في مساء الأربعاء الثاني من يوليو أقدمت مجموعة مسلحة على اختطاف سائق في إدارة الشرطة بعدن جنوب اليمن ويدعى عادل الطالبي ، داهموا منزله وقاموا بترويع أطفاله في المدينة التي تسيطر عليها قوات المجلس الانتقالي المدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة.
حسب شهود عيان فإن المسلحين عادوا مجدداً وقاموا بإختطاف صهره من منطقة البساتين وهو حي شعبي يقطنه مواطنون محليون ومهاجرون أفارقة واقتادوهم جميعا الىسجن بئر أحمد ، وهو سجن سيء السمعة ووصفته منظمة هيومن رايتس ووتش بأنه مركز احتجاز غير قانوني مكتظ بالبشر ويموت فيه ببطء المئات من المعتقلين.
منظمة العفو الدولية، قالت إن الإمارات العربية المتحدة التي تقود تحالفا عسكريا في اليمن إلى جانب السعودية، رفضت الرد عليها بخصوص جرائمها في اليمن، وأضافت المنظمة -في بيان مقتضب نشرته في حسابها على توتير- أنها وجهت العديد من الرسائل لولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، تتعلق بانتهاكات ارتكبتها القوات الإماراتية في اليمن، ولم يرد عليها.
وأردفت المنظمة الدولية "لم تردّ الإمارات على أي من مراسلات منظمة العفو الدولية الرسمية منذ سنوات، سواء تلك التي تطالب بإيقاف قتل المدنيين في اليمن او تلك التي تطلب تعليقاً رسمياً على استنتاجات بحوثنا قبل النشر".
ولا تكاد أخبار الانتهاكات الإنسانية تتوقف في المحافظات الجنوبية اليمنية الخاضعة لسيطرة قوات المجلس الإنتقالي المدعوم من الإمارات ، حيث تشير تقارير وتحقيقات دولية ومنظمات حقوقية عن وجود سجون ومعتقلات سرية إماراتية لفرض سيطرتها وإخضاع المناهضين لها بالإخفاء القسري والتعذيب والاعتداءات.
وكشف تقرير عن فريق لجنة الخبراء الأممية عن مراكز اعتقال سرية جنوب اليمن يصعب الوصول إلى بعضها، تديرها الإمارات التي تدخلت عسكريا في اليمن الى جانب السعودية في مارس من العام 2015 لمواجهة مليشيا الحوثيين المدعومة من ايران .
وكشفت تقارير دولية أيضا استقدام الإمارات مرتزقة أجانب نفذت اغتيالات بحق سياسيين وقادة عسكريين ومسؤولين أمنيين وقيادات أحزاب وعلماء دين، في العاصمة المؤقتة عدن
هيومن راتس: كورونا يهدد حياة المعتقلين في بئر أحمد
وفي تقرير لها أمس الخميس الثاني من يوليو قالت "هيومن رايتس ووتش" إنّ المعتقلين في مركز احتجاز في محافظة عدن في جنوب اليمن يواجهون مخاطر صحية وخيمة جرّاء فيروس "كورونا" الذي ينتشر سريعا. بئر أحمد هو مركز احتجاز غير رسمي ومكتظّ في معسكر خاضع لسيطرة السلطات اليمنية التابعة لـ "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم من الإمارات.
وأخبرت قريبات خمسة محتجزين هيومن رايتس ووتش أنّ سلطات مركز الاحتجاز نقلت في أبريل/نيسان 44 محتجزا إلى غرفة لا تتخطّى مساحتها 10 أمتار مربّعة، احتُجز فيها سابقا أربعة أشخاص. يفتقر المحتجزون إلى كمّامات، وقفازات، ومنتجات النظافة الشخصية اللازمة لحماية أنفسهم من فيروس كورونا، وإلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية. ينبغي أن تتّخذ السلطات فورا خطوات لتخفيف الاكتظاظ الفائق والحدّ من خطر تفشي الفيروس، بدءا بالإفراج عن المحتجزين من دون تهمة أو المحتجزين لمجرّد ممارستهم حقوقهم الأساسية.
وقال مايكل بَيْج، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "تهدّد ظروف الاكتظاظ الشديد وغياب الرعاية الصحية في مركز بئر أحمد في عدن حياة المحتجزين وطاقم العمل، وسط انتشار فيروس كورونا في اليمن. ينبغي أن يعالج المجلس الانتقالي الجنوبي عاجلا ظروف الاحتجاز غير الإنسانية ويفرج عن المعتقلين تعسّفا".
