اجرى موقع" يمن فيوتشر "مقابلة مع شقيق عبدالله الاغبري الشاب الذي قتل في صنعاء، يعيد" راي اليمن" نشرها .
عبدالله الاغبري.. من هو هذا الباحث عن عمل في الجحيم..كيف فاضت روحه تعذيبا الى السماء، وكيف تلقت عائلته النبأ؟..بالنسبة لعائلته فان عبدالله "المكافح" لم يكن يعرف التعب، لهذا تحمل محنة التعذيب حتى النهاية. وهيب الاغبري تحدث عن قصة اخيه عبدالله. هذا اهم ما جاء فيها:
•يمن فيوتشر: حدثنا اولا عن عبدالله..عن عائلته..؟
-عبدالله الاغبري طالب في الثانوية العامة، كان هذه السنة من المفترض ان يدخل اختبارات ثالث ثانوي، لكن لم يحالفه الحظ..هو شخص متواضع وبسيط. انا اخوه من الاب وله ثلاثه اشقاء من ابيه وامه. عبدالله شخص متواضع، عايش في الريف، وهذه هي اول مرة له يطلع الى صنعاء .
• يمن فيوتشر: عبدالله الاغبري هذا الشاب الذي شغل دنيانا اثر مقتله.. ماذا كان يتمنى..الى ماذا كان يطمح؟
-عبدالله كان يشتي يشتغل فقط..هو طبعا يعيل اسرته بعد ابيه. عنده طموح كأي يمني لديه طموح.
• يمن فيوتشر: الهذا هو التحق بالعمل في صنعاء، مع انه لم يزرها من قبل..كيف كان له ذلك، وفي محل السباعي تحديدا لبيع وصيانة الهواتف النقالة؟
-التحاقه في محل السباعي كان عبر مقاول في الاعبوس، اسمه صبار، هو قريب السباعي، وحسب ما قال لي اخو صبار "نجيب"، ان احد المدرسين في القرية هو الاستاذ رياض محمد مسعد، هو من توسط لعبدالله، ودخله يعمل في البداية مع هذا صبار لمده ثلاثة ايام..بعدها قال له المقاول، انه معهم محل تلفونات لاحد اقاربه، واتوسط له وطلع للعمل هناك في صنعاء.
• يمن فيوتشر: هل سبق لعبدالله ان عمل في هذا المجال..قطاع الاتصالات؟
- هو اول مرة يشتغل بمحل تلفونات.
عبدالله بالبلاد كان عايش يدرس ويشتغل في الاجازة. يشتغلوا مع مقاولين في طرق، او اي حاجة، هو رجل مكافح ..كان مستواه التعليمي يعني ينجح نجاح..انت تعرف مايعنيه الدراسة والشغل.
• يمن فيوتشر: لكن يقال ان عبدالله كان غادر الى البلاد، ثم استدعاه السباعي للعمل مرررة اخرى؟
-لا غير صحيح .. طلع عبدالله يوم 15 اغسطس، بدل ما يدخل الامتحانات طلع صنعاء، ماصدق انه حصل عمل.
• يمن فيوتشر: متى اخر مرة التقيت بعبدالله؟
-اخر تواصل لي مع عبدالله، كان عبر التلفون بعد العيد قبل ما يطلع صنعاء، ماكنتش مختلط معه كثير، كان يجي عندي يوم الجمعة ويجلس لليوم الثاني ويمشي.
• يمن فيوتشر: قبل ذلك الم تلتق به.. بماذا كان يفكر؟
-التقيت به شخصيا قبل العيد في الحوبان، جاء لعندي للبيت مرتين، كان يبحث عن عمل، الاتصال حقه بالعيد كان يقولي يا اخي لو تحصل لي عمل، قلت له كمل الثانوية العامة، واختبر وان شاء الله خير.
• يمن فيوتشر: هل حدثكم بشيء عن مشاكل في عمله الجديد؟
-انا ماكنتش عارف انه في صنعاء، واتفاجأت لما عرفت بالخبر كيف طلع صنعاء، ومع من ؟
• يمن فيوتشر: انت قلت في السابق، انك ابلغت بوفاة عبدالله انتحارا.. هل صدقت قصة الانتحار هذه؟
- لا. لم اصدق الخبر اتصلت "ببن عمي" واحد زملائي هناك، وقلت لهم روحوا قسم "الصياح"، حسب ما كلمنا الاستاذ رياض، وجاب لي رقم اتواصل معه، وهذا طلع شيخ يقرب للسباعي وقال لي نفس كلام رياض.
وبعد ما راحوا زميلي، وبن عمي للقسم اتصلوا بي، وقالوا لي اطلع صنعاء القضية مش انتحار، القضية قتل، وانا تحركت على طول صنعاء.
• يمن فيوتشر: هل اظهر لكم عبدالله، خوفه من العمل الجديد؟
- انا لم اتواصل معه مؤخرا.
• يمن فيوتشر: كيف تلقيتم الخبر وكيف كانت مواقف الناس معكم؟
-انا تفاجأت. يوم الجمعة كان بعد المغرب 27 اغسطس، اتصل بي الاستاذ رياض وقال لي عبدالله انتحر.
كان الخبر بالنسبة لي صدمة مش مستوعب كيف ابلغ اخواني. كيف ابلغ امه مانش مصدق..كيف طلع صنعاء ومع من طلع.. تحركت الى صنعاء وماكنتش متوقع ان عبدالله بايقتل بهذه الطريقة، شخص مسكين يقتل بهذه الطريقة. عبدالله مسالم.. مش مزعج. هو مسالم جدا.
• ألذلك هو تحمل كل هذا التعذيب الوحشي؟
-عبدالله لم يشتك منه احد في القرية لم تحصل شكوى لا منه، ولا من اخوانه، عبدالله مكافح يشتغل في البلاد، يشتغل في الطرقات يشتغل مع المقاولين.عبدالله تحمل هذا الضرب الذي وقع له في جسمه، لانه كان يشتغل..لو ماكانش يشتغل بهذي الاشياء الثقيلة، ماكنش بايتحمل كل هذا التعذيب خلال الفترة الطويلة..جسمه تحمل للاخير لما قضوا عليه.