كشف موقع “ذي ميديا لاين” الأمريكي، الأربعاء، نقلاً عن مصادر في محافظة عمران شمالي العاصمة صنعاء، أن الحوثيين أمروا اليهود اليمنيين المتبقين في البلاد بالمغادرة.
ونقل الموقع عن زعيم عشيرة اليهود في المحافظة، قوله، إن "الحوثيون حاصروا اليهود المتبقين في منتصف يوليو / تموز لاستجوابهم بشأن اتصالاتها بيهود أخرين خارج اليمن".
وأضاف قدير “دخل الجنود منزل عائلة يهودية في احدى القرى واستجوبوا أفرادها حول مراسلاتهم مع إسرائيل، ومقدار ممتلكاتهم في القرية ومناطق أخرى، وما إذا كانوا على اتصال بأقاربهم المقيمين في بلدان أخرى أم لا”.
وقال: “خلال السنوات القليلة الماضية، حُرم اليهود من كثير من حقوقهم. لم يعد بإمكانهم السفر إلا بإذن مسبق من مشرف المنطقة المعين من قبل الحوثيين “.
من جهته، قال سعيد أحمد أحد السكان المجاورين لقرية اليهود بعمران، إنه “في 12 يوليو / تموز، اعتقل الحوثيون سبعة يمنيين يهود بعد استجوابهم وتفتيش بعض منازلهم، كما أمروهم بمغادرة البلاد، وفرضوا عليهم شروطًا معينة فيما يتعلق بممتلكاتهم، وأبرزها أنهم لا يستطيعون بيعها إلا لسكان المنطقة. أو للدولة – بمعنى للحوثيين أنفسهم.
وقال أحمد إن سلطات الحوثيين ترتب الآن خروجهم من اليمن، ومنحهم آلية محددة للسفر والتواصل وإجراء الأعمال.
وحسب مصدر في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل اليمنية تحدث للموقع الأمريكي، فإن “باقي اليهود في اليمن لا يتجاوز عددهم 22 عائلة معظمهم يعيشون في محافظة عمران”. يعيش آخرون في محافظتي صنعاء وصعدة.
ومن المعلومات المتاحة وشهادات أفراد الجالية الذين غادروا بالفعل، يمكن أن يكون العدد الحالي لليهود في اليمن 43 شخصًا في صنعاء وأكثر من 60 في محافظة عمران.
.
وأشار المصدر إلى تقارير غير مؤكدة عن يهود يقبعون في السجون على مدى السنوات الثلاث الماضية، حيث يستخدمهم الحوثيون كورقة مساومة سياسية دون إثارة الغضب الدولي.
وقال مصدر في وزارة الداخلية لـ “ميديا لاين” إن “السلطات العليا” -التابعة للحوثيين- في اليمن لها مصلحة في إبقاء الأمور المتعلقة باليهود سرية.
وأوضح المصدر أن “القرارات المتعلقة بعمليات الترحيل أو التحقيقات أو أي إجراء ضد اليهود صادرة عن مسؤولي استخبارات تحت قيادة الحوثيين”. مضيفًا أنه “يتم توجيه قوات الأمن بعد ذلك لاتخاذ إجراءات معينة”.
وأبلغ المصدر نفسه ميديا لاين أن عمليات ترحيل يهود من اليمن قد تتم في الأشهر المقبلة، مدعيا أن هناك تدخل من قبل “القوى العظمى” والمبعوث الخاص للأمم المتحدة، فضلا عن معلومات عن مغادرة يهود اليمن إلى الإمارات العربية المتحدة والأردن.
وكانت صحيفة "العربي الجديد"، قد ذكرت قبل أيام، عن مخطط إماراتي لنقل آخر ما تبقى من يهود اليمن، إلى أراضيها، بعد توصلها لاتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وذكرت في لقاء مع حاخام يهودي باليمن، طلب عدم الكشف عن اسمه لاعتبارات أمنية، أن الإمارات تخطط لإنهاء وجود اليهود في اليمن، من خلال نقل آخر ما تبقى منهم إلى أراضيها، وعددهم نحو 100 شخص.
وأضافت أن آخر يهود اليمن رفضوا عروضا سابقة للهجرة إلى إسرائيل أو الولايات المتحدة، بالرغم من تعرضهم للاضطهاد من قِبل الحوثيين، مع استمرار الحرب الداخلية في البلاد.
وتشير التقديرات إلى أن عدد اليهود اليمنيين كانوا 200 ألف يمني قبل أن يبدأ عشرات الآلاف منهم بالمغادرة مطلع القرن الماضي. ووصلت الهجرة الجماعية إلى ذروتها في عامي 1949 و 1950 من خلال عملية ماجيك كاربت، وهي مهمة للحكومة الإسرائيلية، والتي جلبت حوالي 50.000 شخص من اليمن إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. نُقل عشرات آخرون إلى إسرائيل، في 2013 و2016، في رحلتين تم إبقائهم