في خطوة وصفها مراقبون بأنها تحد لقرارات الشرعية الدولية والمواثيق والاتفاقات العالمية، وتكشف حقيقة دعم إيران للمليشيات في المنطقة، وزعزعة الأمن والسلم الدوليين، أعلنت وكالة "فارس" الإيرانية، السبت، عن المتحدث باسم الخارجية الايرانية قوله: إن بلاده قد أوفدت سفيرا جديدا إلى صنعاء" التي تقع تحت سلطة الانقلاب الحوثي"، وأنه قد وصل دون الكشف عن تاريخ وصوله.
الوكالة ذكرت أن " السيد حسن إيرلو" سيقدم اوراقه لحكومة الحوثيين، بصلاحيات مطلقة وسفير فوق العادة، في خطوة مماثلة كانت قد سبقتها مليشيا الحوثي الإنقلابية بعام، حيث عينت ابراهيم الديلمي سفيرا لها فوق العادة ومفوضا لدى ايران، وهو ما حدا بالمتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي حينها للقول بأن بلاده بصدد تعيين سفير لها لدى صنعاء.
*موقف رسمي*
الحكومة اليمنية أدانت في ذات الوقت واستنكرت بشدة قيام النظام في إيران، الذي وصفته بـ"الداعم الأول للإرهاب في العالم"، بالاعتراف بممثل ميليشيا الحوثي الانقلابية وتسليمه المقار الدبلوماسية والمباني التابعة للجمهورية اليمنية في طهران..معتبرة تلك الخطوة "مخالفة صريحة وواضحة لميثاق الأمم المتحدة واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالشأن اليمني لا سيما القرار 2216"..محملة النظام في إيران مسؤولية تبعات هذا "الانتهاك الصارخ الذي يؤكد تورط إيران في دعم ميليشيا الحوثي الانقلابية واعترافها بها"
*دلالات*
ويرى مراقبون بأن ايران قد ارسلت حاكمها الفعلي على مليشيا الحوثي التي تسيطر بقوة السلاح على بعض المناطق اليمنية، وذلك في إطار الهيمنة الإيرانية على وكلائها في المنطقة، والتي تستخدمهم لتنفيذ أجنداتها كأدوات محددوي الصلاحية لتضعهم في مكب النفايات وخارج الفعل السياسي.
وتعيش ايران وضعا اقتصاديا مهزوزا، وأزمة إنسانية خانقة، وقمع للحريات مع تزايد حدة الاصوات المطالبة بالتغيير والاهتمام بالشعب، فتحاول التغطية على ذلك بوهمية الانتصار لمشروع تصدير الثورة الخمينية، من خلال دعمها للمليشيات في المنطقة تحت يافطات الكذب والادعاء.
*تعدد الدعم*
وفي وقت سابق اعترفت ايران بدعمها للحوثيين عسكريا من خلال تمكينهم من صناعة الطائرات المسيرة والصواريخ للهجوم على السعودية. يأتي ذلك بعد أن أعلن مسؤولون أمريكيون أن سفينة عسكرية تابعة للبحرية الأمريكية صادرت "شحنة كبيرة" لأجزاء مما يشتبه أنها صواريخ إيرانية متجهة للحوثيين باليمن.
وكانت الحكومة اليمنية قد احتجزت سفينة جيهان أواخر 2013 محملة بالأسلحة والمتفجرات الإيرانية وهي في طريقها للحوثيين في إطار الترتيب المسبق حينها للإنقضاض على مؤسسات الدولة..
هذا الدعم العسكري، رافقه دعم لوجستي، وذلك من خلال خبراء ايرانيين ومن حزب الله في لبنان، وما تلا ذلك من دعم سياسي بدا جليا الان من خلال تبادل السفراء بين ما تسمى دولة! ومليشيا..
*موقف رسمي سابق*
وكانت الحكومة اليمنية اتخذت في اكتوبر 2015، قرارا بطرد سفير إيران من صنعاء، وسحب القائم بأعمال السفارة اليمنية بطهران، واغلاق البعثة الدبلوماسية الإيرانية في اليمن، وذلك احتجاجا على استمرار تدخل طهران في الشؤون الداخلية لليمن، وانتهاك السيادة الوطنية بجملة من الاعمال والممارسات العدائية بحسب مصدر مسؤول في الرئاسة اليمنية حينها.
وعلى الرغم من إجلاء البعثات الدبلوماسية الأجنبية من صنعاء عام 2015 ، وإغلاق السفارات ابوابها، إلا أن إيران أبقت التمثيل الدبلوماسي من خلال قائم بالاعمال في سفارتها بصنعاء، في إشارة واضحة إلى التناغم السياسي والتخادم الصريح بين ايران والحوثي.