أحرق نفسه، حميد الحبيشي، الاربعاء احتجاجا بعد أيام من تعطل عمله كبائع آيس كريم متجول وهو يركض وراء أسطوانة غاز من عاقل حارة بمدينة إب، وهم الذين تفوضهم ميليشيات الحوثي الارهابية صرفها وتوزيعها حسب معاييرها العنصرية المهينة، والتحري بعد الناس ومصادر ارزاقهم ورفع التقارير بمن هو حوثي يستحق من غيره لا غازا ولا حياة.
وبالنسبة لرجل معدم كحميد يغدو الغاز عند الحاجة اساس وجبات أسرته الفقيرة، لا يستطيع العيش والحياة بدونه، ولا يملك تكاليف ابسط الوجبات من المطاعم.
بصورته المسمرةالتي احرقتها الشمس متجولا يكدح لبيع الايسكريم لأيام تحت حر الشمس لتوفير مبلغ يكفي لشراء أسطوانة غاز بقيمتها المضاعفة بفحش حوثي، وهي سبب حياة وكرامة بالنسبة له.
ويضطر الرجل لترك عمله متواضع الدخل لتسول العاقل أسطوانة غاز، ثم لا يجدها، لأنها تصرف بمعايير عنصرية الولاء الحوثي..
وبما انها هي الحياة، وأمام عجزه عن توفير أسطوانة غاز في هذا العهد الميليشياوي الاجرامي، دفعه القهر لمحاولة الانتحار حرقا وقهرا سعيا للخلاص من هذه الإهانة المركبة
وبالنسبة للجماعة الحوثية الإرهابية فلا قيمة ولا كرامة للمواطن ولا حقوق (بما فيها المدفوعة بثمن فاحش) اذالم يكن حوثيا، ومنغمسا بعمل ذي صلة بإرهابها مقاتلا او محشدا او واشيا او مجرما او لصا..
ومن يضطر لاعالة أسرته بشرف، وبدخل محدود تستعصي معه البدائل باهظة الثمن، فستوفر له أسباب الإهانة والقهر فالانتحار
إنها الحوثية التي لا يستطيع انسان بأدنى قدر من الكرامة ان يتعايش معها.
من صفحة الكاتب على فيسبوك