الرئيسية - أقاليم - مصر تلوح بخياراتها العسكرية في ليبيا وتتمسك بالدبلوماسية مع إثيوبيا
مصر تلوح بخياراتها العسكرية في ليبيا وتتمسك بالدبلوماسية مع إثيوبيا
الساعة 12:35 ص (راي اليمن /اندبندنت عربية )

في مشهدٍ حمل بين طياته كثيراً من الرسائل العسكرية على المستوى الإقليمي، وفق توصيف متخصصين عسكريين، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمة له اليوم السبت، بثّها التلفزيون المصري في أثناء تفقده وحدات الجيش المصري بالمنطقة العسكرية الغربية، إنّ تدخل مصر المباشر في ليبيا "بات تتوافر له الشرعية الدولية، وينطوي على أهداف"، مطالباً القوات المسلحة المصرية بـ"ضرورة الاستعداد لتنفيذ أي مهام داخل حدود البلاد أو خارجها إذا تطلب الأمر".

وتأتي تصريحات السيسي في وقت تواجه مصر تحديات على المستوى الإقليمي، يصفها متخصصون بـ"المصيرية للأمن القومي للبلاد"، لا سيما من جهة الغرب، حيث تحديات التدخل العسكري التركي في ليبيا دعماً لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، ومن الجنوب حيث تعقّد مفاوضات القاهرة مع أديس أبابا حول سُبل ملء خزانات سد النهضة، وإصرار إثيوبيا على المُضي قدماً في إنهاء الملء، بغض النظر عن التوصّل إلى اتفاق من عدمه مع دولتي مصب نهر النيل (مصر والسودان).

في المقابل، رفضت حكومة الوفاق الليبية "بشدة" تلويح الرئيس السيسي بـ"تدخل عسكري مباشر" في ليبيا إذا واصلت قوات الحكومة المذكورة التي تعترف بها الأمم المتحدة التقدم نحو مدينة سرت الاستراتيجية والتي تسيطر عليها قوات المشير خليفة حفتر.

واعتبر عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق محمد عماري زايد "كلمة السيسي استمراراً في الحرب على الشعب الليبي والتدخّل في شؤونه، وتهديداً خطيراً للأمن القومي الليبي وانتهاكاً صارخاً للأعراف والمواثيق الدولية".

الاستعداد لتنفيذ أي مهام

وخلال استعراض عسكري في الجهة الغربية للبلاد، أشاد الرئيس المصري بالحالة القتالية والقدرات العالية، التي أصبح يتمتّع بها جيش بلاده، الذي بات من أقوى جيوش المنطقة، حسب قوله.

وقال السيسي، "يوجد كثيرٌ من النشاطات تُجرى، ولا أحد يعرف عنها شيئاً بالمنطقة الغربية على كامل الحدود مع الدولة الشقيقة ليبيا. هناك نحو 1200 كيلومتر تؤمَّن منذ أكثر من سبع سنوات بالقوات الجوية والخاصة وحرس الحدود وقوات كثيرة أخرى"، مؤكداً أن جيش بلاده "رشيد، يحمي ولا يهدد، يُؤمِّن ولا يعتدي على أحد"، لافتاً إلى أنّ هذه هي "استراتيجية الجيش، وعقيدته التي لا تتغير"، على حد وصفه.

رسائل في الملف الليبي

وفي معرض حديثه عن الملف الليبي، أضاف الرئيس المصري، "أيّ تدخل مباشر من الدولة المصرية في ليبيا بات تتوافر له الشرعية الدولية، سواء في إطار ميثاق الأمم المتحدة، أو بناءً على السلطة الشرعية الوحيدة (مجلس النواب)، وستكون أهدافه الأولى حماية وتأمين الحدود الغربية من تهديدات المرتزقة وحقن دماء الشعب الليبي".

وأتت تصريحات السيسي غداة تلقي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية طلباً من مصر، لعقد اجتماع افتراضي طارئ على مستوى وزراء الخارجية، من أجل بحث تطورات الأوضاع في ليبيا. ومن المتوقّع أن يُعقد الاجتماع خلال الأسبوع المقبل، وفق دبلوماسيين بالجامعة العربية.

 

وحسب السيسي فإنّ القاهرة "تقف اليوم أمام مرحلة فارقة تتأسس على حدودنا، حيث تهديدات مباشرة تتطلب منا التكاتف والتعاون ليس في ما بيننا فقط، لكن مع أشقائنا من الشعب الليبي والقوى الصديقة، للحماية والدفاع عن بلدينا ومقدرات شعوبنا من العدوان الذي تشنّه الميليشيات الإرهابية بدعم كامل من قوى تعتمد على الأدوات العسكرية، لتحقيق طموحاتها التوسعية على حساب الأمن القومي العربي، تحت رؤية كاملة من المجتمع الدولي". في إشارة إلى التدخل التركي في ليبيا.

وتدعم القاهرة قوات الجيش الوطني الليبي برئاسة المشير خليفة حفتر، الذي مُنيت قواته بعدة انتكاسات في نزاعها مع حكومة الوفاق الوطني التي تدعمها تركيا.

وأكد الرئيس المصري استعداد بلاده الكامل لتقديم الدعم للشعب الليبي، قائلاً "نحن في مصر نكنّ لكم احتراماً وتقديراً كبيرين، ولم نتدخّل في شؤونكم، ودائماً مستعدون لتقديم الدعم من أجل استقرار ليبيا، وليس لنا مصلحة سوى أمنكم واستقراركم"، معتبراً أن "تجاوز سرت والجفرة خط أحمر (حيث تدور معارك بين طرفي النزاع الليبي)، ولن يدافع عن ليبيا إلا أهل ليبيا، ومستعدون أن نساعد ونساند هذا".

وتابع، "يخطئ من يظن أو يعتقد أن صبرنا ضعف أو تردد، بل هو من أجل استجلاء الموقف، وإيضاح الحقائق، ويخطئ من يظن أو يعتقد أن عدم تدخلنا في شؤون الدول الأخرى انعزال أو انكفاء، بل نحن رأينا خلال السنوات الماضية أن التدخل في شؤون الدول قد يكون له تأثير سلبي في أمن واستقرار هذه الدول". مضيفاً: "عندما يتعلق الأمر الآن بالتطورات التي تحدث في ليبيا، ويعتقد البعض أنه يستطيع بقوة السلاح حسم المعركة في سرت والجفرة فهذا خط أحمر بالنسبة إلينا"

  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن