الرسم هو تعبير عن الأفكار والمشاعر، يتمّ من خلال خلق صورةٍ جماليةٍ ثنائية الأبعاد بلغة بصرية، ويعبر عن هذه اللغة بأشكال وطرق مختلفة، وخطوط وألوان، تنتج عنها أحجام، وضوء وحركة على سطح مستوٍ، ويتمّ دمج كلّ هذه العناصر بطريقةٍ معبرة، وذلك لإنتاج ظواهر حقيقية، أو خارقة للطبيعة، ولإظهار علاقات مرئية مجردة بالكامل أيضاً، ويستخدم في ذلك الزيت، والأكريليك، والألوان المائية، والحبر، وغيرها من الدهانات المائية، بحيث يقوم الرسام باختيار شكلٍ معين، مثل: الجدارية أو اللوحة، أو أيّ مجموعة متنوعة من الأشكال الحديثة، تتضافر كلّ هذه الخيارات، بالإضافة إلى أسلوب الفنان الخاص، ليحقق بها صورةً مرئيةً فريدة ومختلفة.
رسامتنا الشابة أحلام جمال عبدالله الحاج من محافظة الضالع جنوب اليمن ترسم وكأنها قضت عقودا تلاعب الفرشاة وتراقص الالوان تحكي لنا عن مسيرتها الفنية التي انطلقت منذ وقت مبكر تحديدا عند الثامنة من العمر في العاصمة صنعاء حين كانت ترسم على الكراريس والورق واجهتها صعوبات ومعوقات كثيرة إضافة لدراستها العلمية حيث تتميز بالذكاء وفي كل مرة تأتي الأولى بتفوق .
تحكي أحلام أنها ثابرت ولم تستسلم لليأس مطلقا حتى وصلت إلى هدفها ومازالت تطمح أن تحقق أكثر من ذلك , مشيرة أن السبب الرئيسي في تفوقها هو المحيط الأسرى والمحيط الدراسي حيث كان لهم العامل الأكبر في نجاحها وتفوقها سواء في المجال الفني أو التعليمي وأنها استطاعت أن توفق بين دراستها وموهبتها فقد جعلت الدراسة هي الهدف الاول وفي وقت الفراغ تمارس روتين الرسم وهذا هو دأب المتفوقين حيث أن طموحها في المستقبل ان تكون دكتوراة في مجال الطب لخدمة المجتمع وكذلك امنيتها أن تكون رسامة عالمية حيث تتمنى أن توصل رسالة الرسم الانسانية للعالم أجمع كما حصل مع قصة الطفل النازح في محافظة مارب والشابة الأردنية أحلام في محافظة صافوط.
المحيط الأسري
تحكي والدتها الفاضلة المعلمة والتربوية الناجحة إشراق عبادي الذي كان لها دور كبير في إبراز موهبتها فقد ساندتها ووفرت لها الأدوات المستخدمة في الرسم والوقت وكانت تشجعها بين الحين والآخر كنوع من التحفيز الذهني .
تقول امها عن الفن التشكيلي هو أجمل الفنون واجمل عالم يعيشه المرء وهو اساس كل شيء حولنا لأنه من صنع الإنسان وتحكي عن بدايات طفلتها التي لم تعرف معاهد الرسم أو تشارك في أي مسابقات بل صقلت موهبتها بنفسها وتحكي عن دورها كام انها ستقف بجانب ابنتها حتى تراها رسامة محترفة لتحلق في عالم التمييز وتنظر لمستقبل ابنتها بكل امل وفخر سواء في مسيرتها الفنية أو العلمية وهو ما يؤكده والدها الدكتور جمال الحاج الذي شغل منصب سفير سابق في دولة الهند الصديقة .