وكانت "رابطة أمهات المختطفين"، وهي مجموعة أطلقتها في 2017 نساء يمنيات اعتُقل أقرباؤهنّ وتعرّضوا غالبا للإخفاء القسري، أكدت إنّ المحتجزين يقبعون في بئر أحمد من دون تهمة أو محاكمة لمدّة تصل إلى سنتين. أضافت الرابطة أنّه، وبحسب روايات المحتجزين، توفي حارس من جرّاء أعراض شبيهة بأعراض الإصابة بفيروس كورونا في مايو/أيار، وكان آخر في وضع صحي سيئ بسبب أعراض ناتجة عن الفيروس أيضا. عبّرت القريبات وعضوات الرابطة عن قلقهنّ على صحة المحتجزين بسبب رفض سلطات مركز الاحتجاز السماح بالزيارات منذ 1 مايو/أيار وعدم إعطاء أي معلومات عن صحة أحبّائهنّ.
وقالت زوجة رجل عمره 37 عاما، يُحتجز تعسفا في بئر أحمد منذ يناير/كانون الثاني 2018، إنّ مسلّحين في بزّات "قوات الحزام الأمني" المدعومة من الإمارات اعتقلوا زوجها من منزله من دون أيّ تبرير. أضافت أنّه، خلال زيارتها الأخيرة إلى مركز الاحتجاز في أبريل/نيسان، "بدا شاحبا، وتظهر في أماكن كثيرة من جسده علامات مرض جلدي خطير. كان أيضا يشعر بألم في كليته، ولم يكن يتلقّى أي رعاية طبية".
وقالت والدة شابّ عمره 22 عاما مُحتجز في بئر أحمد منذ منتصف 2019: "لا أعرف كيف يمكن لابني أن ينجو في هذه الغرفة شديدة الاكتظاظ، وسط حرارة لا تُحتمل واحتمال الإصابة بكورونا من دون الحصول على رعاية طبية". أضافت أنّ قوات الحزام الأمني تحتجز ابنها لإرغام ابن عمه المطلوب منها على تسليم نفسه. قالت إنّ ابنها أُخفي قسرا من يناير/كانون الثاني حتى يونيو/حزيران 2019، قبل ظهوره في بئر أحمد. لم يُعرف مكان احتجازه خلال الأشهر الستّة الأولى، على حدّ قولها.
مع انهيار نظام الرعاية الصحية في اليمن خلال النزاع المسلّح، بحسب التقارير، تفشّى فيروس كورونا في معظم البلاد واتضح أنّه فتّاك للغاية. قال مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، لـ "مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة" في 24 يونيو/حزيران إنّ فيروس كورونا يتفشّى بسرعة في اليمن، وإنّ 25% من الحالات المُثبتة كانت قاتلة، "بواقع أعلى بخمس مرّات تقريبا من المعدّل العالمي".
في 2017، وثّقت هيومن رايتس ووتش الانتهاكات في بئر أحمد، عندما نفّذ المحتجزون إضرابا عن الطعام للاعتراض على ظروف الاحتجاز غير الإنسانية. في 2019، وثّقت هيومن رايتس ووتش انتهاكات تورّط فيها المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات الحزام الأمني المدعوم من الإمارات .
زعيم بارز: المجتمع الدولي يغض الطرف عن فظائع الإمارات باليمن
قال الزعيم الجنوبي البارز وشيخ مشائخ سقطرى عيسى بن ياقوت لموقع راي اليمن ان الامارات العربية المتحدة ترتكب فظائع كبيرة في المحافظات الجنوبية اليمنية ، منتقدا صمت الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي والدول دائمة العضوية وقال انهم يغضون الطرف عما تقوم به الإمارات في اليمن وقال في حديث خاص" هناك تبادل صفقات بينهم فهي سوق تصدير السلاح بالنسبة لهم ففي العام 2019 مثلت الإمارات اكبر سوق لتصدير الاسلحة الامريكية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا مع وجود العيديد من الشركات في البلد،ايضا الصناديق الاستثمارية السيادية فهذه الصناديق جعلت الإماراتيين يصبحون من أهم المستثمرين في دول أوروبية وآسيوية وفي أميركا الشمالية".
ونوه بن ياقوت الى علاقات الإمارات التجارية مع الدائمة العضوية في مجلس الأمن "بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والولايات المتحدة" وهي دول تلعب دورا حاسما في الساحة الدولية الأمر الذي يجعلها بعيدة عن المساءلة بالرغم من التقارير التي تتحدث عن انتهاكاتها في محافظات جنوب اليمن وخاصة سقطرى وعدن وأبين .
وعن سبب دعم الإمارات لمليشيا متطرفة ومنتهكة للقانون الدولي قال عيسى بن ياقوت " مليشيا المجلس الانتقالي" مجرد ورقة ابتزاز بيد دولة الإمارات، كونها الداعم الرئيسي له، وتقوم بمهمات تريدها الإمارات ومن أهمها السيطرة على السواحل والمواقع الإٍستراتيجية اليمنية في عدن وباب المندب والمخا .
وعن دور السعودية وحجم القوات التابعة للإنتقالي قال عيسى ان قوات " الانتقالي المدعوم من الإمارات في سقطرى.استولت على المؤسسات العسكرية وسلاحاها وهذا ما جعله يتقوى على السلطة الشرعية.اضافة الى دعم العتاد العسكري من الامارات مع توطؤ سعودي.".