فرض مسؤولون ألمان حظراً على بيع محركات طائرات لإيران، بعدما تمّ اكتشاف أنها تُستخدم في الطائرات المسيرة العائدة للحوثيين، التي تهاجم من خلالها المملكة العربيّة السعودية.
وذكرت التقارير أنّ "قوات الحوثي تستخدم طائرات مُسيرة تعمل بمحركات ألمانية الصنع في ضربات جوية داخل اليمن وخارجه". وتستخدم هذه الدرونز محركاً ألمانياً ذا أسطوانتين، جرى تصميمه بشكل خاص للطائرات المتطورة التي يصل طولها إلى مترين، ويزن نحو 20 كيلوغراماً، ويمكّن الدرونز من المناورة في الهواء.
وتقدّم إيران الدعم لقوات الحوثي في اليمن بالسلاح والمال. وفي العام 2018، زوّدت طهران المقاتلين بطائرات مسيرة يبلغ مداها مئات الكيلومترات ويمكنها حمل شحنة من القنابل.
والجيل الأول من الطائرات المسيرة كان مزوداً بذيل على شكل حرف "V"، ويحمل كاميرا للاستطلاع الجوي، وحمولة قنابل بوزن 18 كيلوغراماً. إلا أنه عندما تحطمت هذه الطائرات بشكل متكرر في اليمن، اكتشف خبراء الأمم المتحدة أنها مكونة من محرك ألماني الصنع تبلغ تكلفته 1300 يورو.
وتقوم شركة صغيرة تسمى "3W" وتتخذ من مدينة هاناو الألمانية مقراً لها، بتصنيع هذا المحرك الذي تبلغ قوته أقل من 12 حصاناً. ورغم أن الأرقام التسلسلية لمحركات الطائرات المسيرة المحطمة قد تبدّدت، إلا أن خبراء الأمم المتحدة تمكنوا من إعادة تجميعها ومعرفة صفقة الحصول عليها، إذ طلبت شركة "Eurowings Aviation" اليونانية 42 محركاً بمدى يتراوح بين 1200 و1500 كيلومتر وبسرعة تصل إلى 250 كيلومتراً في الساعة، من الشركة المصنعة للمحركات في هاناو.
وتنتمي "Eurowings" إلى شركات تنشط بالأساس في أعمال الطيران منذ سنوات، وتقدم كل الخدمات المتاحة في هذه الصناعة بدءاً من التذاكر، إلى ساعات الطيران.
وذكرت التقارير أنّ "الشركة المصنعة للمحركات سلمت الشركة اليونانية المحركات المطلوبة في 22 حزيران 2015، ثم انتقلت هذه المحركات بعدها بـ10 أيام على متن رحلة للخطوط الجوية التركية إلى شركة في طهران، ومنها نقلت إلى اليمن سراً، حيث جرى تجميع الطائرة المسيرة يدوياً استناداً لتكنولوجيا إيرانية".
وبذلك، انتهكت الشركة اليونانية القوانين الألمانية التي تمنع نهائياً إعادة بيع السلع ذات الاستخدام المزدوج "سلمي وقتالي" إلى دول غير أوروبية.
وفي السياق، قال رئيس الشركة المصنعة "3W"، كارستن شودت، في تصريحات للقناة الأولى بالتلفزيون الألماني: "في آب 2015، طلبت منا الشركة اليونانية شحنة أخرى، وبالطبع لم تكن لدينا أي مؤشرات على نقل هذه المحركات لإيران، لكن هيئة حماية الدستور الاستخبارات الداخلية في ألمانيا تدخلت ولم ننفذ الشحنة الثانية".
ومن الواضح أن سبب قلق الهيئة الألمانية هو معرفتها بأمر الطائرات بدون طيار، والخطر الذي تمثله للبنية التحتية في الدول المجاورة لليمن. ومع هذا، فقد بات في أيدي قوات الحوثي في الوقت الراهن وجماعات أخرى مثل حزب الله، مجموعة متنوعة الطرازات من الطائرات المسيرة، التي غالباً ما يتم تصنيعها في إيران، أو تنقل إلى اليمن ولبنان في أجزاء، ويجري تجميعها هناك، وذلك وفقاً لموقع "tagesschau".