قال مركز دراسات بحثي يمني (غير حكومي)، إن عزل الرئيس عبدربه منصور هادي وتشكيل مجلس رئاسي يمثل كافة القوى السياسية هو الخيار الوحيد القابل للتطبيق لإيقاف الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام.
وذكر مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية في افتتاحيته الشهرية، إن تشكيل مجلس رئاسي بدلاً عن هادي سيوحد المناطق التي لا تخضع لسيطرة الحوثيين، بما يفضي لتشكيل حكومة متماسكة تفاوض الحوثيين لإنهاء الحرب.
وقال إن السعي لإيجاد بدائل لرئاسة هادي ينطوي على عدة مخاطر، لكنها أقل من استمرار هادي في منصبه.
وأشار إلى أن هادي يبذل قصارى جهده لعدم التوصل إلى نهاية للحرب، بدءاً بإحباطه مشاورات الكويت وانتهاء بإصراره على عدم تطبيق اتفاق الرياض من خلال رفضه تقديم تنازلات؛ مولياً بذلك الأولوية لصراع مناطقي تاريخي.
وقال "فترة ولاية هادي تصلح كدراسة حالة عن الحنكة السياسية الطفولية حيث لم يطغَى على عدم كفاءته سوى غريزته في التشبث بكرسي الرئاسة وسعيه غير الأخلاقي لتحقيق المكاسب".
وبحسب المركز فإن هادي أشرف خلال فترة رئاسته على مدار السنوات الثمان الماضية، على تفكك اليمن بشكل متواصل من وطن يحلم بالعبور نحو الديمقراطية بعد الربيع العربي إلى وطن تجزأه الحرب الأهلية والتدخل الإقليمي العسكري، وتحول إلى ساحة صراع بين دويلات متحاربة.
وشكك المركز في شرعية هادي الذي يدخل عامه التاسع على سدة الحكم، بعد أن صعد إلى الحكم كمرشح وحيد في انتخابات أشبه بالاستفتاء لمدة عامين فقط.
وقال المركز إن شرعية هادي الحالية مُنحت إليه تقريباً بالكامل من قبل مجلس الأمن والمجتمع الدولي عبر قرار مجلس الأمن رقم 2216، الذي اعترف به كرئيس شرعي لليمن عقب استيلاء الحوثيين على صنعاء.
وأشار مركز صنعاء إلى أن هادي وفر للسعودية غطاء قانوني دولي لحملتها العسكرية في اليمن، لا أكثر ولا أقل.
وأوضح أن مشروعية ورئاسة هادي منفصلة تمامًا عن أدائه كرئيس دولة، إذ سمح غياب المساءلة، وانتقال الحكومة للعمل في المنفى وتسخيرها لمصالحه، في استشراء الفساد بشكل كبير وسط دائرة المقربين لديه.
وقال إن هادي ودائرته الضيقة يدركون جيداً أن مصالحهم ترتبط ارتباطاً وثيقاً باستمرار الحرب.
ودعا المركز إلى وضع اليمن على مسار أفضل سياسياً بتغيير الرئيس، مشيراً إلى أن الأحزاب السياسية يجب أن تدرك أن الرئيس مدين لها وليس العكس، وأن الحكومة تستطيع أن تكون أقوى بدون هادي.
كما حث السعودية على إنها الدعم لهادي والبدء في إصلاح التحالف المتشظي الذي يحارب الحوثيين، ودعم فكرة مجلس رئاسي يمثل القوى اليمنية.
وقال إن هذه الخطوة الجريئة تحتاج إلى دعم واضح من المجتمع الدولي عبر إصدار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرراً جديداً يناسب الواقع في اليمن، مضيفاً بأن هادي يمثل تهديداً للسلام في حال كانت الأمم المتحدة تسعى إليه.