دعا الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي محي الدين القره داغي، الجمعة، الأمة الإسلامية والدول العربية إلى "هبّة جماعية"، لإنقاذ اليمن من جوائح الصراعات والأوبئة.
جاء ذلك في تدوينة عبر صفحته الموثقة بموقع فيسبوك، تأثرًا بتقرير أممي حذر من ارتفاع نسبة الوفيات في اليمن، وتعرض ملايين الأطفال والنساء للمخاطر الصحية والفقر والبطالة.
وقال القره داغي: "تأثرت واقشعر جلدي ودمعت عيني من هول المصيبة على أهل اليمن، من باب الإحساس بالمسؤولية أطالب الدول العربية المجاورة وأمتنا الإسلامية كلها بهبة جماعية، وفزعة إيمانية، وإحساس أخوي لإنقاذ اليمن".
وتابع: "أطالبهم بنسيان الخلافات والصراعات أمام هذه الفجائع الموبقات، فوالله الجميع مسؤولون أمام الله ثم أمام الأجيال اللاحقة، عن نفس واحدة تموت بسبب الإهمال وعدم الإنقاذ".
وحمّل القره داغي أطراف النزاع باليمن تبعات تدهور الأوضاع، قائلًا: "أيها الإخوة اليمنيون المتقاتلون ويا أيها الحوثيون تقع عليكم المسؤولية الكبرى فتتحملون مسؤولية موت هؤلاء بسبب المجاعة أو الأمراض والجوائح".
وأضاف: "تصالحوا أو اتركوا الخلاف، واصرفوا قيمة ما تصرفونه في الحرب، في علاج هؤلاء المرضى الذين هم أهلكم وإخوانكم".
كما وجه حديثه للدول المشاركة في الحرب اليمنية، قائلًا: "اتقوا الله وانظروا إلى ما آلت إليه أوضاع اليمنيين سياسياً واجتماعياً وصحياً، واقتصادياً، فاتقوا الله تعالى وأنقذوا المرضى والفقراء من الموت بدل الحرب المدمرة".
واختتم القره داغي رسالته المعنونة بـ"فزعة وصيحة لإنقاذ مرضى اليمن"، داعيا الأمة الإسلامية قادة وأغنياء وعلماء إلى إنقاذ الشعب اليمني من جوائح الصراعات الداخلية والأطماع الإقليمية والحروب المدمرة.
والأربعاء، قال تقرير للبرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحدة، إن أكثر من نصف اليمنيين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وإن 12 مليون طفل و6 ملايين امرأة يحتاجون إلى مساعدات إنسانية.
وحتى مساء الخميس، سجل اليمن إجمالا في مناطق الحكومة والحوثيين 282 إصابة بفيروس كورونا؛ بينها 58 وفاة و11 حالة تعاف.
وللعام السادس على التوالي، يشهد اليمن حربا بين القوات الموالية للحكومة ومسلحي "الحوثيين" المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات، بينها صنعاء منذ 2014.
ويزيد من تعقيدات النزاع في اليمن أن له امتدادات إقليمية، فمنذ مارس/آذار 2015 ينفذ تحالف عربي، بقيادة السعودية، عمليات عسكرية في مواجهة الحوثيين، فيما تنفق الإمارات أموالا طائلة على تسليح وتدريب قوات "موازية" لقوات الحكومة اليمنية الشرعية.
وأدت هذه الحرب العنيفة إلى إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80 بالمئة من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.