (راي اليمن-غادة الحسيني)

 

"لست وحدي" هكذا ابتدأت تهاني حديثها وتفاصيل حياتها التي تغص بالمعاناة، ملامح وجهها تقول أكثر من الكلمات، روحها مقهورة وعينيها الحزينتين تجيب على جميع اسئلتنا، وتواسي نفسها بشعورً لم يقتصر عليها فحسب بل تعرف كثيرات ممن تطلقن لنفس السبب، حد قولها. وهو ما بدا واضحاً انها أخرجت هذه الكلمات من شدة تعرضها للانتقادات التي تسمعها من الاسرة والمجتمع كل يوم.

وبصوت مليء بالحسرة تسرد تهاني قصتها: "هناك بعض المشاكل التي لا يمكن إصلاحها وسط مجتمع لا يرحم المتواني ولا يغفر لمن يخطئ، كنت متزوجة منذ أكثر من عشر سنوات ولدي أربعة أطفال وزوجي كان يعمل حارس في إحدى المطاعم، وبدأت الحرب وانقطع عن عمله لفترات ثم نزحنا إلى مأرب وهناك عمل فيها حارساً ايضاً لاحد المطاعم، بدأت أزمة كورونا وفرض علينا الحجر المنزلي، لكن هذه المرة تختلف كثيراً عن سابقاتها".

تصمت لبرهة وتواصل: "كان عصبياً في المنزل لدرجة لا تحتمل، كان لا يمر يوم دون أن يتلفظ عليَّ بألفاظ سوقية وعلى أطفالنا، وتطورت المشاكل وبدأ يطردني بشكل شبه يومي، وذات يوم تصاعدت المشاكل واشتد غضبه فحاولت تهدئته رغم أن الخوف كان يتملكني لكنه لم يهدأ فضربني، قررت في تلك اللحظة أخذ أطفالي وذهبت إلى محافظة الجوف لأبدأ شوطاً جديداً من المعاناة.

تعرضت تهاني للكثير من الانتقادات من أسرتها مما ضاعف من معاناتها ولم تجد ما يخفف عنها مرارة الألم، فقد كان والدها يعاتبها دائماً ويصفها بأنها غير صبورة كالنساء الاخريات كما قالت، وكلما تتذكر تهاني ضغط والدها وتقارنه بوجع وقهر حياتها مع زوجها تقرر أنها لن تعود إلى تلك الحياة، رغم الظروف الصعبة التي يعيشها والدها لكن المقارنة كبيرة بحسب وصفها، وتضيف: شكلنا أنا واطفالي عبئاً إضافياً لأسرتي لكن هذا قدر فرض علينا.

كورونا ومعاناة المرأة اليمنية 

تقليص ساعات الدوام وتسريح البعض من عمله بسبب كورونا عمل على زيادة الضغوط النفسية لدى أفراد الأسرة وساعد كثيرًا في ظهور حالات الاحباط والقلق والاحتكاك، والنساء والأطفال هم من يدفعون الثمن بحسب ما تحدثت الينا انتصار الرداعي، معالجة نفسية بالخط الساخن التابع لاتحاد نساء اليمن.

وأشارت الرداعي إلى ان التعثر المادي للأسر نتيجة زيادة الصعوبات الاقتصادية وتقليص المستحقات الشهرية انعكس بالضغط على المرأه لأنها المعنية بتدبير أمور البيت، وهذا نمط حياة سائد لدى الأسر اليمنية.

وأضافت أن الضغوطات النفسية وبؤس الحال أدى إلى اضطرابات سلوكية مستقبلية لها وللأطفال، ونصحت بتفعيل وتوسيع برنامج الأسر المنتجة لما له من دور مهم في معالجة وضع الاسر اليمنية في زمن كورونا.

تبعات خطيرة

ليس بالقرار السهل ان تنفصل تهاني عن زوجها، لكن الطرق جميعها أغلقت بوجهها، كما أن تبعات الطلاق تجدها ثقيلة عليها بدءاً من نظرة المجتمع اليمني للمطلقة وانتهاءً بالمسؤولية الثقيلة التي ستتحملها وحدها وهي تعول أربعة أطفال في زمن الحرب والفقر.

تهاني ليست الأولى ولا الأخيرة التي انفصلت بهذه الطريقة، أوجاع اليمنيين خاصة النساء تتضاعف.

يبقى ثمة سؤال يفرض نفسه على اليمنيين صباحا ومساء من كل يوم، إلى متى سيظل الحال هكذا في بلدٍ لا يبدو أن سُحب الحرب فيه ستنقشع؟ ومتى الحرب تضع أوزارها؟

تم إنتاج هذه المادة كإحدى مخرجات برنامج " الكتابة الصحفية الجيدة لقضايا العنف القائم على النوع الاجتماعي في ظل جائحة كوفيد19" الذي ينفذه مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA

  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن