قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، إن مجلس فيسبوك جاء لحماية حرية التعبير ومجتمع المعرفة وحماية الحق في الحصول على المعلومات وتداولها.

وأضافت كرمان - في لقاء مع الجزيرة-  أن إدارة مجلس الإشراف في فيسبوك وجدت نفسها غير قادرة على إدارة الكم الكبير للمحتوى المنشور في فيسبوك وتلقت انتقادات كثيرة في طرقة تعاملها مع المحتوى خاصة ما يبث العنف والكراهية والارهاب والعنصرية ويتسم بالايذاء والخداع. 

وأشارت كرمان -التي تم اختيارها ضمن عشرين شخصية في مجلس الإشراف على فيسبوك- إلى أن مارك أعلن منذ عامين على ضرورة تشكيل مجلس مستقل يعمل على مراقبة المحتوى ويضمن المجلس الاستقلال ويعطى صلاحيات كبيرة بحيث تكون قراراته ملزمة حول بقاء أو حذف محتوى معين داخل فيسبوك أو ازالته.

وتابعت "كل أعضاء المجلس رغم اختلاف لغاتهم وهوياتهم لكنهم مجمعون على أهمية الدفاع عن حرية التعبير".

وأشارت إلى أن المحتوى الذي سيقوم المجلس بالموافقة على إزالته هو المحتوى الذي سيحرض على الكراهية والعنف والإرهاب والعنصرية، مؤكدة أن أعضاء المجلس ليست مهمتهم الدفاع عن فيسبوك ولا تحمل المسؤولية القانونية عن فيسبوك.

وقالت "نحن كأعضاء نشكل عدسة إضافية للرقابة وجهة مسائلة لفيسبوك وإشراف مستقل على المحتوى وفق معايير حقوق الإنسان والمواثيق الدولية لحرية الرأي والتعبير ووفق معايير فيسبوك حول النشر، وبالتالي قرارات المجلس ملزمة لفيسبوك وتتسم بالشفافية والوضوح والمجلس مستقل تماما عن فيسبوك".

وأردفت "نجتمع بشكل شبه يومي لإقرار آلية تعامل، وهناك ثلاث آليات من ضمنها استقبال الطعون من قبل المستخدمين واحالة فيسبوك بعض القضايا إلينا وأخيرا سنقدم توصيات لفيسبوك".

وتابعت كرمان "قريب جدا سيكون هناك استقبال الحالات التي ستحال الينا من فيسبوك ثم سنفتح الباب للطعون لاحقا، ويصعب تحديد فترة زمنية للبداية، وهناك موقع إلكتروني سنخبر من خلاله العالم حول جميع القرارات التي اتخذناها مع الحفاظ على هوية المستخدمين وحول مدى التزام فيسبوك بالقرارات التي نتخذها".

وحول الهجمات التي تستهدفها بناء على عضويتها الاشرافية في مجلس فيسبوك قالت كرمان إنها "متعودة على مثل هذه الحملات، وليست هذه أول حملة واتعرض لتننمر واسع في بعض الدول بالمنطقة والسبب معروف، دورها المعارض لتلك الدول في احتلال وتدمير بلادها ولانتقادها لسجلات تلك الدول السيء في مجال حقوق الانسان".

استدركت "اتعامل بشكل ايجابي مع أي انتقادات واحترم وجهات النظر الأخرى كجزء من نضالي الدائم في مسيرتي الحقوقية واحترامي لحرية الرأي والتعبير"، مشيرة إلى أن إعلان تشكيل المجلس لاقى قبول واهتمام عالمي كبير، وهو مجلس اشراف عالمي لموقع فيه مستخدمين يزيدون عن اثنين مليار مستخدم حول العالم.

واستطردت "إذا لم يعجب البعض في دولتين أو ثلاث فلا مشكلة لاسيما أن هذه الدول ليس لديها إعلام حر ولا يعبر عن قناعة الناس فيها، ولذلك نعتبرها حملات ذباب الكتروني وفيها حسابات مزيفة وممولة، واعضاء اللجنة متوقعون هذا أيضا".

ومضت توكل بالقول "حين قبلت الانضمام لهذا المجلس ونعتبر فيسبوك وانستجرام انجاز حضاري، وكلا الموقعين منبرين عظيمين للناس، ولازلت انزعج من محاولة الحكومات احتكار وسائل الاعلام والمعلومات ومحاربة مثل هذه المنصات والأصوات التي بداخلها".

واختتمت اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان حديثها للجزيرة بالقول "أهم دافع لي في هذا المنصب أن أساعد في تمكين أصوات الناس في جميع انحاء العالم وفي المنطقة العربية بشكل خاص".