صدر عن مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية دراسة بحثية تحت عنوان ستة عقود من انعدام الاستقرار.. اليمن: صراع السياسة وحروب الوكالة
وتتناول الدراسة التي أعدها الباحث فؤاد مسعد، وصدرت باللغتين العربية والإنجليزية أبرز الصراعات التي عاشتها اليمن في الفترة (1959-2019)، مع الإشارة إلى أبرز القوى والمكونات المحلية التي شاركت في الصراعات، ودور العوامل والأطراف الخارجية التي تدخلت في تلك الصراعات.
واشتلمت الدراسة على ثلاثة مباحث يسبقها تمهيد عن "الإمامة الزيدية" من زاوية صلتها بالصراعات السياسية منذ حروبها لتشييد سلطتها ومروراً بحروبها ضد خصومها ومعارضيها، وليس انتهاء بالحرب التي خاضتها قوى الإمامة ضد ثورة سبتمبر والنظام الجمهوري.
كما تطرقت الدراسة للعوامل الخارجية وتأثيرها في الصراعات السياسية والعسكرية التي في اليمن، كما حدث ابان الحرب بين الجمهوريين والقوات الملكية عقب ثورة سبتمبر ١٩٦٢، حينما دعمت جمهورية مصر ثورة سبتمبر والنظام الجمهوري، فيما تلقى الملكيون الدعم العسكري والمالي من المملكة العربية السعودية، وظل كل طرف خارجي يدعم طرفا داخليا لتظل الحرب مستمرة، ولم تتوقف إلا بعدما اتفقت الرياض والقاهرة، وحينها اتفقت القوى اليمنية الجمهورية والملكية على المصالحة ووقف الحرب.
وأشارت الدراسة إلى أن ذلك حدث أيضا عندما اندلعت حرب أخرى على الحدود الشطرية السابقة بين شمال اليمن وجنوبه، تلقى الأول دعما سعوديا كونه محسوب على المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة المعسكر الشرقي الذي يقوده الاتحاد السوفيتي ويتولى دعم نظام الحكم في جنوب اليمن.
وحمل المبحث الأول عنوان (الثورة وصراع الهوية) وتناول الاستعمار البريطاني والحكم الإمامي، من ناحية العلاقة بينهما ثم علاقة كل منهما بالقوى الوطنية التي قررت أن تخوض غمار العمل السياسي في مواجهة الاستعمار الأجنبي والاستبداد الإمامي، أما المبحث الثاني فتناول الحرب الملكية – الجمهورية، والصراعات البينية لقوى الثورة في جنوب اليمن وشماله. فيما خصص المبحث الثالث للصراعات التي نشبت على هامش الوحدة الوطنية في مراحل زمنية لاحقة، ومنها الحرب التي تعيشها اليمن منذ أكثر من خمس سنوات، بين الحكومة الشرعية وحلفائها من جهة وجماعة الحوثي بمرجعيتها الزيدية من جهة ثانية. وفيما تقف المملكة العربية السعودية على رأس حلفاء الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، تقف إيران في الجهة المقابلة داعمة لجماعة الحوثي، وذاك هو الملمح العام والبارز في الحرب قبل أن تشهد تحولات جديدة، أشار إليها البحث، ومنها نشوب صراع آخر بين الحكومة الشرعية والحركة الجنوبية المطالبة بانفصال جنوب اليمن عن شماله تحت اسم (المجلس الانتقالي)، ليظهر التحالف الداعم للشرعية اليمنية منقسماً على نفسه بين دعم الرئيس الشرعي هادي وحكومته، ودعم القوى التي تحاربه في الوقت نفسه. الأمر الذي أدى إلى إطالة أمد الصراعات، سواء الصراع في شمال اليمن بين الحكومة والحوثيين أو الصراع في الجنوب بين الحكومة والمجلس الانتقالي. ويبقى دور العامل الخارجي مهما وفاعلا ومؤثرا كما كشفت مختلف جولات الصراع التي شهدتها اليمن وتناولتها الدراسة.
للحصول على نسخة PDF من خلال رابط المركز
https://abaadstudies.org/pdf-46.pdf