شهدت محافظة سقطرى اليمنية (الجمعة) اشتباكات مسلحة نادرة في الجزيرة السياحية الإستراتيجية اليمنية.
وكسر القتال الذي دار اليوم بين القوات الحكومية وقوات موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال، سكون سقطرى أكبر وأهم جزر اليمن.
وتقع جزيرة سقطري بالقرب من خليج عدن، وهي أرخبيل يتكون من ست جزر على المحيط الهندي، ومدرجة ضمن قائمة التراث العالمي.
وظل أرخبيل سقطري على مدى قرون بمنأى عن الصراعات المسلحة، بما في ذلك النزاع الدموي الدائر بين القوات الحكومية والحوثيين منذ أواخر 2014.
لكن الجزيرة شهدت توترات منذ العام 2018، تصاعدت منذ أكتوبر الماضي بين القوات الحكومية والمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تقول الحكومة إنه يتلقى دعما من الإمارات.
واندلعت اليوم اشتباكات بين القوات الحكومية وقوات موالية للانتقالي الجنوبي في الجزيرة أسفرت عن سقوط قتيل وعدة جرحى.
وذكر مصدر محلي مسؤول اليوم لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن اشتباكات اندلعت بين القوات الحكومية وقوات "اللواء الأول مشاة بحري" الموالي للانتقالي الجنوبي في الأطراف الغربية من مدينة حديبو عاصمة محافظة سقطرى.
وقال المصدر إن الاشتباكات أسفرت عن سقوط قتيل على الأقل من أفراد اللواء وعدة جرحى من الجانبين.
وأوضح المصدر أن قوات من اللواء تحركت من مقرها في منطقة "موري" الواقعة على بعد نحو 10 كيلومترات غربي حديبو، وحاولت اقتحام المدينة من الجهة الغربية.
وأضاف أن "قوات اللواء تقدمت إلى منطقة قاضب المدخل الغربي لمدينة حديبو، ودارت هناك اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة لنحو أربع ساعات".
وبحسب المصدر، فان قوات المجلس الانتقالي هاجمت المدينة في محاولة للسيطرة عليها تنفيذا لإعلان المجلس الانتقالي "الإدارة الذاتية" في الجنوب اليمني.
وأفاد المصدر بأن قوات من التحالف العربي (سعودية) تمكنت من فض الاشتباكات وأعادت القوات من الجانبين إلى مناطق تمركزاتها السابقة.
واتهم محافظ سقطرى رمزي محروس، قوات المجلس الانتقالي بالاعتداء على مدينة حديبو.
وقال محروس في بيان مسجل، "اعتدوا علينا ونحن قمنا بحماية المدينة".
وأشار الى أن قوات من "أبناء الضالع ويافع وأبين هم من يواجهون أبناء سقطرى"، في إشارة إلى أن القيادات العسكرية التي قادت الهجوم تنتمي الى تلك المناطق والتي تمثل العمق الاستراتيجي للانتقالي الجنوبي.
وبحسب محروس، فإن توجيهات من الرئاسة قضت بأن يقوم التحالف بتأمين المدينة وإعادة كل القوات إلى أماكنها.
وعقب ذلك، وجه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بضبط الأوضاع في الأرخبيل وحفظ الأمن في الجزيرة التي عرفت بالسلام على الدوام، بحسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، التي تديرها الحكومة.
وقالت الوكالة إن الرئيس هادي، وجه بضبط الأوضاع في أرخبيل سقطرى وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار والسلام والحفاظ على السكينة العامة وحماية مؤسسات الدولة والممتلكات العامة والخاصة.
وشدد "على أهمية وحدة الصف ولم الشمل بين أبناء الوطن ورفقاء السلاح في سقطرى جزيرة الأمن والاستقرار والوئام والسلام الذي عرفت به على مر العصور".
في المقابل، اتهم المجلس الإنتقالي الجنوبي ، محافظ سقطري بالوقوف وراء الأحداث في الجزيرة "المسالمة".
وقال عضو هيئة رئاسة المجلس الإنتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي، "إن سقطرى المسالمة لم تعرف نقاط للتقطع وااإختطاف والتعذيب والاغتيال إلا في عهد رمزي محروس"، متهما إياه بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين.
واضاف العولقي على (تويتر) إن الخطاب المناطقي لمحروس ضد أبناء الضالع وأبين ويافع محاولة لذر الرماد في العيون.
وقال الناشط السياسي اليمني عبدالله بداهن، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن سقطرى عاشت لعقود طويلة بمنأى عن صوت المدافع وأزيز الرصاص ولم تشهد أي قتال منذ أزمنة عديدة.
وتابع بداهن قائلا: "لأن السقطريين رفضوا الوصاية والبيع لجأت بعض الأطراف الخارجية إلى تجنيد الشباب وتحريض المجتمع على الدولة ووصلت الأوضاع إلى ما هي عليه اليوم، تمرد وانقلاب على الدولة وقتال لم نشهده من قبل".
وتعتبر جزيرة سقطري واحدة من أكبر الجزر اليمنية والعربية، وتمتاز بتنوعها الحيواني والنباتي الفريد على مستوى العالم.
ويصنف الأرخبيل بأنه أحد أكبر المستودعات الطبيعية في العالم، حيث يحتوي على أكثر من 850 نوعا من النباتات، منها نحو 300 نوع من النباتات المستوطنة والنادرة في العالم، ويمثل أحد أبرز المقاصد السياحية خاصة لعشاق السياحة البيئية في اليمن وعموم المنطقة.