يحكي انه رغم انشغالاته الدبلوماسية الا انه لم يهمل موهبة ابنته ورعايتها فقد أشرف بنفسه على صقل موهبتها ورعايتها ويحكي عن رسوماتها فيقول هي كطفلة لم تدرس على يد فنانين تشكليين بل اختارت اسلوبها الخاص وطريقتها الخاصة ويعتبر الرسم شي من الجمال ومستعد أن يوفر لابنته كل متطلباتها وفي كافة المجالات فابنته قطعة من الروح لا يستغنى عنها وأنه يرى لها مستقبل مبهر في المسيرة التعليمية والفنية .
رسالة خاصة للقلوب
من جانبه يقول اخوها المهندس محمد جمال الذي شجعها معنويا وماديا رغم احتياجي للوقت لكني لم ابخل عليها وقدمت لها الحافز المعنوي الذي كان له الأثر الكبير في نفسها , مردفا ان المشوار لازال بعيدا وينصحها بالمثابرة وعدم التأثر بأي ضغط أو أي جهة كانت تشغلها عن هدفها , وهو الطرح الذي يؤكد الشقيق الاصغر الدكتور جلال يرى أن الرسم غاية وفن توصل رسالة خاصة إلى القلوب.
وبالانتقال إلى الدكتورة إلهام وهي الأخت الكبرى لرسامتنا تحكي أنها اكتشفت موهبة اختها في وقت مبكر وشجعتها على ذلك بل ووفرت كل مالديها من جهد ومال لشقيقتها بل وكانت تعينها في أي عمل وكانت لها مثل الظل لا تفارقها وتحكي أن موهبة اختها ستصل للعالمية عما قريب لأن رسمها يوازي أصحاب التخصصات والفنون فهي قريبة منهم.
أناملها الذهبية سر تفوقها
وبما أن المحيط المدرسي له تأثير على أي موهبة فقد كانت رسامتنا في دولة الهند هناك في إحدى المدارس العربية تعرفت على صديقة لها من سوريا وتحكي صديقتها أنه الحوراني فتقول , الرسم فن تشكيلي وإحدى المواهب المميزة للتعبير عن النفس ومن النادر أن تجد شخص يتقنها بشكل محترف وتتكلم عن رسم صديقتها فتقول هي ترسم بطريقة محترفة بالرغم انها لم تخضع لأي دورات ولكن اناملها الذهبية هي سر تفوقها ودوري كصديقة لها أن اشجعها أن تستمر لأنها تستحق الأفضل والمستقبل سيكون رائع لها وستحقق نجاحا عالميا فهي طموحة وسقفها عالي.
بدورها تتحدث صديقتها الأكثر من رائعة سميرة عادل الفهد من مديرية العود بمحافظة إب فتقول عرفت أحلام طالبة مميزة وخدومة ومتفوقة في كل مجال , تتحدث عن رسمها الذي ابهرها بشكل كبير فتقول لولم أكن اعرفها على الواقع لقلت أنها ليست هي التي ترسم , واتمنى لها دوام التوفيق والنجاح .
من جانبها تحكي صديقاتها سلا سليم وجهينة الاكوع وأسماء نجيب واثمار العرار وكلهن من العاصمة صنعاء أن أحلام تفوقت في كل الجوانب الفنية والثقافية والدراسية ورسمها من أروع الرسم كأنها دافنتشي ويتمنين لها مستقبل أفضل في حياتها .
تقول رزينة القملي أنها فخورة بزميلتها أحلام متوقعة لها مستقبلا كبيرا في مجالها العلمي والفني لاسيما وانها ابدعت منذ صغرها متمنية لها دوام التوفيق والنجاح في في حياتها .
استاذها العراقي أسامة يحكي عن احلام ويقول انها كانت من أروع الطالبات اللاتي مروا على المدرسة العراقية حيث كانت الأولى منذ الصف السادس حتى التاسع .
ونفس الشي يحكي استاذها القاضي أحمد الحمادي هو يردف : أحلام ومن مثلها في التفوق والنجاح فهي أفلاطون في فلسفته والعقاد في كتاباته وديكارت في علمه واتمنى لها التوفيق والنجاح.
وللفنانين والتشكيليين رأي أيضا :
سالت بعض رواد الفن التشكيلي حول رسم أحلام فكانت النتائج كالتالي : -
ردفان المحمدي وهو رسام تشكيلي مبدع أقام عدة معارض تشكيلية وشارك في معارض دولية ولديه خبرة وشهادات عالمية يقول : دور وزارة الثقافة حاليا غير موجود نتيجة الحرب لكن بالمجمل تهتم بموهبتها ويكفي وبالنسبة لها يبدو من الرسم أن مسار الحرب في اليمن لم يؤثر عليها فهي تبدع بما تراه أمامها والحرب أثرت في اليمن على كثير من الرسامين ولكن هناك رسامين حولوا الطاقة السلبية ووضع الحرب لطاقة إيجابية واستطاعوا التعبير عن مساوى الحرب ومنهم أحلام ومن تأثر فلانه عاش حياة خشنة.
ويهذب الفن من اخلاقيات المجتمع اذ يوفر دفعات عاطفية تملئ قلوب المجتمعات وعقولهم بدلا من ملئها بالسلاح والقتل من يشاهد الفن حتما لن يرغب بعبثية المشهد من يسمع الموسيقى لن يسمح لنفسه بسماع صوت طلقات الرصاص اذا الفن هو الحياة كما وان الرسم هو الصورة البصرية التي تصل رسالته للعالم دون ترجمة فاذا اردت ان تتحدث عن قضية ما اجعلها لوحة وستجد الكثير يتداولونها بل سيتفاعل معها الجميع بشكل اكبر من أي صورة عادية او خطاب وعن رسالته للرسامة احلام يقول ردفان المحمدي بما انك مبدعة غير عادية اجعلي الرسم اهتمامك الاول مهما كنتي مشغولة لا تنسي الرسم لابد ما تزوري معارض فنية تتصفحي أعمال فنانين كذلك تتابعي فنانين على الفيس بوك ايضا تفتحي لك صفحة على الفيس وانستجرام حتى تتابع الناس أعمالك وابداعك لأنها ممتازة ويبدو من رسمها انها ستحقق مكانة واسعة بالفن وينصح ايضا بتوفير مناخ جيد لها مع توفير كل لوازم الرسم لكي ترسم وبما انها قوية في الرصاص لازم ترسم بالالوان الزيتية والاكريليلك
من جانبه يقول الدكتور محمد سبأ :الرسم موهبة وفن ولا يجيده الا من يعشقه ويحبه فهو رسالة خاصة للعالم أجمع والرسامة أبدعت رغم صغر سنها وانصحها بالاستمرار وعدم التأثر أو الانشغال بأي شي آخر وقد تكون الحرب أثرت على الفنانين ولكن لا بد من مواجهة مصاعب الحياة وطرد الطاقة السلبية وعن تقييمي للرسم فهو أكثر من رائع وتستحق الدعم والتشجيع من قبل الدولة وتوفير مناخ يناسب موهبتها فالفن هو الوسيلة التي توصل رسائلها للقلوب والرسم خاصة
كما عبر كل من الرسام اللبناني عمران ياسين ووزير الثقافة اليمني الأسبق خالد الرويشان عن مدى دهشتهم وذهولهم من إبداع الرسامة وفي هذا السن المبكر وطالباها بدوام الاستمرار والتفوق , ومثلهم الكثير من رسامين تشكيليين أمثال وسام المعمري والأستاذ القدير عبدالرحمن الغابري اللذان ابدايا إعجابهما بما ترسمه احلام بل وطالبا المهتمين بمجال الفن التشكيلي بدعمها , يبقى الفن التشكيلي هو الشي الجميل الذي يوصل أجمل معاني الإنسانية والحب والوفاء للعالم كله فهو نور من الله يقذفه في قلوب من يحب وأحلام هي موهبة هذا الزمان بذكائها وتميزها عن اقرانها واخوانها