أثار ارتفاع حالات الوفاة جراء الأمراض في مدينة عدن جنوب اليمن منذ بداية مايو، قلق خبراء الصحة والمنظمات الإنسانية من احتمال تفشي فيروس كورونا بشكل واسع.
وأعلنت مصلحة الأحوال المدنية في عدن، يوم السبت الماضي، عن وفاة عشرات الأشخاص بأمراض لم يعرف بعد ما إذا كانت مرتبطة بوباء كورونا أم لا.
وقال رئيس المصلحة التي تصدر شهادات الوفاة، اللواء سند جميل: "توفي خلال الساعات الـ24 الماضية في مدينة عدن أكثر من 80 شخصا نتيجة الأوبئة والحميات المنتشرة في عدن".
وأكد على أن مصلحته تصدر في العادة 7 شهادات وفاة فقط في اليوم الواحد، لكن عدد الوفيات منذ 7 مايو بلغ 607 حالات وفاة.
وبحسب صدام الحيدري، الطبيب في إحدى مستشفيات المدينة التي يسكنها 550 ألف نسمة، فإن عدد الوفيات تضاعف بنحو 7 مرات في الأسابيع الأخيرة، في المدينة المتنازع عليها بين الحكومة المعترف بها دوليا والمجلس الانتقالي الجنوبي.
ولا تتبع مدينة عدن سياسة فعالة للتباعد الاجتماعي في مواجهة الفيروس، ولا توجد مراكز فحص ولا مواقع للحجر الصحي للمرضى.
وتم إجراء حملات تعقيم، ولكن بسبب نقص المعدات توقفت المستشفيات عن قبول المرضى الذين يعانون من أعراض مشابهة لأعراض كورونا، بينما ترك أطباء وظائفهم بسبب الضغوط ووفاة زملاء لهم، وفقا لروايات عاملين صحيين.
وفي مستشفى الكوبي الخاص، ازداد تدفق المرضى من 150 حالة يوميا إلى 400، في ظل تقلص أعداد الأطباء، بعدما التزم كثير منهم منازلهم في أعقاب وفاة آخرين، بحسب مدير المستشفى ياسر الناصري.
وحذر الناصري من أنه "لا يوجد اهتمام بالأزمة الصحية التي تعانيها عدن، فالصراع بين الحكومة والشرعية والمجلس الانتقالي والحرب الدائرة في أبين القريبة من عدن عمقت المأساة".
وسجل اليمن رسميا حتى الآن 124 إصابة في الوباء، بينها 18 وفاة في مناطق سيطرة الحكومة، ووفاة واحدة في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.