الرئيسية - أقاليم - مأرب تودّع قائد معسكر اللبنات في الجوف، العميد ركن م.أحمد الزيادي
مأرب تودّع قائد معسكر اللبنات في الجوف، العميد ركن م.أحمد الزيادي
الساعة 01:47 ص (رأي اليمن - خاص)

 


شيعت مدينة مأرب الثلاثاء جثمان الشهيد العميد ركن م. أحمد الزيادي قائد معسكر اللبنات في محافظة الجوف، التابع للمنطقة العسكرية السادسة، الذي استشهد في بداية شهر مارس الماضي في مواجهات مع جماعة الحوثيين على مشارف مدينة الحزم، عاصمة المحافظة.
وأدى المشيعون صلاة الجنازة على جثمان الشهيد الزيادي في مسجد الرضوان وسط مدينة مأرب، قبل تشييعه في موكب جنائزيٍ كبير من الأهل ومعارف الشهيد والمواطنين الى مقبرة الشهداء في المدينة.
يشار الى ان العميد الزيادي أحد الخبراء الهندسيين الذين تخرجوا من الكليات العسكرية الروسية في الهندسة الصاروخية في بداية التسعينات، وأدى عدد من المهام العسكرية متدرجاً في مؤسسة الجيش، حيث تولى عدد من المناصب العسكرية، من بينها قائد للكتيبة السادسة في الوية الصواريخ.
بعد انقلاب الحوثيين وصالح، التحق الشهيد الزيادي بالنواة الاولى للجيش الوطني في مأرب، وشارك في تحرير المحافظة، جنباً الى جانب مع الشهيد اللواء عبد الرب الشدادي وباقي زملائه من رفاق السلاح، ليتم تعيينه بعد تحرير محافظة الجوف قائداً لمعسكر اللبنات.

سيرة حياة الشهيد العميد ركن م.أحمد الزيادي 

الشهيد العميد ركن م.أحمد علي يحيى الزيادي، من مواليد عام 1966 محافظة إب، مديرية السدة، عزلة المرخام، قرية بيت وحيش، متزوج، وله ولدان وبنت من زوجته السابقة، وثلاثة أبناء من زوجته الأخيرة.
بدء رحلته الدراسية في مدرسة صغيرة في قريته تسمى " المعلامة"، حيث كان من المتفوقين على أقرانه في صفوفه الدراسية، بالمقابل، كان يعمل أيضاً في الحقول والأراضي الزراعية الخاصة بعائلاته، كونه الأبن الأكبر لعائلة كبيرة من أخوة وأخوات، ولأن والده كان مغترباً للعمل في السعودية، جعله ذلك المسؤول الأول عن عائلته.
 حبُّه للعلم، ورغبته في اكتساب المعرفة دفعاه الى السفر الى صنعاء، والالتحاق بمعهد صنعاء العلمي. وهناك أكمل تعليمه، وحصل على درجات مرتفعة، أهلته لدخول كلية الطيران الحربي، لكنه انتقل بعدها إلى الكلية الحربية.
وبسبب تفوقه في تحصيله العلمي، استطاع الحصول على منحة دراسية أواخر الثمانينيات الى الأتحاد السوفيتي، على رأس مجموعة من الطلاب اليمنيين الذين أرسلتهم الحكومة آنذاك لدراسة هندسة الصواريخ البالستية بعيدة المدى.
 نال درجة البكالوريوس في هندسة الصواريخ عام 1993 عاد بعدها الى اليمن ليلتحق بصفوف الجيش اليمني ويقوم بعدة مهام عسكرية، حيث كان في فترات لاحقة من كبار المهندسين والخبراء والمترجمين، وكان مرجعاً لا غنى عنه في مجاله بالنسبة للجيش اليمني، خاصة ضمن التعاون العسكري بين اليمن وروسيا، ، بالاضافة الى صفقة السلاح الشهيرة بين اليمن وكوريا الشمالية عام 2002،  ثم تتالت مهامه في الجيش وترقى في المناصب العسكرية، إلى أن تولى قيادة الكتيبة السادسة في مجموعة الصواريخ في معسكر عطان التابع للحرس الجمهوري إبان النظام السابق.
بعد انقلاب الحوثيين وصالح على الشرعية، عرضت عليه جماعة الحوثيين العمل معها في تركيب واطلاق الصواريخ البالستية مقابل إعتمادات مالية مرتفعة ووترقيات في الجيش، لكن الشهيد أحمد الزيادي آثر الانحياز للجمهورية والدولة اليمنية والقتال في صفوفوها حتى وهي في أضعف حالاتها، وفي سبيل ذلك، استطاع الافلات من قبضتهم في صنعاء، والالتحاق بالنواة الاولى للجيش الوطني في مأرب، ليشارك جنباً الى جانب مع الشهيد اللواء عبدالرب الشدادي ورفاق سلاحه الاخرين، المؤمنين بعدالة قضيتهم وبمبادئهم التي اقسموا عليها القسم العسكري، حاملين أرواحهم على أكفهم.
ورغم الحالة المادية المتواضعة التي كان يعيشها العميد أحمد الزيادي وأسرته في شقة مؤجرة، الا ان الحوثيين اقتحموا منزله عدة مرات، وعبثوا بمحتوياته.
ومع توالي انتصارات الجيش الوطني في أكثر من جبهة، وتحرير محافظة مأرب وأجزاء من محافظة الجوف، استطاع الجيش اعادة بناء نفسه، يداً بيد مع افراد المقاومة في تلك المناطق، ومن لبوا نداء الجمهورية من منتسبي الجيش السابق والمقاومة من باقي محافظات الجمهورية، ليتم تعيين العميد احمد الزيادي في منصب كبير المعلمين في معسكر النصر في مأرب، ثم بعد ذلك قائداً لمعسكر اللبنات التابع للمنطقة العسكرية السادسة.
أستمر العميد الزيادي في منصبه قائداً لمعسكر اللبنات حتى استشهد بتاريخ الأول من مارس 2020 في مواجهات مع الحوثيين على مشارف مدينة الحزم، عاصمة محافظة الجوف، قبل يوم من سقوط المدينة بيد الحوثيين.
 كان الشهيد رحمة الله عليه من أشد الناس تواضعاً ولم يكن من الذين يرتدون البزة العسكرية بكثرة، أو ممن يستغلون مناصبهم في الظهور والخروج بمواكب كبيرة تحوطها الحراسات، وكانت من كلمته ( نحن نلبس البزة العسكرية للمهمات وللإجتماعات الخاصة بالقيادة وليس للمفاخرة أو إستعراض العضلات على عامة الشعب).

  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
كاريكاتير يجسد معاناة سكان تعز جراء الحصار
اتفاق استوكهولم
صلاة الحوثيين
الإغتيالات في عدن